في المناسبات الخاصة والعامة التي تقام كحفلات الزواج والمهرجانات، يحرص المنظمون لتلك المناسبات أو أهلها على دعوة بعض الشعراء للمشاركة فيها بإقامة أمسية شعرية، أو تقديم قصيدة في برنامج يُعدُّ فيها حرصاً منهم على الاستفادة من الوقت باستغلاله بما يفيد بإدخال البهجة والسرور على الحضور، وهناك من الأدباء من يخاطب من أجل الحضور والمشاركة فيستجيب لذلك موفياً بعهده، ومرحباً بالدعوة التي جاءته وهذا خلق نبيل يدل على احترام هؤلاء لكلمتهم ووفاء للوعد الذي قطعوه على أنفسهم مع من قدم لهم الدعوة، وهم بفعلهم هذا يقدمون أروع الأمثلة للوفاء بالعهد والالتزام به مع الآخرين، وهناك شريحة من الأدباء من تأتيه الدعوة فيوافق عليها ولكن فجأة وقبل المناسبة بساعات أو بيوم أو يومين يعتذر عن الحضور لعدم رغبته في المشاركة تاركاً أكثر من علامة استفهام أمام هذا التصرف الذي ليس من المروءة والأدب في شيء، ولو كان الغياب بسبب ظرف طارئ منعهم من الحضور لعذرناهم، ولكن عندما يكون الأمر مجرد كِبر وعدم احترام لمشاعر الآخرين، واستخفافاً بهم ولا مبالاة بمواعيد الرجال فهذا أمر ليس بطيب ولا يدل على النبل والأخلاق الحميدة، وهذا واقع البعض وللأسف الشديد عملتُ به وثقل إليّ من بعض المنضمين لتلك المناسبات الذين وقعوا في الإحراج كثيراً بسبب اعتذار هؤلاء لهم قبل بداية الحفل بساعات وهو اعتذار يسبب الإرباك، واختلاف البرنامج بين التقديم والتأخير والحذف في فقراته، فهلا التزمنا بوعدنا وعهدنا مع الآخرين قدر المستطاع حتى لا نلام، ونسبب لهم الإحراج، وتصبح صورتنا عندهم سيئة، واستجبنا لقول ربنا: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} وفي كل ذلك الخير العظيم.تذكير ببيت جميل للشاعر القدير محمد بن عبدالله القاضي - رحمه الله -: