طهران - أحمد مصطفي
تتابع المؤسسة العسكرية الإيرانية بقلق موضوع الانتخابات البرلمانية الثامنة التي ستجري في 14 مارس المقبل تلك الانتخابات التي ستحسم موقف الشارع الإيراني من قضية مستقبل حكومة الرئيس نجاد.
فالانتخابات لا تتعلق فقط بتلك الكراسي الخضراء المصفوفة في أعلى بناية بميدان بهارستان بتلك سيكون الاستفتاء على حكومة الرئيس نجاد التي مضي على عمرها عامان وزيادة في الانتخابات الراهنة يلاحظ المراقبون حضورا فاعلا لشخصيات الحرس الثوري وهي تطالب بضرورة انتخاب (الأصوليين) وهي الجبهة التي لازالت تعيش المخاضات العسيرة كما ان الدخان الأبيض لم يتصاعد بعد من سطوح بناياتهم الشاهقة، فاللائحة التي يتوقع لها الاكتساح الكامل لمواقع الإصلاحيين لم تأخذ بعد الصياغة النهائية كما ان اللائحة لازالت تتعرض إلى انتقادات واسعة من قبل رموزها أمثال علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي، فهؤلاء يتطلعون إلى مواقع الريادة في القائمة وان يكون لأنصارهم اسهم أيضاً في تلك القائمة.
ومثلما توقع حسين ميردامادي فإن الأصوليين وبعد إقصاء الإصلاحيين سيشهد بيتهم صراعا مريراً وربما كان ظن الإصلاحيين في حله، إذ ما زال الأصوليون يعيشون حالات الشد والجذب وسفينتهم تتعرض إلى أمواج شديدة فهي لم ترسُ بعد، من هذا المنطلق جاءت نداءات أقطاب الحرس الثوري الذين يعتبرون قائمة الأصوليين هي القائمة المعول عليها.
وقدم قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري دعماً سياسياً مباشراً للمحافظين قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية في الوقت الذي رفضت فيه طلبات ترشيح العديد من الإصلاحيين.
وهي المرة الأولى التي يقدم فيها القائد الجديد للحرس الثوري الذي عين في أيلول - سبتمبر الماضي مثل هذا الدعم الواضح والصريح للتيار المحافظ، في حين عادة ما يؤكد قادة الجمهورية الإسلامية ان على العسكريين عدم التدخل مباشرة في الشؤون السياسية.
وقال الجنرال جعفري خلال اجتماع مع مسؤولي الباسيج (ميليشيات إسلامية) في حوالي مائة جامعة إيرانية للاستمرار في طريق الثورة يجب دعم تيار المدافعين عن المبادئ (تعبير يعني المحافظين) الذي يعد ضرورة حتمية وواجباً على جميع الجماعات الثورية كما أفادت الصحف أمس السبت.
وأشار الجنرال جعفري إلى ان تيار المدافعين عن المبادئ يسيطر بالفعل على السلطتين التنفيذية والتشريعية داعيا الباسيج إلى دعم هذا التيار لتعزيزه.