Al Jazirah NewsPaper Friday  08/02/2008 G Issue 12916
الجمعة 02 صفر 1429   العدد  12916
لا تستسلم
فهد بن سليمان التويجري *

لا تستسلم كلمة لها دلالاة كثيرة ومعان عظيمة فهي شعار العاملين الصابرين وراية الأبطال والمحاربين في شتى الميادين.

أخي القارئ: لا تستسلم أياً كانت مشكلاتك، لا تستسلم للظروف، لا تستسلم للفقر، لا تستسلم للمرض، لا تستسلم للفشل، حاول ثم حاول ثم حاول، وإن فشلت فحاول، واجعل الفشل خطوة إلى النجاح. لا تستسلم للفشل في أي مجال في الدراسة، في التجارة، في أي فن من الفنون أو أي عمل من الأعمال، اصبر واثبت وتقدم ولو خطوة واحدة. اقتلع المخاوف من جذورها، لا تخش كثرة المشاكل فهي عما قريب تزول، حرر نفسك من الضعف وتحرر من الهزيمة كرر المحاولات مرات ومرات حتى تنتصر على مشاكلك أياً كانت، أتعرف العظماء والخبراء والمبدعين في أمريكا أو أوروبا أو في الشرق؟ أتريد أن تعرف كيف أصبحوا عظماء؟ إن كنت لا تعرف فسأخبرك، أصبحوا عظماء وأطباء وخبراء؛ لأنهم مروا بالمشكلات، وتذوقوا مرارة الفشل، وذاقوا طعم الإخفاق مرات وكرات ثم كرات، ووقعوا في فخ الفشل مرات، تعد بالمئات كما قيل، لكنهم لم يستسلموا، فقد حاولوا وكرروا المحاولة، اقرأ سيرهم وسل عنهم، إنهم صنعوا الأمجاد، ولم تصنعهم.

أخي القارئ: أتظن أنهم فازوا لأنهم أذكياء، فأنت أذكى منهم، أو وجهاء، أو متحدثون أو على درجة من الحسن والجمال، أو لأنهم من أسر مرموقة أو.. أو.. أو.. الجواب: لا ثم لا، ولكن لأنهم كافحوا ثم كافحوا وحاولوا ثم حاولوا ولم يستسلموا.

من الناجحين مثلاً الملك عبدالعزيز آل سعود - المؤسس - نجح في الإدارة والملك أيما نجاح، سليمان الراجحي الشهير، نجح في الاستثمار أيما نجاح، وفي العلم نجح ابن باز أيما نجاح، وفي الفتوى نجح ابن عثيمين أيما نجاح. أتظن أن هؤلاء الأشخاص نجحوا في حياتهم دون مصاعب ومشاكل؟ اقرأ عما كتب عنهم. اذهب إلى أي مكتبة واطلب سيرهم. إن بعض العلماء كان محارباً. إن بعض الناجحين كان فاشلاً. إن بعض البارزين كان دميم الخلقة وبعضهم كان من أسر ضعيفة مغمورة، ولكنهم نجحوا أيما نجاح في العزيمة والإصرار والصبر وعدم الاستسلام {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (69) سورة العنكبوت.

وأخيراً أيها القارئ لا تستسلم لأي ظرف، أو حدث أو مشكلة وليكن شعارك دائماً (لن أستسلم).

وإلى اللقاء.



fh3300@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد