اليوم نتحدث عن ظاهرة سلبية ترتبط أكثر ما ترتبط بصفة خاصة بالطلاب في مرحلتنا الثانوية وما بعدها، باعتبارهم الشريحة الرئيسة لمرحلة الشباب.. أما الظاهرة فهي (التفحيط) وأظن أننا جميعاً نعرف ما هو التفحيط، ويقيننا أن الجميع يدرك أخطاره هذه الظاهرة، وفي نفس الوقت مخالفتها لقواعد وأخلاقيات قيادة السيارة فالملاحظ أن شريحة واسعة من الشباب تدخل في السن المسموح له بقيادة السيارة، ولكنهم يمارسون القيادة بروح متمردة على قواعد المرور وأخلاقياتها، ومن أخطر مظاهر هذا التمرد هو التفحيط الذي يحرص صاحبها والآخرين للخطر، ويعرض السيارة لخلل يؤدي إلى خطر مفاجئ لقد جعل بعض الشباب من التفحيط هواية وسباقات، وهو في الحقيقة سباق على الخطر والموت، ولكن في غمرة اندفاع الشباب لا يرون هذا الخطر على حياتهم وحياة الآخرين. وهنا أشير إلى حقيقة مهمة هي أن الحكومة الرشيدة انشأت الطرق على أحدث مستوى للسلامة المرورية وخدمة التنمية، وهو ما يتطلب منا نحن الشباب وعياً والتزاماً بقواعد المرور وأخلاقيات القيادة، وهنا أجدها فرصة لأنبه أبنائي وإخواني الشباب في هذه المدرسة العريقة بضرورة تطبيق التوجيه الإسلامي {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .وإذا كانت السرعة هي القاتل الأول في الحوادث المرورية فإن ظاهرة التفحيط لا تقل خطورة عنها.. واتصور أن علاج ذلك يبدأ من الأسرة التي تسلم مفتاح السيارة لأبنائها الشباب وللأسف تغامر بعض الأسر بتسليم مفتاح السيارة لمن هم دون الشباب غير المسموح لهم قانونياً بالقيادة ومن غير الحاصلين على الرخصة ولا يهمهم سلامة أبنائهم وتوجيهم أيضاً المدرسة.. وأتمنى أن تتضمن المناهج مقررات للتوعية بأخطار الحوادث المرورية، فالمناهج الناجحة هي التي ترتبط بالعلم وبالحياة ويجب أن تساهم المدرسة في التوعية بأخطار التفحيط والسرعة وتجاوز الإشارات المرورية وغير ذلك. فالمدرسة تعطى عمقاً مهماً لدور الأسرة في التربية السلوكية للشباب ومنها أخلاقيات وقيادة السيارة، ومن الأسرة والمدرسة إلى دور المرور باعتباره المسؤول مباشرة عن تطبيق الضوابط وتنفيذ القواعد والقانون تجاه المخالفين. ونتمنى أن يزيد رجال المرور من حزمهم في هذا الشأن.. ونتمنى أكثر أن يلتزم الشباب في سلوكياتهم بأخلاق القيادة حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.. فالشباب -حفظهم الله- تصدر من بعضهم حالات العبث المروري والإخلال بقواعده.. أخيراً أدعو الله الرشد والرشاد والسلام لأبنائنا على الطريق.