أنقرة - برلين - الوكالات
اعتمد البرلمانيون الأتراك أمس السبت مشروع الإصلاح الدستوري بكامله، والذي يتضمن تعديلاً يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات على الرغم من معارضة المدافعين عن العلمانية الذين تجمعوا للاحتجاج على ذلك بكثافة في أنقرة. وصوّت 411 نائباً في البرلمان المؤلف من 550 مقعداً لصالح اعتماد الإصلاح الدستوري بكامله؛ أي أكثر من غالبية الثلثين المطلوبة، في تصويت نهائي، وهم نواب حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المعارض.
والإصلاح الدستوري يؤدي إلى تعديل بندين ينص أحدهما على معاملة الدولة للجميع على قدم المساواة في مجال تقديم الخدمات مثل الدراسة الجامعية والآخر على عدم حرمان أحد من التعليم لأسباب لا يحددها القانون بوضوح، في إشارة إلى الشابات اللاتي يرتدين الحجاب. وكان 403 نواب قد صادقوا في وقت سابق أمس على نصين ورد فيهما هذا الإصلاح الدستوري.
ويعتبر حزب العدالة والتنمية أن منع الطالبات من ارتداء الحجاب تحت طائلة منعهن من دخول الجامعة (المعتمد منذ انقلاب عام 1980) يمسّ بالحرية الفردية وبحق التعليم. وكان 404 نواب قد صادقوا في قراءة أولى على مشروع القانون المتعلق بالحجاب الخميس. ولكي يدخل حيز التنفيذ يجب أن يصادق الرئيس عبدالله غول، العضو السابق في حزب العدالة والتنمية، على التعديل الدستوري.
وفيما كان النواب يصوتون أمس نزل عشرات آلاف الأشخاص إلى شوارع أنقرة للتظاهر احتجاجاً على السماح بارتداء الحجاب في الجامعات.
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى (عدم تغيير قواعد اللعبة بعد أن انتصفت)، مشيراً بذلك إلى اقتراح بعض الدول الأعضاء بالاتحاد منح تركيا (شراكة مميزة) مع الاتحاد بدلاً من العضوية الكاملة.
ورأى أردوغان خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الأمني الدولي الذي افتتح صباح أمس السبت في ميونيخ أنه ليس هناك بديل عن منح بلاده عضوية كاملة في الاتحاد. وقال أردوغان إنه في حالة قبول بلاده عضواً في الاتحاد الأوروبي فإن ذلك سيكون بمثابة رسالة إيجابية لجميع العالم الإسلامي.
وفي موضوع آخر حث رئيس الوزراء التركي حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مواصلة جهوده في أفغانستان. وقال أردوغان: (على الناتو ألا يتراجع خطوة واحدة).
وبالنسبة إلى إيران وبرنامجها النووي رأى أردوغان أن هناك تطورات تدعو إلى التفاؤل وضم صوته إلى المنادين بإيجاد حل سلمي لأزمة البرنامج النووي الإيراني. ورفض رئيس الوزراء التركي عرض بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي على بلاده منحها (شراكة مميزة) مع الاتحاد الأوروبي قائلاً: إن هذا التعبير ليس له وجود في مصطلحات الاتحاد الأوروبي، كما دافع أردوغان عن العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية ضد حزب العمال الكردستاني شمال العراق، وأكد أن هذا الحزب يمثل (تهديداً صريحاً) لتركيا.