Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/02/2008 G Issue 12917
السبت 02 صفر 1429   العدد  12917
فقيدنا الغالي
مي إبراهيم الهويش والدة راكان العجروش

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}انتقل الشيخ (صالح علي العجروش) إلى رحمة الله هكذا بدأت رسالة أرسلتها صباح يوم الأحد 12 من محرم إلى كل أقاربنا وأحبابنا كتبتها بأصابع مرتجفة وعيون دامعة ولسان يلهج بدعوات متتالية لفقيدنا الغالي بالرحمة والمغفرة والتضرع إلى رب العباد أن يجعل منزلته أعلى الجنان وأن يجبر أختي الحبيبة أم خالد بفقدانه وأن لا يحرمني رؤية أبنائه وبناته وهم يكملون مسيرته العطرة في هذه الدنيا الفانية.

نعم الرجل الصالح أنت يا أبا خالد نشأت في ظل والدين صالحين تشهد لهما شعاب مكة المكرمة وحواريها بصلاحهما وتقواهما وبرهما بوالديهم وقد امتدت هذه الرعاية الرائعة إلى جميع أفراد الأسرة المقيمين في مكة المكرمة وخارجها، ففي خلال عشرات السنين التي عاشها الشيخ الجليل (علي عبدالعزيز العجروش) في مكة المكرمة كان يستقبل سنويا أعداداً غير محدودة من الأهل والأقارب القادمين من عنيزة لأداء فريضة الحج حتى إن البعض منهم كانوا يحلون ضيوفا عليه من شهر شعبان وتمتد إقامتهم حتى نهاية شهر ذي الحجة وتنقضي هذه الأشهر وهم ينعمون بكرم الضيافة ورحابة الصدر التي يمتلكها أبو عبدالرحمن وأم عبدالرحمن وابنهم البكر طيب الذكر عبدالرحمن رحمة الله وغفرانه عليهم جميعا.وأكمل الابن البار صالح في الرياض ما بدأه والديه في مكة فقد كان رحمة الله عليه منذ بداية حياته في الرياض حتى انتقاله إلى جوار الغفور الرحيم مثل الخيمة الظليلة على جميع أفراد الأسرة باحتوائه لهم في جميع أمور حياتهم بالإضافة إلى حرصه الشديد والنادر في وقتنا الحاضر على اجتماع الأسرة.

وكان من نتائج هذا الحرص أن استمر اجتماعنا الأسري الأسبوعي أكثر من ثلاثين عاماً بلا انقطاع وحصدنا فيه جميعا ولله الحمد الكثير من المودة والألفة التي تربطنا بعضنا ببعض وانعكست آثارها على أبنائنا وبناتنا وأحفادنا الذين نشأوا وترعرعوا في ظل هذه الخيمة الظليلة، وأصبح لديهم ذكريات مشتركة يحلو لهم استرجاعها في الأمسيات الدافئة حتى الباردة التي تجمعهم أسبوعياً.

وإنني كفرد من أفراد هذه الأسرة الأصيلة الواصلة ووالدة لستة من أبنائها أتضرع للعلي القدير أن يديم علينا محبتنا واجتماعنا مادامت الحياة بنا وأن يجبر كسرنا بفقيدنا الغالي وأن يجعلنا قادرين على الحفاظ على ما نحن فيه من نعمة التواصل واضعين أمام أعيننا النهج الذي سار عليه كل من فقدنا من أسرتنا الحبيبة وأن يعين المعين سبحانه وتعالى أبناءنا وبناتنا ليكونوا بحق خير سلف لخير خلف اللهم آمين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد