إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الصحافي والكاتب الرياضي سعود عبدالعزيز فماذا قال..
الضيف الصحافي والكاتب الرياضي سعود عبد العزيز
* هل ما زلت تفكر في رئاسة نادي النصر؟ وهل ما زلت تمتلك الملايين التي ستصرفها على ألعاب النادي وفرقه كما وعدت عندما أعلنت ترشحك؟
- رئاسة النصر شرف كبير لكل محب لنادينا العريق، والنصر في الوقت الراهن أغنى نادٍ في الوطن العربي، ونظرتي للرياضة، ليس كرة قدم فقط، فالدولة عندما أنشأت المقرات الضخمة بملايين الريالات، وضمت صالات لكرة اليد، الطائرة، السلة، السباحة، الجمباز، وملاعب التنس الأرضي وكرة القدم، ومن أجل الاهتمام بها جميعاً، وهذه النظرة الشمولية، تساعد على تطور الرياضة السعودية، فليس من المعقول صرف ملايين الريالات على لاعب كرة قدم ربما ينجح وربما يفشل، وتقديم (هللات) بسيطة على بقية الألعاب، فالدول عندما تقر ميزانياتها يتم الاهتمام بالصحة والتعليم، والمواصلات والاتصالات والأمن والمطارات وبقية نواحي الحياة، حتى يتم بناء دولة حضارية يسعى للعيش فيها كل إنسان، وكذلك الرياضة يجب أن تكون، والنصر ليس بحاجة لملايين سعود أو غيره؛ فموارده أصبحت كافية لجعله في ركب المقدمة بشرط الترشيد في الإنفاق!
* عرفت بالوسط الرياضي صحافياً ثم كاتباً وفجأة أعلنت ترشحك لرئاسة النصر، ما سرّ هذا التحول المفاجئ؟ ومن كان يقف خلف ترشحك؟
- أحب العمل الصحفي الميداني، وكتابة المقالات اقتراح جاد من الزميل الوفي الأستاذ محمد العبدي، الذي أدين له بالشيء الكثير، وقد أكون نجحت في ذلك إبان عملي في (الجزيرة) لعشر سنوات، أو فشلت، وهذا يحكم عليه القارئ، وترشحي لرئاسة النصر يعود لحبي لهذا الكيان الغالي، وقد تم رفض ذلك وهو الآن يقوده الأمير الخلوق فيصل بن عبد الرحمن ونائبه الرائع الوليد بن بدر، وأعتقد جازماً أن النصر في أيد أمينة، فثمار العمل في العامين الماضيين بدأت تظهر لكني أتمنى مزيداً من الاهتمام بكرة السلة والطائرة وبقية الألعاب.
أما بخصوص ترشحي للنصر ومن يقف خلفه، فإن من دفعني لذلك حبي وعشقي للنصر الذي امتد لأكثر من (40) سنة أما من يقول غير ذلك فهو وأهم يا صديقي!!
* راهنت على فشل إدارة النصر الحالية لكنك خسرت الرهان، فالإدارة نجحت بتقديم فريق كروي معقول النتائج وكسبت الجولة معك، ما رأيك؟
- أنا لا أحب الرهان لأنه (حرام)، لكن إذا كنت قلت ذلك أتمنى أن أكون الخاسر والنصر الكاسب، فالمهم أن يكون (العالمي) الأول لينام جمهوره بعد كل مباراة فرحاناً وليس زعلاناً، فكل ما نفعله من أجل جمهور الأصفر كنز النصر الثمين، والنصر في هذا الموسم في درجة الناشئين والفريق الأول في لعبة كرة القدم نتائجه جيدة، لكنه لم يحقق بطولة لأن قطف ثمار الموسم لم يحن بعد وإن كنت متأكداً أن بطولة الدوري لن يكون له نصيب فيها، حيث اقتصرت المنافسة بين الاتحاد والهلال والشباب لكن هناك ثلاث بطولات (ربما) يخطف النصر واحدة منها، وهذا هو المأمول.
لكن يا أخ سامي في حالة عدم حصوله على بطولة هل ستقول إن سعود كسب الرهان أمام إدارة النصر؟، أنا لا أنظر للرياضة بهذا الشكل، أنا أنظر للإدارة بأن يقدم الإداري كل ما يملك للنادي، فيحفز المدربين الجيدين ويصرف المرتبات، ويوفر السكن والمواصلات للاعب، وحينها ستأتي النتائج عاجلاً أم آجلاً.
