Al Jazirah NewsPaper Monday  11/02/2008 G Issue 12919
الأثنين 04 صفر 1429   العدد  12919
الثقة بين التعزيز والاهتزاز
فهد الحربي

الهبوط المفاجئ الذي تعرض له السوق يوم السبت الماضي بعد أن بدأ بارتفاعات قوية، لم يمر على السوق والمتداولين مرور الكرام، حيث ساد مناخ من الخوف واهتزاز الثقة، تولد عنها دعوات إرجافية، افتقدناها بهذه القوة من فترة طويلة، ساعد على ذلك اقتراب صدور اكتتاب شركة (زين) للاتصالات، وما تتعرض له الأسواق العالمية والعربية من هزات متواصلة، وأيضا الخسائر المتتالية التي تعرض لها كثير من المتداولين خلال الأسابيع الماضية، وعدم وجود محفز قوي على المدى المنظور يدفع السوق للأمام ويعيد الثقة المنشودة للمتداولين.

ولكي تتفاقم أزمة الإرجاف بشكل أكبر وأكثر فاعلية، ظهرت العروض القوية بأسعار متدنية لبعض الشركات القيادية، قبيل افتتاح السوق ليوم الأحد الماضي.

جميع هذه العوامل، فاقمت من الوضع السيئ لدى كثير من المتداولين والمضاربين اللحظيين، والمهتمين بشؤون السوق على المدى اليومي. ولكن السوق لم يعر كل ذلك اهتماما، وبدأ يوم الأحد في موجة صاعدة استمرت حتى يوم الثلاثاء الماضي، وإن كانت موجة صغيرة وبكميات تداول غير مشجعة بشكل مطلق، ولكنها كانت كفيلة بإزالة الصورة السيئة عن السوق، وعودة الثقة ولو بشكل نسبي، وسكوت المرجفين ولو قليلا.

لم تقف (هيئة سوق المال) مكتوفة الأيدي حيال ذلك، فقامت قبل يوم الأربعاء، بإصدار عدد من القرارات الإيجابية، وكأنها تريد احتواء الأزمة - أزمة الثقة لا أزمة السوق - وتدعم التوجه الإيجابي له، وتسيطر على التوقعات السلبية لبعض المؤثرات المتصلة بالسوق كاكتتاب شركة (زين) للاتصالات.

كان من أبرز القرارات التي أصدرتها الهيئة، إعلانها بشأن تداولات شركة (أنعام الدولية القابضة) والذي كشفت به الآلية التي سيتم بها تداول السهم، والتي ظهرت بصورة أكثر إيجابية مما كان ينتظره كثير من المتداولين بناء على إعلان الهيئة السابق، والذي خشي فيه المتداولون أن يتم تداولها بعيدا عن التداول الآلي المعهود.

كان من المفترض أن يصدر خبر تداول شركة (أنعام) في مطلع الشهر الحالي، ولكن تأخيره إلى قبيل الساعات الأخيرة من اكتتاب شركة (زين) وصدوره في مثل هذا الجو المشحون، لم يكن ارتجاليا، بقدر ما كان مقصودا لإعطاء انطباع أفضل عن السوق وعدد كبير من شركاته، وعودة ولو جزء يسير من الثقة إليه.

لم تنتهِ الأخبار الإيجابية عند خبر أنعام، بل قامت (تداول) بنشر طلب مجموعة (سامبا) زيادة رأس مالها بنسبة (50%)، ومن ثم الموافقة عليه، وإن كان سهم (مجموعة سامبا) لا يحظى باهتمام كبير لدى شريحة كبيرة من المتداولين، ولكن لا يمكن تجاهل الأثر الكبير له على المؤشر، والأدوار الإيجابية التي كان يقوم بها حيال السوق إبان الانهيار السابق، مما أوجد انطباعا لدى كثير من المتداولين من كونه أحد أسهم الأزمات التي لا تظهر إلا عند الحاجة إليها.

أضف إلى ذلك طرح ثلاث اكتتابات جديدة لثلاث شركات تأمين من بينها شركة إعادة تأمين برأس مال كبير.

والإعلان عن تداول شركتي تأمين جديدة يومي السبت والأحد.

والإعلان عن إضافة قيمة سهم شركة (جبل عمر) إلى المؤشر. وكذلك الإعلان عن طرح عدد من الصناديق الاستثمارية الجديدة.

حزمة كبيرة من الأخبار الإيجابية، كادت أن ترفع عبارة: (كذب المرجفون...)، ولكن الأزمة التي أثرت على الأسواق العربية والخليجية والعالمية امتدت إلى السوق السعودي يوم الأربعاء ليعود ليخسر - بكل أسف - جميع مكتسابه ليس خلال خمسة أيام فقط، بل خلال سبعة أيام متتالية.

وبالتالي يعود الوضع إلى سابق عهده، من الخوف والتردد، وعدم الثقة، ويعود السوق من جديد لكسر متوسطات مهمة وقوية من جديد كمتوسط (50 يوم بسيط) والاتجاه نحو متوسط (100 يوم بسيط)، والإغلاق عنده.

كل هذا والسوق يستقبل اكتتاب من أكبر الاكتتابات التي تمر على السوق السعودي، ولكن مع كل هذا يجب ملاحظة أن الأسواق العالمية بشكل عام بدأت تمتص الأخبار السلبية المتعلقة بمستقبل الاقتصاد الأمريكي بشكل أفضل، وبدأت حدة الأزمة تنعكس بصورة أضعف على الأسواق المالية العربية والعالمية، وليس سوقنا بمنأى عنها، فكميات البيوع الكبيرة التي شهدناها يوم الأربعاء الماضي، لا تعتبر كبيرة مقارنة بما كنا نشاهده من بيوع خلال بداية الأزمة، وبقاء المؤشر في تذبذب محصور في منطقة ضيقة لأكثر من عشرة أيام تداول، ربما كانت له دلالة إيجابية على منطقية كثير من الأسعار التي وصل إليها عدد من أسهم السوق.

إن كان الشيء بالشيء يذكر، وإن كان سوقنا مكرها أم راضيا ارتبط بالأسواق العربية والعالمية، فإن السوق الأمريكي بمؤشراته الثلاث أغلق يوم الخميس بصورة إيجابية وكذلك جميع أسواق الخليج تقريبا.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد