Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/02/2008 G Issue 12917
السبت 02 صفر 1429   العدد  12917
ذاكرة الكرسي
سليم صالح الحريص

** أحمد الله أنني لم أكن من المترددين كثيرا على عديد من القطاعات الحكومية ولم أكن في يوم من الأيام ضمن ركب من يتلذذون بزيارة الكثير من الإدارات لغرض أو دون غرض وهم ممن ينطبق عليهم (ونان بلا مرض)... هؤلاء وهم كثر... وجدوا متعتهم وإمتاعهم في التردد بين ردهات هذه الأجهزة وباتوا يعرفون دهاليزها وأزقتها أكثر من معرفة موظفيها لها ويبقون أكثر أوقاتهم متنقلين بين هذه الإدارة وتلك.. لا لغرض أو مصلحة إلا التقاط الأخبار والمعلومة لتبدأ وكالة أبناء (يقولون) ومن ثم يحلو (الكلام) وترديده وتناقله والإضافة والحبك القصصي والإسناد والتأكيد والإثبات. قد تقودك أقدامك ولظرف معين لزيارة قطاع من أجهزة الخدمات لقضاء مصلحة أو ما هو في حكمها. قد تعيدك هذه المراجعة إلى سنوات مضت. قد تعيد ذاكرتك. وقد توقظ فيك ما محته الأيام والأحداث وطوته السنين... مثلما حدث معي.. أقول ربما. في هذا اليوم وفي هذا الصباح قادتني معاملة لصديق لأن أكون شاهدا ضمن شهودها. وتحديدا في محكمة القريات العامة.

** صباح هذا اليوم أعادني سنوات وسنوات إلى الوراء.. إلى سنوات البساطة والنقاء وسلاسة الإجراءات وسهولتها.. نقية بلا روتين.. واضحة بلا انحناءات.

** عند مدخل المحكمة وُضع كرسي أو ربما تُرك. قديم يحكي... يُحدّث عن حقبة التسعينيات.. لكنه لازال الجديد المتجدد في إيحائه ودلالاته.. وفي هيبته وما يرمز له.. توقفت مطالعا هذا الكرسي ذي اللون الأخضر.. متذكرا.. عبر شريط مر سريعا.. حمل الكثير من الصور... أعادني إلى سنوات خلت من أعمارنا.. هذا الكرسي الأثير.. عمره قد تجاوز الخمسة والثلاثين عاما. سنوات الناس. هو قلة عدد القضاة والذين مهما اجتهدوا وعملوا لن ينجزوا أكثر من قدرتهم. لست مدافعا أو محاميا عن أصحاب الفضيلة قضاة المحكمة.. بل هي الحقيقة... والواقع الذي نراه بأم العين... محكمة القريات العامة تحتاج الرفد بالقضاة وزيادتهم كي تكون هذه المحكمة قادرة على إتمام معاملات الناس وفي وقت معقول. أما إن بقي الحال كما هو الحال الآن... فلا نستغرب أن يبقى الزحام والضغط وتزايد عداد المراجعين ويبقى الإنجاز في حدود القدرة والطاقة... مما يعني تكدس المعاملات وتأخرها.

** إن أردنا أن ننجز فلا بد من الدعم وزيادة القضاة والتسريع في افتتاح محكمة ببلدة العيساوية ليخف العبء على المحكمة العامة بالقريات.. أتطلع لدعم معالي وزير العدل لهذه المحكمة وزيادة قضاتها وأعلم أن هناك مطالبات عديدة تصب في هذا الاتجاه... وأرجو أن لا يطول انتظارنا..




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد