القدس - بلال أبو دقة
أكدت النائبة الإسرائيلية في الكنيست (زهافا غلؤون) في تصريحات إذاعية، أن إسرائيل بحاجة إلى قيادة شجاعة تُقر بأن العمل العسكري لن يمنع استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من غزة على جنوب إسرائيل..
وشددت عضو الكنيست الإسرائيلي، التي تنتمي لكتلة (ميرتس) اليسارية, على أن العمل العسكري ضد غزة سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع أكثر فأكثر.. ودعت (غلؤون) الحكومة الإسرائيلية إلى التحاور مع حركة (حماس) حول التوصل إلى وقف إطلاق النار والسعي إلى إرسال قوة دولية إلى قطاع غزة..
في غضون ذلك، ذكر المراسل العسكري في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي (ألون بن دافيد) أن قادة الجيش الإسرائيلي رفضوا دخول قطاع غزة، قائلين: (لن نسمح بجرنا لوحل قطاع غزة طالما لا توجد هناك جهة نسلمها مفاتيح القطاع بعد الانتهاء من أي عملية كبيرة فيه).. ويشير (بن دافيد) إلى أن الجيش سيرد على إطلاق الصواريخ تجاه (سديروت) على النمط القديم, بعمليات توغل محدودة وبعمليات قصف (اغتيالات) من الجو لا أكثر في الوقت الراهن.. وأنهى الجيش الإسرائيلي تدريباته العسكرية تمهيداً للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.. وحسب المراسل العسكري (بن دافيد) فإن هذه التدريبات بدأت منذ ثمانية أشهر..
وبينما قالت صحيفة معاريف العبرية: إن المستوى السياسي في إسرائيل لا يميل إلى اتخاذ قرار بالقيام بعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، طالب وزراء في الحكومة الإسرائيلية خلال جلسة المشاورات الأمنية الإسرائيلية التي دعا لها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود اولمرت بمشاركة وزير حربه أيهود باراك، ورئيس الشاباك (يوفال ديسكن)، وقائد أركان الجيش (غابي اشكنازي) باستهداف نقاط محددة، باغتيال قيادة حركة حماس السياسية.. وقال وزير البنية التحتية والإسكان الإسرائيلي (زئيف بويم): (إنه لا فرق بين المستوى السياسي والعسكري لحماس وعلينا التعامل مع إسماعيل هنية (رئيس الوزراء الفلسطيني المقال)، كما تعاملنا بالاغتيال مع مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في عام 2004م.
وترى مصادر سياسية إسرائيلية أخرى أنه إذا استمر تصاعد إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون في الفترة القادمة فإن القيادة السياسية الإسرائيلية لن تجد لها بداً من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق، ولأجل ذلك فقد اجتمع طاقم أمني إسرائيلي في تل أبيب أمام ما يعرف (المحاكاة) بهدف وضع تصور لمعركة قادمة ضد غزة ترتكز إلى سيناريوهين، الأول عسكري: ويشرح طبيعة المعركة المفترض حدوثها داخل غزة، ويعتقد الخبراء الذين وضعوا هذا السيناريو أن يؤدي اجتياح قطاع غزة إلى مقتل مئات أو آلاف من الفلسطينيين, وفي مقابل ذلك سيقتل ما لا يقل عن 100 جندي إسرائيلي، وسيتم تشريد ما لا يقل عن 250 ألف فلسطيني من بيوتهم بسبب القصف الهمجي على مواقع حماس.
أما السيناريو الثاني: فيشير إلى أنه ومع تصاعد المواجهة مع حماس فلا مناص من إجراء مفاوضات غير مباشرة معها عن طريق وسيط والمرجح أن تكون مصر؛ وذلك بهدف التوصل إلى تهدئة على حدود قطاع غزة ووقف إطلاق صواريخ القسام ووقف تهريب السلاح ومنع شن هجمات من داخل القطاع باتجاه إسرائيل.