Al Jazirah NewsPaper Friday  08/02/2008 G Issue 12916
الجمعة 02 صفر 1429   العدد  12916
حولها ندندن
احتواء مشاغبي الإنترنت
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

الإنترنت تلك الصفحة الساحرة الشاسعة التي بلا حدود أو قيود، تحتوي جميع المعارف، وتفتح صدرها الرحب لكل من رغب الاطلاع عليها أو الكتابة فيها دون منٍّ أو أذى، هي مواقع صريحة للفضفضة والانطلاق إلى حيث الحرية بلا قيد أو شرط.

وكل موقع من المواقع العديدة له رواده الإيجابيون والمشاغبون على حد سواء، وأعني بالمشاغبين أولئك المنفلتين دون أي ضوابط تمنعهم من التجاوز في الرأي، أو الخطأ في حق الآخرين، ولا سيما إذا استهدف النقد التجريحي أسماء معروفة.

ولا أعني هنا رواد المواقع الإباحية، فهذه لها شأن آخر، وإنما أعني كُتَّاب المواقع الفكرية والشؤون السياسية الخاصة بكل مجتمع، فكثيراً ما نسمع نقداً لهم أو لغيرهم، بل ذماً مشابهاً لطريقتهم في الرأي من قبل كُتَّاب في مجال آخر وهو الصحافة المقروءة، والفرق الوحيد بين الفريقين أن هؤلاء الصحفيين يعلنون أسماءهم الصريحة وهذا دلالة المزيد من الإصرار والتحدي!

والحل الواقعي للحد من هذه الحروب الكتابية هي إعطاء كل الأطراف الفكرية فرصة التعبير والكتابة الصريحة تحت مظلة الرأي الصحي الباني الهادف، أما أن تُعطَى الحرية بلا حدود والمساحات الكتابية الممتدة لفريق دون آخر، إضافة للمزايا المادية والمعنوية، فهذا من الغبن الذي يورث ردة الفعل السلبية.

وخاصة أن بعض كتاب المواقع اللالكترونية يعبرون عن آراء جماعية تؤيدها أغلب الشرائح الاجتماعية، فلماذا لا يستمع إليها بهدوء ووضوح كي لا يحدث ما يحدث من تجاوزات؟ أَليست الحرية الفكرية هي الاستماع للجميع حتى يحدث التوازن الاجتماعي تحت مظلة التوحيد؟

والذي أثار حماسي لكتابة هذا المقترح هو تجربة شخصية مررت بها منذ مدة قريبة، حيث حُجبت إحدى مقالاتي رغم إجازتها من المسؤول المباشر الذي يحمل فكراً متوازناً، ورغم طول خبرتي الكتابية التي تعرف حدود الكتابات الصحفية العامة.

وقد كان المقال يدور حول نقد تجاوزات بعض الكتابات الصحفية ضد العقيدة في صحافتنا المحلية الآنية، دون أن أذكر أسماء معينة سواء للكتاب والكاتبات أو للصحف التي نشرتها، مبينة أن المجتمعات الأخرى التي سبقتنا في الانفتاح الثقافي تحاسب كبار مفكريها رجالاً ونساءً على حد سواء إذا تجاوزوا الخطوط الحمراء.

ونتيجة لذلك فقد أتتني عدة عروض من مواقع حرة متعددة في الإنترنت تعرض عليَّ نشر المقال المحجوب، والتعليق على الأسباب، إلا أني رفضتها جميعها، رغبةً مني في عدم الإثارة لأني راغبة إصلاح واحتساب، لا باحثة عن إثارة أو شهرة، ملتمسة العذر للحاجب.

لذا فكم أتمنى أنا وغيري من أبناء هذا الوطن أن تكون الحرية الإعلامية مكفولة للجميع أو أن تحجب عن الجميع، كي لا تحدث ازدواجية في المعايير، وبالتالي تحدث ردود فعل متطرفة لا يرضاها أي مواطن صالح.



g-al-alshehk@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد