الخطاب -1- المطلوب في مشهدنا الثقافي والاجتماعي والصحفي هو: تعلم أدب الحوار ائتلافا واتفاقا ونزع الحدة بدون إقصاء للطرف الآخر، أو تشبث بأحادية الرأي، ولعل أحد أهم أهداف تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار إن لم يكن أهم أهدافه هو: ترسيخ هذه الحقيقة بين أبناء هذا الوطن على مختلف أطيافهم وأطرافهم. |
ولقد لمست هذه الحقيقة في اللقاء الفكري الثالث عندما شاركت في اللقاء الفكري الثالث للحوار الوطني في بها لصياغة رؤية التعامل مع ثقافة الآخر..! لقد كنا أخوة من مختلف الأطياف سعدنا بالحوار من خلال النقاشات وورش العمل، بقي أن نسهم كلنا في نشر ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر، من منطلق ما علّمه لنا دستورنا القرآن الذي شرع الحوار وطلب الدليل حتى في الحقائق المسلمة مثل وحدانية الله سبحانه: {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}(64) سورة النمل. |
تحية للقائمين على المركز الذين آمنوا أن عملهم في المركز رسالة وليس وظيفة، ولهذا أصبح المركز مفردة وطنية نفخر بها. |
|
الخوجة: وتكريم الرواد الذين خدموا ثقافتنا |
** هناك أناس (رواد) خدموا منجزنا الثقافي والأدبي وإن لم يكن لهم إبداع في العطاء الأدبي، لكن لهم دوراً أساساً في هذا المنجز في الاحتفاء به ونشره وانتشاره وتقدير مبدعيه. إن هؤلاء - رغم دورهم الكبير - منسيون من قوائم الاحتفاء والتكريم! |
هؤلاء إما أن يكون الواحد منهم رائدا في نشر وانتشار الكتاب السعودي، أو صاحب مطبعة أو مكتبة اختار هذا الميدان لطباعة الكتاب أو تسويقه دون أن يكون الهدف مادياً فقط، مع أن هذا لا يتقاطع مع سمو الأهداف الأخرى، أو كان هذا الرائد: صاحب صالون ثقافي فتح من خلاله فضاء واسعا لنشر الثقافة وتقدير المثقفين! |
|
إننا نتطلع من المهرجان الوطني للتراث والثقافة: المبادرة في تكريم هؤلاء الرواد كما يكرَّم الرواد من المبدعين، ولعل في مقدمة من يستحق التكريم صاحب أشهر صالون ثقافي (الاثنينية) أ. عبدالمقصود خوجة لذا أدعو مع أخي د. عبدالعزيز قاسم في مقالته في ملحق (الدين والحياة) الذي بدأ يشرف عليه في صحيفة (عكاظ) والذي بث فيه الكثير من حيويته وخبرته؛ أجدني معه أدعو أن يبدأ التكريم بصاحب أشهر الصوالين الثقافية الحديثة في بلادنا سعادة الأستاذ الفاضل عبدالمقصود خوجة الذي وظف جاهه وماله ووقته ل(صالون الاثنينية) الذي لم يعد (صالونا ثقافيا سعوديا) بل أضحى على مستوى العالم العربي، وكم سمعت من تقدير له ولدور (الاثنينية) بالتعريف بالمنجز الثقافي السعودي من عدد من المثقفين خارج بلادنا، فهو منبر إشعاع أسهم ويسهم بالتعريف بالمنظومة الثقافية.. وروادها والمساهمين في طرح ثمارها اليانعة.. بل لم تقتصر رسالة (الاثنينية) على إقامة الصالون الأسبوعي بل طبعت الكثير من الكتب والمجلدات لرواد الحركة الثقافية السعودية، فضلا عن ذلك فإن أ. خوجة - حتى وهو مريض - لم يخلف موعدا للاثنينية فهي تعقد أسبوعياً حتى ولو كان غائبا عنها فتجده خارج المملكة للاستشفاء لكن (الاثنينية) حاضرة مستمرة الانعقاد في موعدها. |
|
|
إنني أعرف زهد أ. خوجة بالتكريم، فهو بقدر حرصه على تكريم الآخرين إلا أنه يؤثر على نفسه، ويقدم غيره عليها. |
من هنا نرجو أن يبادر المهرجان الوطني للاحتفاء بهذا الرائد الداعم للثقافة السعودية وأهلها تثمينا لإسهامه، وتحفيزا لغيره، وبثا للفرح في نفس كل محبيه ومريدي (اثنينيته).. وهم كثر داخل المملكة وخارجها. |
|
|
** هناك - بحمد الله - حراك ثقافي كبير وجميل في بلادنا من مناسبات ثقافية متعددة سواء كانت ندوات أو محاضرات أو مؤسسات وهي تتم بمختلف المدن والمحافظات وهي تحظى بمتابعة الكثيرين! |
لا أردي لماذا لا يخصص في نهاية النشرة الإخبارية أو قبلها وبشكل يومي فقرة خاصة (لأخبار الثقافة) شأنها شأن الاقتصاد والرياضة! |
أرجو ألا تكون الثقافة لا بواكي لها أو عليها. |
كم يستشرف الكثيرون والمتابعون للنشاط الثقافي المحلي وبخاصة المثقفات اللواتي في الغالب لا تتاح لهن فرصة الحضور أن يطلعوا على مختلف النشاطات الثقافية وما يدور فيها فضلا عن الإشعار بهذه النشاطات ليحضرها من يرغب بحضورها والإفادة منها، لذا نتطلع وبخاصة المنتمين للثقافة تخصيص فقرة يومية بالقناة الأولى تكون خاصة بالثقافة وأخبارها وفعالياتها مثل غيرها، ولا حرج في ذلك حتى ولو كانت وزارة الثقافة والإعلام هي المسؤولة عن هذين القطاعين.. نأمل أن يحقق معالي وزير الثقافة والإعلام أ. إياد مدني هذه الخطوة خدمة للثقافة والمثقفين ولشد جميع شرائح المشاهدين، نأمل أن تكون هذه الخطوة إحدى خطوات تطوير (القناة الأولى) أو ما أسميها (أم القنوات السعودية) أو كما يسميها أحد الإعلاميين (الوالدة) التي تستحق كل الاهتمام ووافر العطاء والرعاية. |
|
د. صالح المالك نحن بانتظارك |
** كلما جلست على (مقعدي) في قاعة مجلس الشورى تذكرت معالي زميلنا الحبيب الأمين العام للمجلس د. صالح بن عبدالله المالك، الذي يقاسي آلام المرض هذه الأيام أسأل الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب أن يكتب له عاجل الشفاء وتمام العافية. |
أبا هشام: قلوبنا تذكرك وتدعو لك، وأنت الحبيب الذي طالما آنسنا، والباحث العاشق للغتنا وتراثنا، والرجل الذي خدم في أكثر من موقع وطني فأخلص ونجح. |
أيها العزيز: نسأل الله لا تطول غيبتك، وأن نسعد بك وأنت تترجل من سريرك إلى قلوب أحبائك، وإلى كرسي مجلسك ومجلسنا وإلى أسرتك الفاضلة التي تنتمي إليها. |
|
|
* للشاعر: إيليا أبو ماضي: |
((أحبب فيغدو الكوخ كوناً نيّراً |
أبغض فيمسي الكون سجناً مظلماً)) |
فاكس 014766464 |
|