Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/02/2008 G Issue 12917
السبت 02 صفر 1429   العدد  12917
رحيلُ الشيخِ بكر أبو زيد وثلمةُ فقدِ العلماء
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي

لقد رحل العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية - رَحِمَهُ اللهُ رحمةً واسعةً - رحل بعدما أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات النفيسة التي أَلَّفَهَا - رحمه الله - بأسلوبه البديع وبقاعدته العلمية الواسعة.

ومما لا شك فيه أنَّ مَنْ قرأَ للشيخ - رحمه الله - رأى ذلك العلم الغزير وتلك اللغة الرصينة إضافة إلى الورع الذي اتَّصف به الشيخ، فلا تراه منتصراً إلا للدليل الشرعي من كتابٍ أو سنةٍ سواءٌ أَكان ذلك في مؤلفاته أم في ردوده على مخالفيه. ولا شك أنَّ الأمةَ الإسلاميةَ بفقدِ الشيخِ قد فقدتَ عالماً ربانياً أوجدَ فقدُه ثلمةً وأيّ ثلمة، ولا سيما أنَّ الراحل هو الشيخ بكر أبو زيد الذي جمع علماً غزيراً منذ أن كان تلميذاً للشيخ محمد الأمين الشنقيطي العالم المعروف صاحب أضواء البيان كما يحلو لطلبة العلم أن يسموه، فنراه يهتم بالشيخ بكر - رحمه الله - يوم أن كان شاباً ويوليه عنايةً خاصةً متوسماً نبوغ ذلك الشاب الذي حَرِصَ على طلب العلم على الشيخ الشنقيطي في المدينة المنورة، ثم ما لبث ذلك الشاب حتى أصبح الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وصاحب المؤلفات الكثيرة والمفيدة التي استفاد منها مئات بل الآلاف من طلبة العلم في مشارق الأرض ومغاربها؛ ومن المؤكد أن رحيل الشيخ - رحمه الله - سيكون له تأثير كبير على طلبة العلم خصوصاً وعلى المسلمين عموماً، والسبب في ذلك أن مكانة أهل العلم كبيرة، ولا سيما العلماء الذين بيَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يقبض العلم بقبضهم، كما ثبت بذلك الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالمٌ اتخذ النَّاسُ رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). فرحم اللهُ الشيخَ بكرَ أبو زيد وجميعَ علمائنا الراحلينَ وبارك لنا في علمائنا الأحياء ونفعنا والمسلمين أجمعين بعلمهم إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

عضو الجمعية الفقهية السعودية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد