بعد حضوري الملتقى الأول لدور تحفيظ القرآن بالقصيم تحقق لي الوفاء لدعوة مَنْ كان رابطي بهم هو القلم وحده دون معرفة سابقة إذ أيقنت تماماً بأن أواصر القلم وحدها التي لا تنحل أبداً... ثم تمادى إشفاقي على نفسي أن يمر بي هذا الزمن في لهاث مع الحياة بكل ما زخرت به بقليله وكثيره... وخطئه وصوابه... ورهقه واطمئنانه... دون أن أنعم بحمل كتاب الله كما يفعل هؤلاء الكادحون تحت مظلته... المرتوون من نهره... إلا ما قلَّ يطرق القلب به باب الله بالأمل في أن يتم نعمه بأن ألحق بهذه الكوكبة النيرة التي تسبح في عجاج.... وتقوى بعزيمتها عليه... بعد أن تكالبت الدنيا لتفت في عضد المسلمين حملة كتاب الله... وتنقضُّ على لغته ليجد المرء نفسَه في عقر داره وهومطالب بالتعامل مع لغة أخرى دون إتقانها لا تتيسر له مسارات العيش في أرضه, عربية اللسان قرآنية الجنان... بينما لا يُوضع كتاب الله ولا لغته في هذه المحكات المصيرية لمعاش ميسر هنيء...
قبل أن أذهب كان بي من الشوق للقصيم وأهله الكثير فآخر عهد لي بها عبور جسر علم ناقشت هناك جملة من رسائل علمية لم تتخطَّ قدمايَّ محاريب الكليات العلمية والطريق إلى المطار... عند حضوري كانت هناك تظاهرة إيمانية علمية تضافرية على وعي بأسلوب ونهج علمي يواكب أحدث الأساليب وثابت الأسس... بما وطد في داخلي الإيمان بما أؤكد عليه من أن جماعات العمل لا تنجح دون أن تكون متجانسة... ومتفقة على هدف... وقانعة بأهميته...
ثلاث قواعد للنجاح أؤمن بها... وأعمل بها... وأتحراها فيما أحضر وفيما أشارك... ذلك منطلق التنفيذ الأول للأهداف ومنتهى التوقع لنجاح نتائج أي فريق. تحقق لي هذا في ملتقى بريدة الذي لن أنساه أبداً...
وجاءت المقالات السبع تنهل من معين بحرهم هناك... وما دام النهل من بحرهم فهو منهم وهو لهم بما هو صادق التعبير عنهم...
واصلوني بكرمهم...
وكنت على نية الكتابة المباشرة لهم غير أن خطاب الدكتور محمد بن عبدالله السيف رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الذي نشره رئيس التحرير في عدد أول أمس الثلاثاء جاء ندياً بروح الصدق وافراً بغمرة المنح... جيء بي للكتابة هنا بما يكون...
ممتنة لهذا الفيض... خجلة من كرمه...
مؤكدة أن ما كان فيما هو آت وما يكون هو غيض من فيض بحركم... فيما تتطلبه المسؤولية نحو كتاب الله تعالى
وتقره الحاجة... وتستوجبه الأمانة...
د. محمد بن عبدالله السيف، د. عبدالرحمن الشتوي, د. إبراهيم الصقعبي، الشيخ خالد إبراهيم الصقعبي، الشيخ فيصل آل عبد المنعم، الشيخ علي الفوزان، مهندس بدر السيف، الأستاذة فاطمة الرشودي, الدكتورة إيمان الصالح، الأستاذة محبة القرآن، لجنة اتصالات الملتقى الإعلامية, الأستاذة نورة العضيبي، وجميع مَنْ كاتبني وهاتفني... رسائل شكركم مكمن تقديري وامتناني...
كذلك الشكر على تعقيب الأستاذ الدكتور سليمان بن حمد العودة في مقاله المنشور 20-1 وللأستاذ خالد إبراهيم الجعيثن بتعقيبه في عزيزتي الجزيرة في 27-1 ولمَنْ علق على المقالات مذيلاً لها نبضاً جميلاً في موقع الجزيرة باسمه أو رمزه : قارئ، باسم، أحمد من الجزائر، محب القرآن، حنان عبدالعزيز، عبدالعزيز بن أحمد الصقعبي، بشير فيحان الحربي، محمد الراجحي.
غمرتموني جميعكم...
*** حين تكون مظلتنا هذا البحر، فإن صدقنا لن تضل مراكبه...
لكم الشكر ومني الوفاء...
بارك الله فيما أنعم به عليكم ورزقنا...
وزاد من فضله تعالى
والحمد لله رب العالمين.