لا أحد سبق (الجزيرة) من بين صحفنا المحلية في إيجاد شراكة وتعاون مع جامعاتنا من خلال الكراسي الصحفية في عددٍ من الجامعات، ولا أي من الصحف الزميلة تملك حضوراً يماثل حضور (الجزيرة) المتمثل بكراسي البحث في الجامعات السعودية، مع كل ما يكلفه ذلك من مالٍ سوف يُستقطع من ميزانية مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر لصالح هذا التعاون غير المسبوق بين (الجزيرة) وجامعاتنا.
***
ومثل هذه المبادرات العلمية ما كان لها أن ترى النور لولا التجاوب المقدَّر من مديري الجامعات، والترحيب الحار بها من كل مسؤول فيها، ولولا أيضاً تفهم مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة ودعمه لهذه الفكرة الخلاقة ووضع كل إمكانات المؤسسة في خدمة هذا العمل وتشجيعه وتوسيع آفاقه والحرص على إنجاحه.
***
ولست أكتبُ هذا من باب المباهاة والزهو مع ما في خطوةٍ كهذهِ من فرصةٍ يَحِقُّ لمن ساهم بالقرار أن يشعر بالاعتزاز والفخر، ف(الجزيرة) برئيس وأعضاء مجلس إدارتها وأجهزتها التنفيذية والصحفية، والجامعات بمديريها ووكلائها وعمدائها وبقية الأجهزة الأخرى، يَحِقُّ لهم جميعاً أن يروا في هذا العمل على أنه منجزٌ حضاريٌّ ينبغي الاحتفاء به وتطويره وتوسيع آفاقه.
***
صباح الأحد الماضي كان رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة ومديرها العام ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة في جامعة الملك عبدالعزيز ثاني أعرق الجامعات في المملكة العربية السعودية من حيث التأسيس، يزورون الجامعة ولا يكتفون بلقاء مديرها وقياداتها، وإنما يوقع مدير الجامعة ورئيس مجلس إدارة الجزيرة عقد الشراكة لإنشاء كرسي بحث ل(الجزيرة) في جامعتنا، ضمن السعي نحو تطوير العمل الصحفي بالمملكة.
***
ومثلما فعلت (الجزيرة) مع جامعة الملك سعود بإنشاء كرسي بحث عن الصحافة، ها هي (الجزيرة) تكرر وتمارس نفس الدور التعاوني مع جامعة الملك عبدالعزيز، وفي الطريق - إن شاء الله- هناك اتفاقيات أخرى قادمة مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك فيصل، وجامعة القصيم، ولن تكون هذه الجامعات هي آخر المطاف، بل إنها الخطوة الأولى التي ستليها خطوات أخرى قادمة.
***
لقد كانت هذه الكراسي فرصة لقيادات (الجزيرة) لزيارة جامعاتنا، والاستماع إلى مسؤوليها، وأخذ جولة بين كلياتها، بما عزز لدينا الشعور بأن التعليم العالي في بلادنا بأيدٍ أمينةٍ، وأنه يتطور وينمو ويتجدد، بلا خوف عليه، طالما ظل الاستعداد والقبول قائماً لسماع وجهات النظر الأخرى، والانفتاح على المجتمع، واستثمار كل ما يؤدي إلى إصلاح التعليم ومواكبته للعصر.
***
لقد كانت جولتنا في جامعة الملك عبدالعزيز، وقبلها في الجامعات الأخرى، وحفاوة الاستقبال التي وجدناها، والترحيب بإطلاعنا على ما نريد، وإجابتنا على ما تساءلنا عنه، وانتشاءهم باقتراب الصحافة منهم، وقولهم بأنه لا غنى عن التعاون بين التعليم والصحافة، انطلاقاً من قناعتهم بأن الصحافة قادرة على إيصال الثقافة والعلم والتربية إلى قرائها، كانت هذه بعض انطباعات جميلة خرجنا بها من جامعة الملك عبدالعزيز والجامعات الأخرى على امتداد الأشهر التي برمجنا زيارات متتالية لها.
***
وبقي أن أقول: إن إنشاء كرسي (الجزيرة) في جامعة الملك عبدالعزيز سيصاحبه -كما هو متوقع - طفرة صحفية كبيرة، تخدم الجامعة وقراء الجزيرة، وسيكون حضور الجامعة بإنجازاتها وأبحاثها وأخبارها على صفحات صحيفة (الجزيرة) متميزاً عن ذي قبل، وستجد (الجزيرة) في كوادر الجامعة وعلمائها وباحثيها وحتى المتميزين من طلابها ما سيساعدها على بلوغ أهدافها.
***
هذا بعض ما يمكن أن أقوله عن لقاء شراكة وزيارة عمل لرحاب جامعة الملك عبدالعزيز، تكللت بتوقيع اتفاق على تعاون يخدم الجانبين، ويعزز من فرص النجاح ل(الجزيرة) ويضيف إلى الجامعة منبراً إعلامياً يمكنها أن تعتمد عليه وتستثمره في إيصال ما لديها من المعلومات عن إنجازاتها وجديدها إلى الآخرين.