منذ أن تم افتتاح كلية التربية للبنات في محافظتي قبل ثلاثين سنة وهي في معاناة ومشقة نظراً لضيق المبنى الذي هو في الأساس مبنى ثانوية، وليس كلية فيها آلاف الطالبات خاصة أنه يضم مدارس أخرى، وأقساما أخرى تابعة للإدارة كالإشراف التربوي، ومركز التدريب! ولا تزال المعاناة حتى يومنا هذا بل إنها في الوقت الراهن أشد بكثير مما كانت عليه في السنوات الماضية بسبب كثرة الطالبات الذي وصل عددهن إلى ثلاثة آلاف طالبة أو أكثر يأتين من كل مكان ليتعلمن في مكان لا يصلح لأن يكون مكاناً للتعليم لرداءته وقدمه وتصدع جدرانه وضيقه، فكل قاعة فيه أردأ من أختها، حتى دورات المياه سيئة جداً، وهل يعقل أن بناتنا يتعلمن في وسط مبنى سيئ جداً أشبه بالقرية متنوعة المباني المعروفة منذ القدم التي بني بعضها من الحديد، والآخر من الأسمنت القديم وهي تعيش بحال رديئة، ووجل خوفاً من وقوعها على أهلها، وهل جو المبنى بهذه الصورة مريح ويفتح النفس؟! لا أظن ذلك وهو بتلك الحالة السيئة! وتعالى وانظر إلى المعاناة التي تواجهها الطالبات صيفاً وشتاء في الصيف الحر الشديد الذي ينهك الجسم، ويضيق النفس فلا مبنى صالحاً ولا مكيفات تخفف تلك الآلام على الطالبات المسكينات اللاتي يتألمن كل يوم من سوء وضع مكان تعليمهن، أعانهن الله، وفي فصل الشتاء البرد الشديد القارص الذي لا ينفع معه كثرة اللباس، ولولا لطف المولى ورحمته ببعض بنات حواء داخل الكلية لهلك عدد كبير منهن بسبب شدة البرودة، وقد مرض بعض منهن بسبب ذلك ولزمن الفراش لعدة أيام داخل المستشفى، وكل ذلك مما يعانين من المبنى المتهالك الذي عفا عليه الزمن وأصبح خراباً، وكأنه من مخلفات الزمن الغابر، ومن يتجول فيه سيرى بأم عينه حجم المعاناة والحال السيئ لهذا المبنى، وقد نقل إليّ بعض الأخبار عنه من قريبات لي يدرسن في الكلية وهن ينادين ويصرخن بصوت واحد ارحمونا من هذا المبنى المتهالك الذي نخشى في يوم من الأيام أن يقع على رؤوسنا، والذي أخشاه حدوث ما لا يحمد عقباه من أمر يسبب كارثة للطالبات داخل المبنى، كالتماس في الكهرباء، أو حريق بسببه يحدث الزحام على أبواب الخروج الضيقة، خاصة أنه لا يوجد مخارج للطوارئ من الممكن أن تكون نافعة وقت الأزمات، والخوف كل الخوف من سقوط المبنى وهو أمر وارد الحدوث طالما أنه قديم البناء، وأصبح متصدعاً سطحياً، وأيضا في جدرانه، إذا لا ينفع معه إلا الهدم بعد أن أصبح آيلاً للسقوط، وكل ما أتمناه أن يتدخل المسؤولون في جامعة القصيم التي تتبعها هذه الكلية، ومن قبلهم الوزارة لحل مشكلة هذه الكلية التي لا تصلح أبداً لأن تكون مكاناً للتعليم باعتماد مبنى جديد للكلية في أسرع وقت ليخدم المحافظة ممثلة بالطالبات اللاتي ينتظرن المبنى الجديد بفارغ الصبر، فهل سيتحقق ذلك الحلم، ونرى قريباً مبنى الكلية وقد بدئ فيه وأصبح صرحاً شامخاً، ومعلماً حضارياً يقدم خدماته للرس وبناته، وكل من التحقت بكلية التربية للبنات من خارج المحافظة إننا نؤمل ذلك وننتظره من وزارتنا ومن جامعتنا الفتية .
abuabdulh58@hotmail.com