* حتى في يوم اعتزاله وتكريمه لم يسلم منك الكابتن (الأسطورة) سامي الجابر، ورحت تنتقص من قدراته وتاريخه برأيك الذي خالفت فيه رأي الخبراء حول إبعادك سامي من قائمة أفضل (10) لاعبين سعوديين.. لماذا؟
- أنا لم انتقص من تاريخ سامي الجابر، أو أهضم حقه، وأقول إنه لم يشارك في أربع نهائيات كأس عالم أو لم يسجل ثلاثة أهداف في ثلاث مناسبات مختلفة في المحفل العالمي، أنا قلت في برنامج (اختلاف) مع الزميل المحبوب أحمد العجلان إن سامي لاعب ممتاز ورائع وإنسان عظيم لكنه ليس بلاعب أسطورة، لأن الأساطير ليسوا موجودين في ملاعبنا المحلية والميادين العربية، الأسطورة واحد في البرازيل إنه بيليه وفي الأرجنتين مارادونا، لكن عندنا أكثر من (20) أسطورة، لتعاني هذه المفردة العربية من (الهداف) بعد أن أصبح كل يريد استخدامها لنجمه المفضّل، أما بخصوص أن سامي ليس من ضمن أفضل (10) لاعبين أنجبتهم الملاعب السعودية فهذه وجهة نظري فأفضل (10) لاعبين محليين يتقدّمهم ماجد أحمد عبد الله، يوسف الثنيان، مبارك الناصر، سعيد غراب، سعيد العويران، محمد الدعيع، محمد نور، يوسف خميس، ياسر القحطاني ومالك معاذ، لكن ربما يكون سامي أكثر لاعب سعودي حمل الألقاب والكؤوس مع ناديه الهلال والمنتخب السعودي، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل أو يستحق لقب الأسطورة.
* يلاحظ عليك الدخول في صدامات مع جماهير أندية بعيدة عن النصر، كالتعاون والجبلين مثلاً من خلال انتقادات حادة، لماذا؟
- يعجبني فيك يا أبا يوسف مهنيتك العالية ومتابعتك لزملائك. التعاون والجبلين سبق أن حصل بيني وبينهم اختلاف في وجهات النظر، والآن أنا من محبي التعاون والجبلين من أجل أحبابي وأصدقائي الأستاذ سليمان أبا الخيل والأستاذ محمد السيف. فالأجواء صافية بيننا واللي فات مات.
* لماذا تنكّرت ل(الجزيرة) رغم أنها قدمتك وأعطتك المساحة والشهرة الصحافية، ورغم أنك لم تحقق ذات النجاح الذي أحرزته في (الجزيرة) مع مطبوعات أخرى؟
- (الجزيرة) بقيادة الأستاذ الوالد خالد المالك وبدعم مباشر من الأخ محمد العبدي وكذلك عبد العزيز الهدلق هي التي قدّمتني للساحة الإعلامية لكن القرار الصادر بشطبي من الصحافة بسبب مقال كتبته في الحياة اللندنية بطلب من الأستاذ طلال الشيخ أخرجني من مطبوعتي (الأم)، وبكل ثقة وشجاعة وأيضاً رجولة أقول (لولا) (الجزيرة) ومدير تحريرها المرموق أبو مشعل لما أصبح سعود إعلامياً في يوم من الأيام.
* طالبت بتكريم ماجد عبد الله، هل ما زلت تتوقّع أن يُقام حفل التكريم هذا رغم كل هذه السنين؟
- ماجد أحمد عبد الله قبل أن تكرّمه الجيوب كرّمته القلوب فأبو عبد الله هو المهاجم الذي اتفق كل الرياضيين على محبته. أما بخصوص إقامة تكريمه فإن الأمل لا يزال باقياً بمشاهدته، رغم الصبر الطويل، وقديماً قالوا: الصبر مفتاح الفرج.
* ماذا يحتاج النصر كي يحقق بطولة؟
- النصر يحتاج إلى مزيد من الاهتمام بالقاعدة حتى يكون بطلاً لنضمن مشاهدة نجوم من عينة ماجد، الهريفي، محيسن، يوسف، هاشم، مروان وتوفيق بين صفوفه وحينها سيكون الأصفر براقاً وبطلاً مثلما كان!
* تحولت للدفاع عن الاتحاد في بعض القضايا بحماسة أكبر أحياناً من الاتحاديين أنفسهم.. هل قل حماسك لقضايا النصر وشؤونه؟
- دافعت عن الاتحاد ورئيسه السابق منصور البلوي، وهذه حقيقة بعد أن شعرت أن بعض حقوق عميد الأندية ستهضم، لكن هذا لا يعني أنني سأتخلى عن النصر، لأن رمز النصر التاريخي الأمير عبد الرحمن بن سعود غفر الله له ولوالديه قال في أبيات شعرية أرسلها لي عبر الجوال (وش الدنيا بدون النصر يا بشر)، فكيف أترك النصر وأنا الذي كنت ملازماً لأبي خالد حتى آخر لحظة في حياته رحمه الله.
