للشعر منذ عرفه العرب مواقف خلَّدها التاريخ بدءاً باحتفال القبائل القديمة بميلاد شاعر لها ومروراً بالعصر الإسلامي، وما فعله شعراء الإسلام وخطباؤه بشعراء المشركين وخطبائهم ممن وفدوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبارهم موجودة بالتفصيل في كتب السيرة وتاريخ صدر الإسلام وما بعده من العصور التي حفظت للشاعر مكانته وللشعر هيبته. |
وقد قرأت قصة لأحد مشاهير الشعر -غاب عني اسمه الآن- وملخصها أنه سافر إلى أحد البلدان فعرفه رجل هناك فطلب منه أن يستجيب لدعوته في منزله لأن ابنه شاعر يريد أن يسمعه بعض قصائده لينقدها ويستنير الشاعر الجديد برأيه فلبَّى الدعوة وحضر الشاعر الجديد وشرع بإنشاء أجمل ما كتبه لكن الشاعر المشهور انهمرت دموعه بعد مغالبة شديدة ففرح والد ذلك الشاعر ظناً منه أن ضيفه بكى متأثراً بجمال ما سمع وحين انتهت القصيدة، قال المضيف: لعلها أعجبتك، فرد قائلاً: بل ساءتني ولو كنت في بلدي لما تجرأ أحد على إسماعي مثل هذا الغناء وذاك ما أبكاني. |
هي قصة عابرة أرجو أن يعقلها كل شاعر حقيقي ليحافظ على قيمته وهيبة الشعر وسموه وفروسيته. |
|
الشاعر الكبير زبن بن عمير - رحمه الله - أقسم بألا يدخل مبنى الإذاعة لأن منديل الفهيد - رحمه الله - قد طلب منه تغيير كلمة فخرج ولم يعد إلى الإذاعة حتى التحقَ بالرفيق الأعلى مرحوماً بإذن الله.. لكن لأن منديل يعرف قيمة الشعر ومكانة زبن بن عمير، فقد صار يرسل آلة التسجيل ومهندساً إذاعياً إلى منزل زبن ليسجل ما يستجد لديه ويبثه دون أن يحنث ابن عمير بيمينه.. وهكذا كان أسلافنا يتعاملون مع الإبداع والمبدعين فهل نحافظ على نهجهم؟! |
|
للشاعر الكبير زبن بن عمير رحمه الله: |
لو إنا هينين لمن بغانا |
سباع البر يمديهن كلنا |
|
|