نجران - أحمد بن محمد السعدي
استعرضنا في الجزء الأول من حوارنا مع الدكتور محمد بن عبد العزيز الناجم مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة نجران ورئيس النادي الأدبي بمنطقة نجران في وقت سابق رأيه في الدور المطلوب من المعلمة للقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستعرض سعادته كيفية استثمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في توفير جو تربوي إسلامي آمن للفتاة المسلمة، مع إيضاح الدور الأسري المطلوب في ذلك مشيراً إلى تأثير المدارس التربوية الحديثة على التربية الإسلامية وخاصة تربية المرأة المسلمة.ويسرنا في هذا الجزء أن نلقي الضوء على تكملة الحوار
أسلوب التحصين
* ما الأسلوب الأمثل في تحصين الناشئة ضد المنكرات الشائعة والمستحدثة في ظل تنامي الفتور العام في الإنكار؟
- يتم تحصين الناشئة من خلال ربطهم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإيجاد القدوات لهم مبتدئين في ذلك بأنفسنا، وتنمية الرقابة الذاتية بمعنى أن لا نجعل العادات والتقاليد هي الرادع والمانع فلا نقول: (عيب تفعل كذا واستح من القبيلة أو العائلة مثلاً)، وكذلك نلاحظ أن التي تلبس الحجاب من قبيل الالتزام بالعادات بكل سهولة يمكن أن تتخلى عنه وبمجرد أن تغيب نظرات أفراد القبيلة. لكن لو نمت الرقابة الداخلية وفهم شبابنا وشاباتنا أن هذه مسلَّمات وثوابت جاء بها الشرع الحنيف ونحن نفعلها مرضاة لله بصرف النظر عن مرضاة أي شخص، لو رسخ هذا الأمر لما رأينا من بنات المسلمين من تتخلى عن حجابها بكل سهولة وبأدنى المبررات. وقس على ذلك بقية الأمور أيضاً، الحرص على الحوار والمناقشة دائماً عند طرح أي أمر. بل لابد من أن نجعل إقناع الشباب وإفهامهم وحوارهم أساساً في التوجيه، فبعض المربين - هداهم الله - وأقصد المربي في المنزل والمدرسة والمجتمع كل هدفه أن ينهي المنكر في الحاضر دون إعطاء المتلقي حصانة تستمر معه على المدى البعيد في غياب هذا المربي، ولعل في قصة الشاب الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عارضاً عليه رغبته في الزنا وكيف حاوره - صلى الله عليه وسلم - حوار المربي الرحيم بعد أن أعطاه الجرعة الكافية من الحنان التي أهلته للإنصات والتقبل بل الاقتناع والترك إلى الأبد - بمشيئة الله -، بالله لو جاء الابن لوالده مثلاً وقال له: أريد أن أدخن أو أتت الفتاة إلى والدها وقالت: أريد أن أتعرف على شاب...؟ أظن أن ذلك نادراً إن لم يكن معدوماً لعلم ذلك الشاب أو تلك الفتاة بنتيجة تصرفه (الضرب، الشك، عدم الثقة) وقد أعجبتني قصة لرجل ومربٍّ فاضل كان حريصاً على استخدام الحوار والمناقشة والإقناع مع أولاده (وليس معنى ذلك أن هذه الصفات إذا توافرت في المربي خلت بيئته من الأخطاء)، ويفاجأ هذا الأب يوماً من الأيام أن ابنته قد تعرفت على أحد الشباب (الذئاب البشرية) وتعلقت به فما كان من والدها إلا أنه ناداها وحاورها وقال لها: بما أنك تحبينه ويحبك وهدفه نبيل فاتصلي عليه الآن وأخبريه أنه لا مانع لدي من تزويجه وليتقدم الآن، فما كان منها إلا أن فعلت ذلك لتظهر لها الحقيقة وتتفاجأ برده بأنه إذا تزوج فلن يفكر بالزواج من إنسانة تحدثت له وخانت أسرتها و .....) فكان هذا درساً رادعاً لها - بإذن الله - على طول الطريق، إضافة إلى المراقبة والمتابعة وفق الضوابط الصحيحة. وكذلك اللين والرفق وعدم وضع الحواجز بين المربين والمتربين {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} أيضاً تحصينهم بالعلم الشرعي، وأخذ هذا العلم من مصادره الصحيحة، وتأصيل مبدأ الرجوع إلى العلماء الربانيين عند الأزمات.
الأمر والمصادمة
* هناك من يدعي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصادمة للحرية الشخصية فما ردكم على هذا القول؟
- هناك من لديه لبس في مفهوم الحرية الشخصية حيث يفهم أن الحرية هي أن يترك الشخص يفعل ما يريد دون سؤال ومحاسبة. أو تدخل من قريب أو بعيد وهذا خطأ بل هلاك لا أقول للشخص نفسه فقط بل للعالم كله، فلو ترك كل إنسان يفعل ما يشاء دون ضوابط أو توجيهات فإن ذلك يؤدي إلى انتشار المنكرات من قتل وسلب ونهب وهلاك الأمم والشعوب.
إن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق المنهجية الشرعية المعتدلة ضماناً للحرية الشخصية، حيث جاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليؤكد أن الإسلام جاء ليضمن الحرية للجميع (حرية العبادات فلا يحق لأحد أن يتدخل في شخص يتعبد في منزلة بالديانة التي يدينها) (حرية التملك مثلا لا يجوز للزوج أن يتدخل في أموال الزوجة بل لها الحرية المطلقة في التصرف فيه ما لم يكن ذلك مخالفاً للشرع)، بل حتى الحيوانات لها حريتها الخاصة التي تتناسب مع فطرتها (قصة المرأة التي دخلت النار لأنها قيدت حرية الهرة وحرمتها من حق الطعام والشراب...) تحريم التعدي على المسلم بأي حال من الأحوال (كلُّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) تحريم ظلم الغير مهما كانت درجات الاختلاف أو الكره {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}. أنا أقول إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان وفق المعايير والضوابط التي رسمها الشرع فلا يمكن أن يكون فيه تعدٍّ على الحقوق بل هو ضمان للحقوق.
تربية المرأة
* نشهد عصر انفتاح على الآخرين في خضم التواصل الحضاري والثقافي الذي أفرزته التقنية الحديثة كيف يكون المحافظة على تربية المرأة المسلمة؟
- تكون المحافظة على تربية المرأة المسلمة عن طريق إيجاد البيئة السليمة التي تستطيع المرأة المسلمة أن تجد فيها - بعد الله - ملاذا لها سواء البيئة الأسرية أو المدرسية) بحيث تجعل الأسرة - كما سبق أن ذكرنا - من المنزل مكاناً هادئاً مريحاً تجمعه المحبة ويسود بين أفراده مبدأ الحوار والإقناع.
أيضاً توجيه المرأة المسلمة إلى الجوانب الإيجابية في التقنيات الحديث على اختلافها بحيث نحرص على تفعيل هذه التقنيات التفعيل النافع والحذر من اتخاذ موقف الرفض تجاهها، فالبعض يمنع أهله مثلاً من الجوال ليفاجأ بوجوده معهم بطريقة سرية وقد يضاعف من استخدامه من قبلهم طريقة سلبية، أيضاً الحرص على عدم وضع هذه التقنيات الحديثة وخاصة النت في أماكن تساعد على استخدامه لأغراض ضارة. فيمكن وضعه مثلاً في مكان يراه الجميع ويطلع عليه الجميع، كذلك نلاحظ أن البعض من أولياء الأمور - أقول أولياء الأمور هنا لأنهم في الغالب المسؤولين عن وجود هذه التقنيات لدى أسرهم - يتشدد ويمنع أي تقنية حديثة (جوال، حاسوب، إنترنت) مهما كانت الأسباب والحاجة لها، والبعض على العكس كما يقال يترك الحبل على الغارب فلا يسأل ولا يتابع ولا يهتم. وخير الأمور الوسط.
رضا الناس
* كثر الحديث في المجالس ومنتديات الإنترنت والصحف عن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ماذا يحتاجون لدحض هذه الافتراءات؟ وماذا نقول لمن يتصيد أخطاءهم؟
- لابد أن نعلم جميعاً أن تحقيق رضا الناس أمر يستحيل ومن يسعى لذلك إنما يسعى للنفاق، إذ إرضاؤهم يعني مجاراة الكاذب وشهادة الزور والتعاون على الظلم، والصحيح أن نحرص على إعطاء كل إنسان حقه وأعني بالإنسان (المسلم، الكافر، القريب والبعيد، البر والفاجر) فكل إنسان له حقوق ضمنها له الشارع ولا يجوز أن نتعدى عليها فإذا حرصنا واجتهدنا في هذا الجانب فلا يهمنا بعد ذلك ما يقال عنا.
أيضاً نعلم أن لهذا الدين أعداء من أهم أهدافهم زعزعة أمننا واستقرارنا مستخدمين شتى الوسائل وطارقين جميع المجالات التي من شأنها أن تخدم مصالحهم وتحقق أهدافهم، ومن أهم وسائلهم التي يلهثون من وراء استخدامها إلى تحقيق أهدافهم تشويه صورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يعلمون يقيناً لاشك فيه أنه في مقدمة الوسائل التي يتحقق من خلالها الأمن والاستقرار. طبعاً العاقل يستفيد من نقد الآخرين وليس معنى حديثي هذا أن رجال الهيئة لا يخطئون فالجميع معرضون للخطأ والدولة - حفظها الله - لا تتوانى عن توجيه أو معاقبة المخطئ بما يتناسب مع خطئه، ولكن قد يكون لدى بعض هؤلاء تراكمات لمواقف من البعض بنى عليها فكرته وعممها على الجميع.
ونستطيع - بإذن الله - أن نثبت للجميع عكس ذلك وندحض افتراءات البعض ومن العوامل التي تساعد على ذلك:
- إخلاص العمل لله وابتغاء مرضاته ومراقبته في كل حال.
- التحصن بالعلم الشرعي المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
- التزام منهج الوسطية والاعتدال التي رسمها الشرع الحنيف والبعد عن الغلو بشتى صوره.
- المعاملة الحسنة كما أكد ذلك رجل الهيئة الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - وفقه الله وسدد خطاه - في لقائه بموظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجهاً إلى ضرورة التقيد بالمنهج النبوي الشريف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستشهداً بما أثر عنه - صلى الله عليه وسلم - من مواقف وأقوال تؤيد ما يريد سموه إيصاله المعلومة للحاضرين، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين قال تعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فكم من أنفس تغيرت وقلوب تبدلت بسبب المعاملة الحسنة، والنفس البشرية بطبعها لا تتقبل بالعنف بل قد يكون لذلك ردة فعل سلبية، ولعلنا نجد ذلك جلياً في القصة المشهورة للأعرابي الذي بال في المسجد فنهره الصحابة ولكن المربي والمعلم - صلى الله عليه وسلم - قد أنكر المنكر بأفضل أسلوب وأقل ضررا فلم يجد الإعرابي عملاً يعبر فيه عن رضاه بأسلوب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في إنكاره عليه، وتأففه وانتقاده لأسلوب الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - أنه ترجم هذا الرضا والحب بدعوته (اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا).
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإحسانُ إنسانا
- التمسك بتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله وسدد خطاهم والالتزام بالأنظمة والتعليمات.
- الحرص على تطوير الذات عن طريق الاطلاع والبحث وحضور الدورات التي تعنى بهذا الجانب. مثل (فن التعامل مع الغير، الاتصال الفعال، الأساليب التربوية في الدعوة المحمدية...).
