طوال الأشهر التي تم فيها عرض النسخة الأولى من مسابقة شاعر المليون، كان مساء الثلاثاء من كل أسبوع مساءً استثنائياً لكل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أصبح شاعر المليون مسيطراً على الجميع وكان الحديث عن إيجابياته هو الطاغي في المجالس، وبعد نهايته أجمع النقاد والمهتمون بالأدب الشعبي على مستوى الخليج على أن رعاية سمو الشيخ محمد بن زايد للبرنامج وحضوره المتكرر كان عاملاً مهماً في نجاحه. |
أما النسخة الثانية فقد غاب عنها سموه فغاب عنها الوقار والهيبة، حيث رأينا كل أنواع التصرفات المستهجنة من معظم شعراء هذه المسابقة فتحول الأمر من مسابقة شعر إلى مسابقة (مهايط) وتباري بالتصرفات المستغربة مثل (رمي الغترة والعقال) وهزّ الأجسام والتكلف في الإلقاء طلباً لتكرم اللجنة (المايلة) بزيادة حسنتهم من الدرجات نعم هي حسنة في غير محلها لأنها تعطي لمن لا يمتون إلى الشعر بصلة وإن كتبوا كلاماً موزوناً ومقفى شكلياً. |
وهنا يتذكر كلُّ من شاهد الحلقات الأخيرة المثل القائل (الحي يحييك والميت يزيدك غبن).. فهل يعود أبو خالد ليعود للمسابقة وقارها وللشعر هيبته، آمل ذلك وإن كان ما عرض من سلبيات قاتلة سيطول الوقت على محو آثارها عن الشعر وأهله. |
|
سئلت عن سبب هذا التدني من مستوى النسخة الثانية من البرنامج فقلت: إضافة إلى غياب فارسها ومصدر وقارها وهيبتها فإن الأصداء الجميلة للنسخة الأولى قد أوهمت بعض أعضاء الإدارة.. ولجنة المسابقة بأنهم أصبحوا محل ثقة الجميع وأن أخطاءهم ستقبل. |
وهذا لعمري خطأ كبير لأن مؤشر الوعي لدى الناس في تصاعد لا يمكن أن يواكبه من يركن إلى أصداء النجاحات الماضية. |
|
|
ترى السوالف يا ثقاة الرجالي |
تسمج إلى عدت على غير أهلها |
|
|