كتب - خالد بن عبدالله
ختم معي فنان سعودي شهير مكالمة استمرت أكثر من نصف ساعة، كانت كلها حديث (شخصي) يحكي معاناته في شركة روتانا، واستشهد في مكالمته (المؤلمة) بمجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين المُدرجين ضمن (لواء) الشَّركة.
هذه المكالمة (المعاناة) أعادتني إلى شيء من الذاكرة عن ما يعانيه الفنان السعودي من تهميش وَرَكْن دائم في أرشيف الشركة، وعليكم أن تعددوا من في روتانا من سعوديين يتألمون في شركتهم التي كان من الأولى أن تكون (حاضنة) لأصواتهم وراعية لها، وقد لا يتجاوزون العشرة.
ونشرنا الخميس الماضي خبراً عن توجه الشركة إلى إدارة أعمال فنانيها وأن تصبح مشاركات الفنانين في المهرجانات الكبرى عن طريق الشركة التي ستتولى التفاوض مع إدارات المهرجان شأنها شأن الشركات العالمية، ولم نكن نعلم بأن الشركة ستسعى جاهدة للمشاركة أيضا في الحفلات الخاصة للفنانيين وغير المعلنة (إعلامياً) حين يعلم الجميع أن الفنان السعودي يُجيد اللعب في هذه الأماكن ويحظى بقبولٍ كبير وجماهيرية طاغية في حفلات المناسبات كاحتفالات الأعراس والتخرج ونحوها، وأن تقاسمهم روتانا أيضاً في هذا (الملعب).. هنا أرى أن الأمر قد تجاوز المعقول ولو كان لروتانا مواقف أكثر إيجابية مع فناني السعودية لهان الامر.
وبجولة سريعة في تصريحات الفنانين العرب عن شركة روتانا سنجد أن هؤلاء الفنانين وخصوصا اللبنانيين منهم والمصريين يصبون جام غضبهم على روتانا ولا تأخذهم في الشركة لومة لائم، فيما فناني السعودية يفضلون تفريغ شحنة غضبهم في مجالسهم الخاصة مفضلين عدم خوض (معارك) كلامية عبر الفضاء أو صفحات الصحف، ويبررون ذلك بتقديرهم العميق لرئيس مجلس إدارة الشركة الذي (حقيقة) يدعمهم في كل مكان وزمان.
أشعر بمرارة زملائنا الفنانين وما يجدوه من (جفاء) واضح انعكس بشكلٍ واضح على ما تبعثه قنوت روتانا ومانقرأه في الصحف، في حين نجد (ضخاً) في الأخبار والكليبات لفناني لبنان ومصر وكأنهم الوحيدون في الساحة، بل إن المشاهدين أصبحوا يحفظون ما يصدره فنانو وفنانات لبنان بفضل التكثيف الواضح في أخبارهم وكليباتهم وحفلاتهم.والفنان السعودي اعتمد على علاقاته الشخصية بمحرري الصفحات الفنية بالصحف المحلية ليبحث عن (موطئ) خبر، وإن كنت ألقى بجزء من اللائمة على (فنانينا) السعوديين بسبب هذا الإنحسار الواضح في تواجدهم بسبب (خجلهم) أو حتى بعدهم الدائم من الإعلام، وتكرار مقولة (ليس عندي شيء يبرر ظهوري في الصحف).
ولكن وفي المقابل فإن روتانا يقع عليها اللوم بسبب هذا الاحتقان السائد في أوساط الفنانيين السعوديين ما سيؤدي بالتأكيد إلى انفجار لا أستبعد حدوثه يوماً ما.
نحن لا نتمنى (انفلاتاً) في صبر الفنانين السعوديين، ولكننا نرغب في احتواء أصواتهم بدلاً من سماعنا كلمة (مللنا من التهميش) ونظرتهم لبقية الفنانين العرب نظرة أخرى لأكرر ما قلته سابقاً أنه كان الولى بروتانا أن تضع السعوديين في أولويات اهتمامها.
لا نريد مؤتمراً صحفياً (خجولاً) يدعى له مجموعة من الصحفيين السعوديين في الرياض أو جده وبعدها يشارك الفنان هذا في برنامج ثم يختفي عن الأنظار وكأن (روتانا) انشقت وبلعته، فيما بقية إخواننا العرب يسرحون ويمرحون بأصواتهم في جميع قنوات روتانا وتمتلئ الصحف بأخبارهم وصورهم وكليباتهم التي يدفع لها مبالغ طائلة، بل ويولد كل يوم فنان من لبنان ومصر فيما استقر السعوديوين على رقم ثابت... ونعود بعدها إلى نقطة الصفر.