- التأني وعدم الاستعجال أو الأخذ بالشائعات فإن الأخذ بالشائعات والتعجل من أهم الأسباب التي توقع في الخطأ ويكون لها مردود سلبي على العمل. بل وفيه فرصة لأعداء الدين أن يحيكوا مؤامراتهم من خلال بث الشائعات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا... } إذا نؤكد على التبين وعدم الاستعجال.
ونقول لمن يتصيد أخطاءهم من المسلمين: اتقوا الله وقولوا كلمة الحق ولا تكيلوا بمكيالين في النقد، فنجد أن أقلامهم كأنها ما وجدت إلا لنقد الهيئة، وبالمقابل يرون أخطاء من جهات أخرى مختلفة قد تودي بحياة الكثير فلا يحركون لذلك ساكنا ولا يكتبون حرفاً واحداً. نقول لا مانع من النقد الهادف وتوضيح الأخطاء بهدف العلاج فالعاملون في الهيئة إخوان لكم كما أن مهمتهم توجيه النصح للمجتمع، فإن مهمة المجتمع أيضاً النصح لإخوانهم في الهيئة.
ونقول لهم كما أنكم تتحدثون عن الأخطاء تحدثوا عن الحسنات فكم من وكر للخمور والمخدرات ومرتع للدعارة وجرائم لا تعد ولا تحصى من بؤر للسحر والشعوذة... كان زوالها وانتهاؤها بفضل الله على أيدي رجال الهيئة وفقهم الله.
مدرسة الأم
يقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
* ما هو تعليقكم؟
- أقول لكل أخت مسلمة أماً أو بنتاً أو أختاً أو زوجة معلمة كانت أو متعلمة: الأنظار متجهة إليك والآمال معقودة عليك بعد الله. فأنت من ستُخرّجين لنا المجتمع كله، مستقبل الأمة بيديك بنين وبنات شباباً وشابات وصدق المثل القائل (وراء كل رجل عظيم امرأة)، فاستمسكي بكتاب ربك وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، واحرصي على أن تنهضي بأمتك ووطنك النهوض الحقيقي وتطوريه التطور النافع دينياً وتربوياً وعلمياً، واعلمي أنك في هذه البلاد درة مكنونة وجوهرة مصونة لا هم لولاة أمرك وفقهم الله وحفظهم من كل مكروه إلا صيانتك، وإعطاءك المنزلة التي تليق بك. التي يغبطك عليها الكثيرات ممن يتشدقن بحريتهن المزعومة وينادين بها. ولا تلتفتي لمن يريد بك سوءاً. وفقك الله وسدد خطاك.
أساس الدين
* هل من كلمة توضح بها ارتباط جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجميع مناحي الحياة؟
- نعلم أن دولتنا - وفقها الله - قائمة على كتاب الله وسنة رسوله. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أسست على الدعوة إلى الله، ثم لا بد أن نعلم أن جميع أجهزة الدولة وفقها الله كلٌّ لا يتجزأ كالجسد الواحد لا غنى لأحدها عن الآخر. فكما أن الحاجة قائمة مثلاً لوزارة الصحة أو التربية والتعليم فكذلك الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل إن تلك الحاجة هي أساس الدين {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
الوازع الداخلي
* كيف ننمي الوازع الداخلي لأبناء المجتمع على المدى القريب والبعيد؟
- الاستعانة بالله قبل كل شيء ثم عن طرق تنشئة الطفل منذ نعومة أظفاره على القاعدة الشرعية العظيمة (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
لو أصّلنا هذا في نفوس أطفالنا وعرفناهم بأسماء الله وصفاته بأنه العليم السميع البصير، وأشعرناهم بأن الله معهم في كل لحظة بل لا تأخذه سنة ولا نوم فإن هذا من أنفع الوسائل وأنجحها - بإذن الله - لتحصين النشء ضد المتغيرات. وأيضاً أمر مهم وهو أن لا نجعل العادات والتقاليد هي التي تحكم التربية بمعنى عيب أن تترك الصلاة عيب أن تدخن صحيح أن العادات إذا وافقت الشرع أخذنا بها، ولكن كم من فتاة لم تتخلَ عن حجابها إلا لأنها لبسته عادة لا عبادة فسرعان ما تخلت عنه بمجرد أن هجرت تلك البيئة التي كانت سبباً للبسها له. وتحصينهم بالعلم الشرعي. وإيضاح المخاطر التي تحاك ضدهم، ودائماً الحرص لهم على مرافقة الصحبة الصالحة وتذكيرهم بمجد شباب الصحابة وهمتهم العالية.
