القاهرة - مكتب الجزيرة - طارق محيي
عندما تشير عقارب الساعة إلى الثامنة مساء اليوم بتوقيت الرياض تتجه أنظار عشاق ومحبي كرة القدم حول العالم إلى استاد العاصمة الغانية أكرا لمتابعة نهائي كأس الأمم الإفريقية رقم 26 (غانا 2008) بين منتخب مصر الأول لكرة القدم ونظيره الكاميروني وستحظى هذه المباراة باهتمام إعلامي كبير وإقبال جماهيري غفير عبر شاشات التليفزيون خاصة من الجماهير العربية التي ستقف خلف ممثلها في البطولة الذي واصل مشواره بنجاح إلى النهائي.
سيكون منتخب مصر على موعد مع إنجاز تاريخي عندما يطلق الحكم الزامبي موساوي صافرة نهاية المباراة بفوزه، حيث إن فوز مصر بهذه البطولة يجعله يقف وحده محققاً رقماً قياسياً جديداً يصعب على المنتخبات الإفريقية تحطيمه في الوقت القريب، حيث سيصل عدد مرات فوز المنتخب المصري بالبطولة القارية إلى ستة ألقاب في حين سيتجمد رصيد أقرب منافسيه وهما المنتخب الكاميروني والغاني عند 4 ألقاب فقط.. كما أن المدير الفني حسن شحاتة سيكون قد حصل على البطولة للمرة الثانية على التوالي وستكون هذه البطولة هي الثالثة لكل من أحمد حسن عميد المنتخب وعصام الحضري حارس المرمى وكلها أرقام وإنجازات تضاف لهذا الجيل من لاعبي مصر.
مواجهة اليوم هي لقاء مكرر من الدور الأول لهذه البطولة، حيث التقى المنتخبان في بداية مباريات المجموعة الثالثة للبطولة ونجح منتخب مصر في إحراز الفوز بنتيجة كبيرة 4-2 وهو أيضاً نهائي مكرر لكأس الأمم الإفريقية عام 1986 بمصر والتي فاز بها منتخب مصر بعد فوزه على الكاميرون بضربات الترجيح بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي والإضافي ولذلك ستشهد هذه المباراة صراعاً شرساً بين الفريقين من أجل تحقيق الفوز، فالفريق المصري يسعى لإثبات تفوقه، أما الكاميروني فيريد وضع حد للتفوق المصري عليه.
يدخل منتخب مصر مباراته وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر في هذه البطولة ووصل إلى المباراة النهائية بعد أن تصدر مجموعته الثالثة برصيد 7 نقاط وتخطى فريقين كبيرين في الدور ربع النهائي ونصف النهائي وهما أنجولا وكوت ديفوار بنتيجة 2-1 و4-1 على الترتيب.. ويسعى حسن شحاتة المدير الفني المصري إلى استغلال الروح المعنوية العالية لفريقه بعد تخطى عقبة أفيال كوت ديفوار في المربع الذهبي وتحفيز اللاعبين من أجل مواصلة الانتصارات والعودة بالكأس في ظل الدعم الذي يلقاه الفريق على كافة المستويات الرسمية والشعبية، كما أن الجماهير المصرية والعربية تنتظر منهم الكثير لإسعادها بهذا اللقب الغالي الذي اقترب كثيراً منهم بعد تخطي كل العقبات ولم يتبق سوى مباراة واحدة تفصلهم عنه.
وأكد شحاتة أنه يعرف منتخب الكاميرون جيداً، حيث التقى به في الدور الأول وفاز عليه 4 - 2 لكنه في نفس الوقت قال إن المباراة النهائية تختلف كلياً عن المباراة الأولى لأن الأخطاء في النهائي لن يستطيع الفريق تعويضها ولذلك لا بد أن نلعب من أجل الفوز فقط الذي سيمنحنا الكأس.. وشدّد شحاتة على عدم الاعتماد على ما حققه الفريق من انتصارات موضحاً أن ما تحقق شيء والفوز في هذه المباراة شيء آخر لأنه يعني الفوز بالبطولة كما طالب اللاعبين بضرورة التركيز طوال التسعين دقيقة وعدم الاستعجال في تسجيل الأهداف كما أنه في حالة إحراز الكاميرون لهدف لا بد من الهدوء والثقة في أننا سنعوّض ونتقدّم لأن المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم.
من المتوقّع أن يعتمد حسن شحاتة على التشكيلة الأساسية التي خاض بها جميع المباريات، حيث سيلعب بعصام الحضري في حراسة المرمى ومن أمامه ثلاثي الدفاع هاني سعيد ووائل جمعة وشادي محمد وظهيرا الجنب أحمد فتحي وسيد معوّض وفي الوسط حسني عبد ربه ومحمد شوقي وفي الهجوم محمد أبو تريكة وعماد متعب وعمرو زكي.
أما منتخب الكاميرون الطرف الآخر من اللقاء فسوف يسعى إلى إنهاء العقدة المصرية بالفوز بالبطولة ومعادلة رقمه القياسي في الفوز باللقب الخامس في تاريخه.. كما أنها ستكون مباراة ثأرية بالنسبة له لخسارته الأولى أمام نفس المنتخب وسوف يسعى إلى الفوز بها لإثبات أن عثرة البداية التي شهدتها المباراة الأولى في البطولة قد انتهت وأنها كانت مجرد كبوة لأسد جامح..
تأهل أسود الكاميرون للنهائي بعد أن أطاحوا بأحلام غانا صاحب الأرض في الدور قبل النهائي للبطولة ومن قبله المنتخب العربي التونسي في الدور ربع النهائي الذي تأهل له كثاني المجموعة الثالثة بعد المتصدر مصر.
ويريد الألماني أتوفيستر المدير الفني للكاميرون أن يفوز بهذه المباراة بعد تألق فريقه في مباريات الأدوار النهائية وأكد أتوفيستر أن فريقه سيقدم مستوى أكثر قوة في المباراة النهائية أمام الفريق المصري المنطلق بقوة، مؤكّداً أن لاعبي الكاميرون أصبحوا أكثر إصراراً على تحقيق الفوز لأن البطولة اقتربت منهم كثيراً وسيعملون على تعويض خسارتهم في مباراة الدور الأول. وأنه لن يسمح بتكرارها خاصة أنه تعرّف على طريقة لعب المنتخب المصري من قريب.. ويأمل المدير الفني الألماني البالغ من العمر 70 عاماً في تحقيق اللقب ليكون نهاية سعيدة لمشواره الطويل في القارة السمراء ويكون إنجازاً يضاف لمنتخب الكاميرون وله شخصياً. سيعمل أتوفيستر في هذه المباراة على الضغط من منتصف الملعب بفضل القوة البدنية للاعبي الوسط أشلي إيمانا وموديست مبامي وألسكندر سونج وستيفان مبيا مع الحذر الدفاعي لرباعي خط الظهر سونج وأندري بيكي وجيل أوجستين وجيرمي حتى لا يتكرر ما حدث في المباراة الأولى مع الاعتماد على الانطلاقات الهجومية للثنائي صمويل ايتو ومحمدو إدريسو إضافة إلى تألق الحارس إدريسي كاميني.