طهران - أحمد مصطفى
تتابع المؤسسة العسكرية الإيرانية بقلق موضوع الانتخابات البرلمانية الثامنة التي ستجرى في 14 مارس المقبل؛ تلك الانتخابات التي ستحسم موقف الشارع الإيراني من قضية مستقبل حكومة الرئيس نجاد. فالانتخابات لا تتعلق فقط بتلك الكراسي الخضراء المصفوفة في أعلى بناية بميدان بهارستان. بتلك سيكون الاستفتاء على حكومة الرئيس نجاد التي مضى على عمرها عامان وزيادة. في الانتخابات الراهنة يلاحظ المراقبون حضوراً فاعلاً لشخصيات الحرس الثوري وهي تطالب بضرورة انتخاب (الأصوليين) وهي الجبهة التي لازالت تعيش المخاضات العسيرة، كما أن الدخان الأبيض لم يتصاعد بعد من سطوح بناياتهم الشاهقة. فاللائحة التي يتوقع لها الاكتساح الكامل لمواقع الإصلاحيين لم تأخذ بعد الصياغة النهائية، كما أن اللائحة لازالت تتعرض إلى انتقادات واسعة من قبل رموزها أمثال علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي، فهؤلاء يتطلعون إلى مواقع الريادة في القائمة وأن يكون لأنصارهم أسهم أيضاً في تلك القائمة. ومثلما توقع حسين ميردامادي فإن الأصوليين وبعد إقصاء الإصلاحيين سيشهد بيتهم صراعاً مريراً؛ وربما كان ظن الإصلاحيين في حله إذ ما زال الأصوليون يعيشون حالات الشد والجذب وسفينتهم تتعرض إلى أمواج شديدة، فهي لم ترسُ بعد. من هذا المنطلق جاءت نداءات أقطاب الحرس الثوري الذين يعتبرون قائمة الأصوليين هي القائمة المعول عليها، فقد دعا اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس إلى توحيد صفوف الأصوليين، وقال مخاطباً طلبة الجامعات الإيرانية من (التعبويين): يجب أن تعملوا على تعزيز وحدة الأصوليين. وقال جعفري في ملتقى (الطلبة والانتخابات والمشاركة الجماهيرية): إننا اليوم لا نشهد أن هناك تيارات أصولية وغير أصولية، ولا توجد تيارات يسارية ويمينية، بل إننا اليوم -ولله الحمد- يوجد لدينا تيار واحد أصولي، وهذا يحدث لأول مرة بعد 27 عاماً من عمر الثورة. وتابع: اليوم نرى أن الأصوليين يحكمون الرئاسة الإيرانية والبرلمان ونأمل حتى السلطة القضائية أن تكون للأصوليين. وانتقد اللواء جعفري ضعف المديرية في جبهة الأصوليين وكذلك الاختلافات، وقال: (يجب على البسيج أن يقوي هذا الجانب وأن مشكلة بلادنا اليوم لا تتمحور في الاقتصاد بل في العلوم الإنسانية فيجب تقوية ذلك الجانب).
من جانبه حذر العميد ناصر شعباني رئيس كلية الحرس الثوري الإيراني من حضور الإصلاحيين في الانتخابات، وقال: هل هؤلاء يمتلكون الجرأة للترشيح في الانتخابات؟ وهل أن القانون يسمح لهم بالترشح وهم أنفسهم قاموا بالاعتصام قبل أربع سنوات؟ وأضاف: ألا يخجل هؤلاء؟ في السياق ذاته أكد الشيخ حسين طائب مساعد قوات البسيج في إيران: (إن الأعداء قد شخصوا تياراً بعينه (الإصلاحيين) وقالوا إنهم سيدعمونهم في الانتخابات). وقال: (إن الاستكبار يعول على هؤلاء الخائفين لأجل الوصول إلى أهدافه). في مقابل ذلك اعتبر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أن رفض صلاحيات مرشحي جبهة الإصلاحات ب(الكارثة الكبرى). وقال للصحفيين: لقد أشرت سابقاً وقلت إن جبهة الإصلاحات قد أصيبت بكارثة واليوم أكرر الكلام وأقول إن الفاجعة قد كبرت عن المرحلة الأولي لأنهم رفضوا في المرحلة الثانية أشخاصاً مؤمنين وصالحين. قال خاتمي: (إن الخميني أكد على أصوات الناس وعدم عبور ذلك لأن ذلك يسبب تهديداً للثورة).
من جانبه انتقد مصطفى تاج زاده عملية رفض مرشحي جبهة الإصلاحات ووصفها بالثورة المخملية، وقال: إن رفض مرشحي الإصلاحيين هو دليل على مشروع تحويل إيران من جمهورية إسلامية إلى دولة إسلامية. وقال: إن الدولة الإسلامية وخلافاً للجمهورية فهي تسمح للعسكر بالتدخل في السياسة وأن لا تكون هناك صحف تنتقد الحكومة.