بالأمس القريب أهلنا التراب على قبر الشيخ د. علي الجمعة - رحمه الله - وقبل أن يمر هلالان انتقل إلى رحمة العفو الغفور الشيخ د. بكر بن عبدالله أبو زيد الغيهب من بني زيد من قضاعة، من أهالي شقراء في إقليم الوشم في عالية نجد، بلد يعد من قلاع العلم وفي التجارة يأتي تالياً بعد (بريدة).
لو لم يكن من شيوخه إلا العلامتين العلمين: ابن باز ومحمد الأمين الشنقيطي - أسكنهما الله فسيح جناته - لكفاه ذلك إثباتاً لرسوخ قدمه في العلم وتضلعه منه فهو كنيف مليء علماً وإهاب حوى حكمة.
عمل قاضياً في مدينة الرسول المصطفى - عليه الصلاة وأزكى التسليم - ومدرساً وإماماً وخطيباً في الحرم الشريف، كما تقلد مناصب عليا عدة فمن وكيل لوزارة العدل إلى عضو في اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو في هيئة كبار العلماء وتسنم رئاسة المجمع الفقهي.
وله العشرات من المؤلفات التي سارت بذكرها الركبان وانتشرت في الأفاق والبلدان: حلية طالب العلم، التعالم، ابن قيم الجوزية، تعريب الألقاب العلمية، حراسة الفضيلة، وو..،..، إلخ القائمة الطويلة.
إن طالعتها وأمعنت النظر فيها شبهته على ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في كثرة مؤلفاته مع جودة وإتقان، وربما لم ترتاب بمشابهته للنووي - رحمه الله - حيث بارك المولى - تقدس في عليائه - في عمره فهو في المنتصف بين الستين والسبعين ومع ذلك فقد فاقت مؤلفاته وبحوثه سني حياته، بل قل: إن أسلوبه وسبك نظامه شابه سلفنا الصالح - عليهم رضوان الله - فهو بقية منهم، كتابة محكمة وأسلوب رزين.
ونسأل الله - عز وجل - أن يقيض من يخرج ما هو مخطوط من أبحاث ومعارف ومصنفات للشيخ، وإن كنت أنسى فلا أنسى وعد الشيخ أنه سيخرج كتاباً فيه سيرة الشيخ ابن باز - غفر الله له - لكن ماذا نقول وقد عاجله المرض واخترمته يد المنون ولا ندري هل الكتاب مخطوط في الطرس أم لا، فرحمه الله وعوض المسلمين خيراً.
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
aahh256@hotmail.com