* ديربي العاصمة الليلة بين الهلال والنصر في كأس ولي العهد ماذا تتوقّع له؟
- من ناحية الأفراد والعناصر والخبرة الهلال الأقرب للفوز، لكن طموح النصر كبير لتحقيق النصر الأول منذ رحيل أبو خالد رحمه الله، فضلاً عن تطور النصر في أدائه في الموسم الحالي عن العام الماضي ولهذا أتوقع فوز نادينا بعد الخطوات الجبارة التي نفذها رجال النصر الأوفياء وفي مقدمتهم الأمير فيصل بن تركي بن ناصر الرجل الذي أعاد لنادينا هيبته المفقودة.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساءً.. وقال: (ليس ثمة ما يمنع منها شرعاً وعقلاً لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- الشيخ الدكتور سعد بن بريك أمد الله في عمره إذا كان قد قال هذا الكلام بخصوص الرياضة النسائية فهو (أبخص)، أما أنا فلا أستطيع الحديث عن الجوانب الدينية لأنني من أسرة محافظة جداً ويجب أن أحترم هذه التقاليد، حتى لا أقع في المحظور، فلنتركها (للراسخين في العلم) والشيخ أبو عبد الله الدكتور سعد بن بريك في مقدمتهم.
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيّد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- معاذ الله أن يطالب سعود عبد العزيز الصرامي بمثل هذا الطلب، ومن هنا فإن السؤال يجب أن يطرح على الزميل الأستاذ عبد الله بن بخيت، فأنا متخصص في الرياضة ومتابعة المباريات في كافة الألعاب!!
ماذا تقول لهؤلاء
* الأمير فيصل بن عبد الرحمن:
- رياضي فاهم، لكن الرياضة في عصر الاحتراف ليس بها عواطف، وإذا تخلص من هذا الجانب الإنساني فإنه سيقود النصر لمزيد من الإنجازات.
* خالد البلطان:
- خسره النصر وكسبه الشباب والحزم والرياضة السعودية.
* منصور البلوي:
- الاتحادي الأول بدون منازع، بعد رحيله حضر بعض الاتحاديين ب(مشالحهم) فنالوا الأضواء والفلاشات، ولم يقدّموا ريالاً واحداً، في حين قدّم أبو ثامر أكثر من نصف مليار لصندوق العميد فبنى لناديه مجداً في كافة الألعاب لينطبق عليه قول الشاعر العربي القديم:
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي، بنيت لهم مجداً
* شاهر الصعيري:
- بعد ظهوره ودعمه المتواصل كتبت مقالاً لم يُنشر تحت عنوان (النصر... ذهباً)! وطالبت بضرورة المحافظة عليه وعدم تطفيشه مثل ما حدث مع غيره!
* مساعد العبدلي:
- مساعد الماضي ليس مساعد الحالي، واللبيب بالإشارة يفهم، لكن إذا كنت تقصد أن مساعد يمثّل الإعلام النصراوي، فالنصر ليس له إعلام.
* طلال آل الشيخ:
- لا يفرق بين جمع المناصب وبين جمع الطوابع والعملات المعدنية، فجمع المناصب تضر بالعمل الإداري بينما جمع الطوابع والعملات المعدنية هواية شخصية، فأكثروا من ممارسة الهوايات الشخصية وقلّلوا من جمع المناصب الرسمية!!
* صالح الحمادي:
- ما قلته بخصوص نادي ولاعبي نجران أمر لا يليق ولو كنت في مكانه لاعتذرت بشجاعة.
* جمال عارف:
- أخ وصديق، لكن عليه أن يعرف أن أخبار الاتحاد ملك لكافة الرياضيين وليس لفئة دون غيرها، فالاتحاد ناد شعبي وديمقراطي مفتوح وليس معتقلاً رياضياً.
* كلمة أخيرة؟
شكراً لسامي، وشكراً ل(الجزيرة)، وقبل هذا وذاك الحمد لله الذي جعلنا إخوة متحابين نقف مع بعض في السراء والضراء، في الفرح والحزن، ثم ليعرف الجميع أنني بايعت قلبي على حب النصر في العسر واليسر وفي المنشط والمكره وفي ساعات الكرب ولحظة الفرح، وسواء كسب النصر اليوم أو خسر سيبقى الأصفر عشقي الأول والدائم.
البطاقة الشخصية
* سعود عبد العزيز محمد الصرامي.
* متزوج.
* 47 سنة.
* دبلوم الحاسب الآلي من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1984م.
* مراقب مالي بديوان المراقبة العامة.