Al Jazirah NewsPaper Friday  08/02/2008 G Issue 12916
الجمعة 02 صفر 1429   العدد  12916
(سقنم)
نادر بن سالم الكلباني

دعاني أبو خالد - أحد الزملاء الأعزاء - لحضور دورية يقيمونها كل شهر، هم مجموعة من الزملاء الذين تقاعدوا عن العمل، وتركوا العمل في الخطوط السعودية بعد سنوات حافلة بالجهد والعطاء والإنجاز دون حتى أن يجدوا من يقول لهم كلمة شكر ولو باقتضاب، انسلوا من مواقعهم كأنهم لم يكونوا في يوم ما أساس الأمور ومصدرها في زمن لا يُقابل الإحسان فيه بالإحسان، الحديث مع المجموعة الطيبة التي تواجدت في تلك الليلة كان حديثاً ذا شجون، فقد عرفنا بعضنا ونحن صغار، ولاعبتنا الدنيا بالطريقة نفسها فكان بيننا من الأحداث والمواقف ما لا يُمكن أن يُنسى، واليوم ونحن نلتقي بعد أن تغيرت ملامحنا وأبقت السنون علاماتها على مظاهرنا، بقيت أرواحنا كما كانت عليه، وبقي في نفوسنا هذا الحب المجنون للخطوط السعودية التي لا يمكن أن ننكر فضلها وإن لحقنا من بعض مسؤوليها ما لحقنا، كانت النفوس أكثر شوقاً ولهفة للقاء زملاء تعرفهم ويعرفونها، وتحبهم ويحبونها، رسخت فيها سنوات طوالاً وما حوته من مشاركة وتعاون وتنافس ونزاع أحياناً.. هذا الحب والعُشرة والتوافق في الرؤى والأحلام، مما فرض أن يكون للقاء طعم مفعم بالطمأنينة والسكينة والرضا. سؤال تكرر أكثر من مرة، فكل زميل يحضر لا بد بعد السؤال عن حاله وصحته وصحة أبنائه وغيرها من الأمور الأساسية، أن يسأل ما الذي عمله بعد التقاعد، أحد الزملاء الظرفاء قال إنه يعمل في شركة جديدة تحتاج للمزيد من الموظفين، ومن الطبيعي أن يثير هذا فضول البقية لتتناثر الأسئلة والاستفسارات عن الشركة وموقعها ومجال نشاطها وغيرها من الأسئلة التي تُطرح من محترفين يعلمون أكثر من غيرهم فُرض عليهم التقاعد المبكر، فقال إن الشركة تُدعى (سقنم) وهي شركة أهلية ومجال نشاطها الأساسي النقل، بمعنى أن المجال غير بعيد عن نشاط الخطوط السعودية، ولما رأى علامات كثيرة للاستفهام في وجوه الحاضرين وضح أن اسم الشركة مشتق من فعلين، الأول (سق) بمعنى قيادة السيارة، والثاني (نم) والنوم الكل يعرفه، والعملاء هم البنات والأولاد الصغار، ومجال النقل المدارس أو مواقع عمل البنات، وما تبقى من الوقت متروك للنوم وما يتطلبه من نشاطات أخرى ليس هذا مجال ذكرها. علت ضحكات الحاضرين وقالوا مداعبين بعضهم البعض ألا فكاك فقد فرضت الظروف أن يكونوا زملاء في شبابهم في مؤسسة تُعنى بالنقل والنوم وما يترتب عليهما، وها هي تفرض عليهم ثانية الزمالة في كبرهم في شركة (سقنم).. والله المستعان.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6227 ثم أرسلها إلى الكود 82244








naderalkalbani@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد