«الجزيرة» - الرياض
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أن صدور موافقة مقام مجلس الوزراء على إنشاء صندوق الوقف الصحي يجسد العديد من الدلائل في مقدمتها تمسك المملكة بالنهج الإسلامي القويم، والحرص على إحياء سنة مباركة هي سنة الوقف الخيري التي كانت وراء ما بلغته الأمة الإسلامية في عصور قوتها ومجدها، إذ قادت المؤسسات الوقفية مسيرة التكافل الاجتماعي وعملية التطور في مختلف العصور الإسلامية.
وأضاف سمو الأمير فيصل بن سلطان.. (كما يعكس هذا القرار الحكيم حرص قيادتنا الرشيدة على توفير أفضل مستوى معيشة للمواطن، وحشد الطاقات لتطوير حياته ومستقبله، وتأمين المقومات الرئيسية لذلك ومن بينها الرعاية الصحية).
وأشار سموه إلى أن إنشاء صندوق الوقف الصحي سيحقق نقلة غير مسبوقة على صعيد بذل المساهمات الطوعية في مجال الرعاية الصحية، وإبراز أهمية هذا الجانب بوصفه وجهاً من أوجه الخير وصورة لتكافل المجتمع ونشر الرحمة والمودة بين أفراده.
وتوقع الأمير فيصل بن سلطان أن تشهد الخدمات الوقائية والعلاجية في المملكة بتأسيس هذا الصندوق واقعاً جديداً خاصة بتوفير مصادر التمويل للبرامج الوقائية والأبحاث العلمية ذات العلاقة بتطوير وسائل العلاج والتأهيل والتدريب الطبي.
وقال: (إن هذا الصندوق سيكون بوابة خير لأصحاب المبادرات الذين يتلمسون حاجات الناس ويتسابقون لتلبيتها، حيث سيتيح لهم تقديم مساهماتهم من التبرعات النقدية والعينية التي سيتم إدارتها بالطبع وفقاً للشريعة وتحت إشراف نخبة من الثقاة، خاصة وقد أكدت الدولة دعمها لهذا الصندوق بما يوفر قاعدة خصبة وثرية ينطلق منها).
وثمن سمو الأمير فيصل قرار إنشاء الصندوق قائلاً: (إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين يقدمان لنا كل يوم القدوة في عمل الخير ومعنى المواطنة والشعور بالمسؤولية، وهموم الناس، وتعكس القرارات الصادرة يومياً من قيادة المملكة كم يحظى المواطن وحياته من أولوية لدى صاحب القرار).
وأضاف سموه: (ولا يمكن أن نغفل في هذا الصدد تفاعل المواطن مع تلك التوجهات الحكيمة والقدوة المُثلى، الأمر الذي نتابع مخرجاته من خلال الاهتمام الملموس ببرامج المسؤولية الاجتماعية وتسابق المؤسسات والشركات من منسوبي القطاع الخاص على أداء دورهم في مجال التنمية الاجتماعية جنباً إلى جنب مع الدور الاقتصادي).
ودلل الأمير فيصل على ذلك بالاهتمام المتميز من قبل عدة جهات بثقافة المسؤولية الاجتماعية ومن ذلك مؤسسة الملك خالد الخيرية التي خصصت جائزة تقدم في فروع أربعة هي جائزة العلوم الاجتماعية، وجائزة المسؤولية الاجتماعية، وجائزة المشاريع الاجتماعية، وجائزة الإنجاز الوطني، الأمر الذي يجسد أن التنمية والرخاء هدفان أساسيان لحكومة المملكة العربية السعودية، وبشراكه وتكامل مع كافة القطاعات الأُخرى.
وأضاف سموه: (إن مثل هذه الجائزة تؤكد على قيم ودلالات منها أن الوطن بني على عقيدة إسلامية عظيمة وأن لها رسالة ذات بعد حضاري واجتماعي وإنساني كبير إلى جانب ترسيخ الجائزة لما تسعى إليه قيادتنا الرشيدة من دعم وتشجيع لكل ما يؤدي إلى النمو الحضاري للوطن).
وأعرب الأمير فيصل بن سلطان في ختام تصريحه عن اعتزازه بالشراكة بين خطط الدولة ومبادرات فئات المجتمع المختلفة لتحقيق النماء والرخاء للوطن الغالي مشيرا سموه إلى فريق المسئولية الاجتماعية الذي شكلته المؤسسة وشارك في عضويته ممثلين لعدد من القطاعات ذات العلاقة بخدمة المجتمع في مناطق المملكة المختلفة وما يؤديه الفريق من جهود في مجال تنمية وتطوير مفاهيم المسئولية الاجتماعية الوطنية وتعزيز ودعم الجهود المبذولة في هذا المجال.