Al Jazirah NewsPaper Friday  08/02/2008 G Issue 12916
الجمعة 02 صفر 1429   العدد  12916
تعقيباً على ما نشر في «الجزيرة»
المصيبة في معلمي التربية البدنية أنهم لا يعرفون إلا رمي الكرة

لقد اطلعت على ما كتبه الأستاذ علي الشافي يوم الجمعة 24 - 1 - 1429 هـ (تقريركم عنا يفتقد للمصداقية فنحن من أهم المعلمين وأكثرهم تأثيراً على الطلاب) رداً على الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة.. وما لفت انتباهي قوله إن مدرس التربية البدنية هو أهم المعلمين في المدرسة، لقد أضحكتني هذه العبارة فأين مدرس التربية الإسلامية وأين مدرس الرياضيات والعلوم بأقسامه المختلفة (الفيزياء والأحياء والكيمياء) ومعلم اللغة العربية؟.. هل كل هؤلاء المعلمين ليسوا مهمين؟.. مشكلة إذا كانت هذه عقلية معلم التربية البدنية.

ومن غرائب المقال كيف عرف هذا المعلم أن الخبر يفتقد للمصداقية العلمية. وما فهمته من المقال وبعد عودتي للخبر المنشور في جريدتكم الغراء يوم 29-1-1429 هـ عن إصدار الاتحاد للنشرة لنشرة اسمها (تبر) وإن ما ذكر هو رأي مشرفي وزارة التربية والتعليم وليس رأي الاتحاد فإذا كان هذا رأي مشرفي وزارة التربية فلماذا اتهام الاتحاد، فهل كل ما ينشر في جريدة الجزيرة يمثل المسؤولين في الجريدة بمعنى هل مقال الشافي يمثل رأي مسؤولي جريدة الجزيرة؟!.. أعتقد أن هذا غير صحيح.

اسمحوا لي أتحدث لكم عن تجربتي فأنا إنسان قاربت الأربعين عاماً وأبنائي في عدة مراحل دراسية الابتدائية والمتوسطة جميعهم لا يعرف من الألعاب إلا كرة القدم فقط والتي تعلموها مني أنا وليس من المدرسة، فأنا دخلت المدرسة وكانت في مبنى مستأجر وتخرجت من الجامعة وعملت محاسباً وعاشقاً لكرة القدم التي أمارسها بشكل متواصل مع أبنائي لأنني لم أعرف إلا كرة القدم وكذلك أبنائي الذين لا يعرفون إلا كرة القدم مع أنهم يدرسون في مدارس حكومية مختلفة ومبانيها نموذجية وتضم صالات مغلقة ومعلموهم متخصصون في التربية البدنية ويحملون البكالوريوس في هذا المجال، ولكن بسبب المعلمين، فأبنائي لا يعرفون إلا كرة القدم وإذا سألتهم عن الألعاب الأخرى قالوا: (المعلمون يرمون لنا كرة قدم في الملعب ويتركوننا نلعب)، وقد سألت أحد معلمي التربية البدنية يوماً هل يوجد مقرر لمعلمي التربية البدنية؟ قال نعم يتم إرسال مقرر من إدارة التعليم يشتمل على مختلف الألعاب، ولكن لا يتم العمل به ويضم لطلاب المرحلة الابتدائية معلومات عن كرة اليد والسلة.. فاستغربت من الوضع لماذا لازلنا سواء من زمني -أي الذي كنت فيه- مازلنا حريصين على كرة القدم بشكل يومي، وتعلمتها في ذلك الوقت من إخواني الذين أكبر مني قبل ذهابي للمدرسة في الشارع، ثم تعلمها أبنائي مني قبل أن يذهبوا إلى المدرسة فأين دور المعلم؟.

ذهب أبنائي إلى المدرسة وتعلموا الرياضيات من المعلم مع أنهم لا يحبونها لأن المعلم ملتزم بمنهج ويرى من الضروري أن يدرس الطلاب هذه الوحدات أما معلم التربية البدنية فإذا كان يعرف قوانين الألعاب الرياضية الأخرى (مع أني أشك في ذلك) لا يريد أن يتعب نفسه ولكن يريد أن يرتاح ويجعل الطلاب على هواهم يمارسوا ما يحبون وليس ما يجب أن يدرسوه.

أما قضية توفير الأدوات فأعتقد أن كرة القدم تحتاج إلى أدوات أكبر من باقي الألعاب فكرة اليد لا تحتاج إلا إلى ملعب صغير عكس كرة القدم فقط وكرة الطائرة لا تحتاج إلا لحبل وخشبتين كما كنا نفعل في السابق بل إن الطلاب على أتم الاستعداد في توفير المستلزمات، لقد كنا نحضر كرة القدم وإذا تسطحت فإننا نحضر بدلاً عنها من حسابنا.

صدقوني إن المعلم إذا كان حريصاً ولديه حماس وإبداع فإنه لن تعيقه أي عوائق أو قصور في الأدوات والإمكانات. وإذا كان ما ذكر عن المعلم من تقصير فإن ذلك صحيح 100%.

وسوف أصارحكم بشيء غريب اكتشفته مما كتب أن هذا المعلم لا يتقبل الرأي الآخر إطلاقاً ومع أن ما فهمته أن ما كتب في نشرة الاتحاد هو رأي مشرفين تربويين من منسوبي وزارة التربية والتعليم يعني من أهل الدار وليسوا من الاتحاد، كما لاحظت أننا لازلنا نعيش بأسلوب الشكوى على من هو أعلى في كل مشكلة دون أن نناقش المشكلة نفسها. وسأضرب مثلاً إذا تم إجراء تحقيق أو استطلاع في جريدة الجزيرة عن دعم البحث العلمي أو عن الاهتمام بالمدرب الوطني وتحدث عدد من الشخصيات بنقد عن الجهة المسؤولة فهل معنى ذلك أن جريدة الجزيرة أو مؤسسة الجزيرة فاشلة لكنها نقدت هذا المجال.

الغريب أن الكاتب لم يتطرق إلى المشكلة بشكل مفصل ولكن كله هجوم على الاتحاد، فلماذا الخروج من صلب المشكلة إلى قضية أخرى ليس لها صلة بالموضوع وكأنها تصفية حسابات؟.. فإذا كان أسلوب هذا المعلم وفكره موجوداً لدى أغلب المعلمين فهذه مشكلة كبيرة يجب أن تعالجها وزارة التربية والتعليم وتضع برامج لتقبل الرأي الآخر بين المعلمين لكي ينقلوها إلى الطلاب.

شاكرين لكم في جريدة الجزيرة فتح مساحة حرة للنقاش،،،،

فهد إبراهيم العبدالله


fih2@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد