Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/02/2008 G Issue 12917
السبت 02 صفر 1429   العدد  12917
رحم الله الأم الغالية (أم حمد)
عادل بن إبراهيم العمران - سدير- جلاجل

آلمني كما آلم الجميع خبر وفاة الأم الغالية - نورة الزامل (أم حمد) - رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته- واتباعاً للسنة النبوية ووفاء بحق الشيخ- صالح العواد - رحمه الله - وبحق أبنائه ووالدتهم فقد توجهت إلى منزل أخي وعزيزي الأستاذ - حمد - أبو زياد لتقديم واجب العزاء، وكنت أشك في أن أصل إلى منزله بسهولة لطول عهدي به، وعندما وصلت الحي الذي يسكن فيه كنت سأسأل عنه، ولكن دخول المعزين وخروجهم من مداخل الحي والشوارع الموصلة إلى المنزل دلني عليه، وكنت أتوقع أن أجلس إلى جانب أبنائها فما وجدت مجلساً إلا عند الباب، فوجدت جموعاً من معارفهم ومحبوهم يملؤون المجلس وهذا يدخل وذاك يغادر ليسلموا ويقدموا واجب العزاء ووجدت أبناءه كعادتهم يبادلون زوارهم الكثر الحديث ويلهجون بالدعاء والشكر لكل من حضر ويعاتبون عتب الأحباب كل من قطع مسافات كبيرة قادمين من خارج الرياض لماذا تكلفون على أنفسكم العناء والسفر وكان رنين هواتفهم النقالة والثابت لا تنطفئ فهذه الجموع سببها بإذن الله محبة الله لهم فحبب خلقه فيهم وكذلك ذكراهم الطيب وسيرتهم العطرة وأعمالهم الخيرية التي يرجون بها وجه الله والأجر والمثوبة. ولكن لماذا أحبوهم هل من أجل أنهم رجال أعمال أم أنهم رجال مهابون يخافونهم الآخرون، لا هذا ولا ذاك، أحبوهم لحسن خلقهم، أحبوهم لابتسامتهم المرتسمة على وجوههم، أحبوهم لتواضعهم الجم، أحبوهم لكرمهم، أحبوهم لأنهم يحبون كل الناس دون استثناء، لصدقهم مع الله ومع الناس وحسن تعاملهم، لهم أيادٍ بيضاء في أعمال الخير تجلت, ولهم مساهمات في بناء وطنهم، وحقيقة أنهم ليسوا بحاجة إلى تلك الإشادة المتواضعة مني لكنه قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (أنتم شهداء الله في أرضه) ولكن هذا أقل ما يمكن أن أقوله عنهم.

قد اكتسي بحلة حسن الخلق ولا أفضل من ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (أقربكم مني مكاناً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)، ولحسن خلقهم فقد أحببناهم، وهنيئاً لهم بكثرة محبيهم الذي إن دل على شيء فإنما يدل على محبة الله لهم، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا أحب الله العبد قال لجبريل قد أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض).

اللهم اجعلنا من المحبين المحبوبين يا رب العالمين، فكل ما ذكرته ليس بغريب عليهم ورثوه من والدهم والد الجميع الشيخ - صالح بن عبدالمحسن العواد - رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى مستقره وداره - اكتسبوا منه هذه الخصال ورباهم عليها فأحسن التربية كذلك هو أحد رموز العمل الإنساني والوطني وقامة من قامات العمل الخيري وصاحب الأيادي البيضاء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد