في موكبٍ من فجرك الباسمِ |
يمَّمْتُ وجهَ الزورقِ العائم |
يمَّمتُه أرنو إلى شاطئٍ |
بالرغم من جوِّ الأسى الغائم |
يا لجَّةَ البحر اسكني إنني |
أخوض نحو الأمل القادم |
ها أنذا أرنو إلى روضةٍ |
أسألها عن وردها السَّاهم |
ناديتها والبحر في ثورةٍ |
تُنبئ عن طوفانه العارمِ |
هيَّا اركبي ليس لذي غفلةٍ |
في هذه الساعة من عاصم |
فديت عينيك فإني على |
ما كان أُغفي مقلة النادمِ |
ما قيمةُ الحب إذا لم نكنْ |
لبعضنا أطوعَ من خاتمِ |
نَفَضْتُ عن وجهي غبار الأسى |
وجئْت ألقي نظرة الهائمِ |
طرَّزْتُ بالحب ثياب الرضا |
وسرت في موكبه الحالمِ |
نظمت من شعري عقوداً، فَمَنْ |
يَحْنُو على المنظوم والناظم؟؟ |
يا لائمي لو كنتَ تدري بما |
في خاطري ما لُمْتَ يا لائمي |
أبني قصورَ الحبِّ لكنني |
أخشى عليها سَطْوة الهادم |
يا لائمي لو كُنْتَ تدري لَمَا |
ساويْتَ منْ يجهل بالعالمِ |
كم من فقيرٍ باذلٍ وسْعَه |
أَكْرَمُ عند الله من حاتَمِ |
أحبتي، قلبي على حاله |
ليس له في الحبِّ من راحمِ |
يئنُّ والظلماء معقودة |
على جبينِ الحسرة القاتمِ |
صَامَ عن الأفراح لكنكم |
فزتم بأجر الفطر للصائمِ |
أحبتي للشعر في خاطري |
قوسٌ كَقَوْس الأفق الغائمِ |
ما زال يدعوني وفي صوته |
إيقاعُ لحن الغُنْم للغانمِ |
يقول لي الشعرُ وألحانُه |
قد نبَّهتْ جفْن الرِّضا النائمِ |
لن نبلغَ الغايةَ من دربنا |
إلاَّ على نَهْجِ (أبي القاسمِ) |
عبدالرحمن بن صالح العشماوي |
|