التعاون البناء
* كيف نصف التعاون بين فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإدارة العامة للتربية والتعليم (بنات)؟
- الحمد لله التعاون قائم وجيد ومستمر - بمشيئة الله - ونتطلع منهم إلى المزيد، حيث لا يخفى على الجميع أن هناك دورا مهما لرجال الحسبة عند مدارس البنات في جميع مناطق المملكة، حيث يكونون رادعاً لأصحاب النفوس الضعيفة ممن جعلوا من هذه الأماكن طريقاً يحاولون من خلاله أن يتصيدوا لبنات المسلمين.
كلمة أخيرة
* كلمة لإخوانكم أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
- أولاً: أشكرهم على جهودهم الموفقة التي يبذلونها وأسأل الله لهم التوفيق والسداد. ثم أؤكد على ما سبق طرحه في كيف أنهم يستطيعون دحض التهم والإفتراءات التي غالباً ما تلصق بهم بدون حق باتباعهم منهج الوسطية والاعتدال وعدم الاستعجال ومحاولة الستر على المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، كما كان هديه - صلى الله عليه وسلم - فالهدف هو النصح والحد من ظهور هذه المنكرات، أما هداية الناس فهي بيد الله سبحانه وتعالى وعلى رجل الحسبة أن يكون سليم العقيدة، صحيح العبادة، مثقف الفكر، متين الخلق، قوي الجسم، نافعاً لغيره، منظماً في شؤونه، حريصاً على وقته، قادراً على الكسب، مجاهداً لنفسه.وأوصيهم بأن لاينسوا حركة بسيطة ولكنها تعني للمدعو الشيء الكثير، فهي بذرة صغيرة ترميها في نفسية المدعو تنمو وتكبر وتؤتي أكلها - بإذن الله - وها هو خير البشر يرشدك إليها ويحثك عليها: فيقول: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وها هو - صلى الله عليه وسلم - يصف حسن الخلق فيقول: (بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى) ويقول: (كل معروف صدقة وإن من المعروف ان تلقى أخاك بوجه طَلْق).
الابتسامة تحدث في ومضة ويبقى ذكرها دهراً، وهي المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، وهي العصا السحرية التي تكبت الغضب وتسري عن القلب. يقول دبل كرنيجي - أحد علماء النفس المشهورين - في كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين: إن ما يقال إن سر النجاح يكمن في العمل الجاد والكفاح فلا أؤمن به متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في البسمة اللطيفة.
أيضاً عدم الالتفات إلى من يحاول تثبيطهم وانتقاص عملهم والدعاء لهم بالهداية، أيضاً تطوير أدائهم واطلاعهم على ما يرقى بأعمالهم في فن التعامل مع الناس، وأحكام وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعرفة الإجراءات والأنظمة المتعلقة بأهل الحسبة، والالتزام بها.
وكما قال أحد العلماء: ان الداعية إلى الله يجب أن يكون كالإبل في صبرها، كالسماء في شموخها واعتزازها، كالجبال في صمودها وقولها، كالأرض في بساطتها وتواضعها، ولابد أن يكون قوياً في غير كِبر، متواضعاً في غير ذل..
وفق الله الجميع وحفظ بلادنا وولاة أمرنا وأدام عليها الأمن والأمان.
*العلاقات العامة والإعلام بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة نجران