إسلام آباد -واشنطن - الوكالات
أعلن وزير الداخلية الباكستاني حميد نواز أمس الخميس أن الحكومة تستعد للتفاوض حول (السلام) مع زعيم إحدى قبائل شمال غرب باكستان موالٍ لتنظيم القاعدة وتتهمه إسلام آباد وواشنطن بأنه دبر سلسلة لا سابق لها من الاعتداءات بما فيها الهجوم الذي أودى بحياة بنزير بوتو. وكان الزعيم القبلي محسود أعلن عبر ناطق باسمه أنه أمر رجاله بوقف هجماتهم (لفترة غير محددة) على الجيش في معقله في جنوب وزيرستان على الحدود الأفغانية حيث يقول الجيش إنه يكبده خسائر جسيمة منذ ثلاثة أسابيع.
وسارع الجيش إلى رفض (وقف إطلاق النار) مؤكداً أانه سيواصل هجومه حتى القضاء على معاقلهم.
وأعلن وزير الداخلية حميد نواز أمس الخميس لوكالة فرانس برس (لم نتبلغ بوقف لإطلاق النار لكنه مطبق عملياً إذ توقف المسلحون والعسكر عن تبادل اطلاق النار).
وأضاف أن (مجلساً تقليدياً لزعماء القبائل وممثلي الحكومة سيعقد للتفاوض حول السلام). وقال نواز (إنهم فارون وقواتنا تبقي الضغط عليهم والآن يطالبون بوقف لإطلاق النار) لكن علينا أن ننتبه كثيراً لأننا في الماضي وقعنا العديد من اتفاقات السلام مع المسلحين لكنهم انتهكوها كلها. وعلى صعيد متصل أعلنت أجهزة الأمن الباكستانية أمس الخميس أنها أوقفت رجلين يشتبه بأنهما شاركا في العملية الانتحارية التي أودت بحياة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو.
وأعلن مسؤول كبير في قوات الأمن طالباً عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس أن الفريق الذي يحقق في الاعتداء أوقف اليوم (أمس) في روالبندي (ضاحية إسلام أباد) شخصين يشتبه بأنهما إرهابيان مهمان جداً ويدعيان حسين ورفقة.
إلى ذلك أعلنت الشرطة الباكستانية أن انفجار قنبلة عند موقف للحافلات أسفر عن سقوط قتيلين وثمانية جرحى أحدهم رجل يعتقد أنه منفذ الهجوم الذي وقع في ولاية بلوشستان جنوب باكستان. وقال غلام مصطفى الضابط في الشرطة المحلية إن الهجوم وقع في دورة مراد جمالي والشرطة أوقفت منفذه.
ولم تتبن أي جهة الهجوم لكن بلوشستان تشهد منذ أكثر من ثلاثة أعوام تمرداً للبلوش الذين يطالبون بمزيد من الحقوق السياسية وتقاسم أفضل للثروات للولاية.
من جهة أخرى أنهى حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بنظير بوتو 40 يوماً من الحداد على زعيمة المعارضة القتيلة أمس الخميس وسيعيد إطلاق حملته الانتخابية قبل الانتخابات البرلمانية المهمة القادمة.
وتجمع آلاف من أنصار حزب الشعب الباكستاني عند قبر بوتو قرب منزل عائلتها في بلدة نوديرو بإقليم السند جنوب باكستان صباح إمس بعد 40 يوماً من وفاتها.
على صعيد آخر قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس وهو يؤكد عرضاً أمريكياً بالمساعدة أنه يجب أن تتعلم باكستان كيف تقاتل القاعدة وطالبان بعد سنوات من الاستعداد لصراع تقليدي مع الهند.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أن باكستان أدركت في الشهور الأخيرة فقط أن القاعدة تفرض خطراً على حكومة الرئيس برويز مشرف.
وقال إن اغتيال بينظير بوتو رئيسة الوزراء وزعيمة المعارضة الباكستانية في ديسمبر كانون الأول أكد هذا الخطر. وقال جيتس (فجأة أصبح ما كان مصدر إزعاج خطراً على وجود الحكومة).
وقال إن (الجيش الباكستاني هو في الأساس جيش تم تدريبه وتجهيزه ليخوض قتالاً محتملاً ضد الهند. والآن يتعين عليهم أن يعيدوا إعداد أنفسهم ومعرفة كيف يواجهون التمرد).
وقال مايكل فيكرز مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة إنه يجري اختيار مواقع لبرنامج مدته خمس سنوات لتدريب وتجهيز قوات الحدود وهي وحدة لقوات الأمن لمواجهة القاعدة وطالبان في منطقة القبائل في شمال غرب باكستان.