لا أحد يعرف حتى الآن لماذا في الهلال فقط (يفرض) المدربون الذين تعاقبوا على قيادة الفريق الكروي الأول قناعاتهم وأفكارهم وينفذون ما يريدون دون تدخل رسمي بل ووسط صمت غريب ومباركة من الإدارة ودون النظر لاسم وسمعة وشهرة وتاريخ وعراقة هذا الكيان الكبير. والشواهد كثيرة وليس هناك مساحة كافية لتعداد ما يفعله المدربون أو بعضهم إن صح التعبير، ولكن سأتوقف عند حادثتين مرتا الأسبوع الماضي دون أن تلفتا انتباه أحد وكاد الفريقان (الأول والأولمبي) معاً بسببهما يقعان في حرج شديد ومأزق كبير.
- ففي غمرة الاستعدادات (المتعثرة) أصلاً بسبب الإصابات والإيقافات وغياب الدوليين المؤثرين وانشغال الإدارة بقضية فريق الكرة الطائرة وملف انتقال مدافع الوحدة أسامة هوساوي وقضية الاستئناف المقدم لاتحاد الكرة ضد صيغة قرار إيقاف المهاجم الكونغولي المحترف ليلو مبيلي وجميعها سبقت مواجهة النصر (المكتمل) يوم الجمعة الماضي في كأس سمو ولي العهد والتي تزامنت مع استعداد آخر للفريق الأولمبي تمهيداً لمواجهة الشباب يوم الخميس على صدارة المجموعة الثانية لكأس الأمير فيصل بن فهد.
في غمرة هذه الأحداث اتخذ مدرب (الفريقين) كوزمين أولاريو قرارا (فرديا) غريباً وعجيباً كشفته (الجزيرة) في حينه يقضي ب (إبعاد) الرباعي الدولي ياسر القحطاني وعمر الغامدي ومحمد الشلهوب وخالد عزيز إلى مقاعد البدلاء وعدم الاعتماد عليهم في مواجهة الحسم وخروج المغلوب أمام النصر فيما لو أشركهم مدرب المنتخب أنجوس مع الأخضر أمام سنغافورة يوم الأربعاء بحجة عدم تعريضهم لمزيد من الإرهاق(!!) ناسياً أو متناسياً من هم هؤلاء اللاعبين الأربعة وما هو تأثيرهم؟!.
وبعد هذا القرار (الفردي) بـ 24 ساعة ومن خلال تصريح نشرته (الجزيرة) أيضاً للمدرب الهلالي أولاريو جاء فيه: إنه (سيضحي) بكأس الأمير فيصل من أجل المسابقات الأهم!!.
- كان الكثير من المتابعين يعتقدون أن أولاريو (يمزح) أو (يناور) ولم يخطر في بال أحد أنه صادق وأنه سيطبق (أقواله) وسيحولها إلى (أفعال) وكأن الهلال حقل تجارب أو نادٍ من الدرجة الأولى، أو كأن مباراتي الخميس والجمعة الماضيتين كانتا أمام فريقين صاعدين للتو أو من أندية الدرجة الثانية!!.
- فقد فاجأ أولاريو الجميع في مباراة الخميس الأولمبية أمام الشباب ب(قصقصة) الفريق وإضعافه حينما سحب مجموعة كبيرة من أعمدته الرئيسة يتقدمهم هداف المسابقة المهاجم المبدع بدر الخراشي ومعه المهاجم الواعد سلمان المؤشر وأفضل لاعبي خط الوسط الشاب الصغير صالح الدوسري والظهير المبدع الواثق من نفسه أحمد الغنام بحجة أنه (مهتم) بالفريق الأول فلا هو الذي منحهم فرصة اللعب مع الكبار ولم يتركهم ليواصلوا مسيرتهم مع زملائهم الأولمبيين فكانت النتيجة (خسارة رباعية) تعد هي الأكبر لفريق هلالي منذ سنوات، في الوقت الذي حشد المدرب الشبابي كل قواه ودعم الأولمبيين بعناصر بارزة جداً من الكبار بينهم دوليون إلى جانب المحترف البرازيلي كماتشو لأن إدارته تبحث عن الفوز وعن الحفاظ على اسم وسمعة وتاريخ الليث.
- وفي اليوم التالي وقبل مباراة الجمعة الأكثر أهمية وصعوبة أصر أولاريو على تنفيذ (ما في رأسه) وقرر الاستغناء عن 3 من الدوليين شاركوا أمام سنغافورة مكتفياً بضم الغامدي فقط للتشكيل الأساسي لأنه لم يشارك في مباراة المنتخب سوى بضع دقائق، ثم (ابتكر) تشكيلاً غريباً كان ينوي خوض المواجهة الحاسمة به قبل أن تتعالى أصوات من (خارج) أسوار النادي مطالبة على أقل تقدير بضم أفضل لاعبي آسيا وهداف الفريق وأخطر لاعبيه ياسر القحطاني بدلاً من أحد اللاعبين صغار السن ومعدومي الخبرة الذين كان ينوي الاعتماد عليهم(!!) فكان أن أبدع القناص كعادته وقاد الفريق للفوز والتأهل بتسببه في ضربة جزاء جاء منها الهدف الأول وتسجيله للهدف الثاني بمهارة فائقة وتشكيله خطورة كبيرة على الدفاعات الصفراء.
- عناد ومكابرة هذا المدرب الروماني وسكوت الإدارة عليه كادا يضعان الكرة الهلالية في مأزق كبير وينهيان آمال الفريقين (الأولمبي والأول) معاً في مواصلة المنافسة في المسابقتين قبل أن (تخدمه) نتائج مباريات الخميس التي حفظت للفريق مركز الوصافة في مجموعته في كأس الأمير فيصل، وقبل أن يقيض الله له في مباراة الجمعة فريقاً يمكن أن يفعل كل شيء في كرة القدم إلا أن يفوز على الهلال!!.
- الجماهير الهلالية بدأت تضع أيديها على قلوبها خشية أن يتسبب المدرب ببعض قناعاته في استمرار ابتعاد الفريق عن منصات التتويج للموسم الثالث على التوالي، وأن يعيد ما فعله البرازيلي ماركوس باكيتا الذي (تنازل) عن بطولة كأس الدوري الموسم الماضي وقدمها (هدية) للاتحاد على طبق من ذهب بعد سيناريو غريب مازالت تفاصيله قائمة في ذاكرة كل الهلاليين بل في ذاكرة كل من يفهم في أمور كرة القدم.
- وحينما أكتب مثل هذا فلأنني أعرف أن جماهير الهلال يشكلون ما نسبته أكثر من نصف سكان المملكة بل ما يزيد على ذلك ولأن السواد الأعظم منهم حملوني أمانة تنبيه الإدارة لما يفعله المدربون الذين لا يخشون يوماً من الأيام نقصاً أو تأخيراً في مرتباتهم التي تحفظها لهم اللوائح والأنظمة. ويعلم الله أنني لا أدعو إلى التدخل في أعمال الأجهزة الفنية فلكلٍّ عمله ودوره وكلٌّ مسؤول عما يقوم به، ولكني فقط أستغرب ترك الحبل على الغارب للمدربين الأجانب ليفعلوا مايشاؤون بالفرق دون حساب أو عقاب خصوصاً وأن هذا الفريق يدعى (الزعيم).
طارق العبودي
tariq9915@hotmail.com