موسكو - سعيد طانيوس
أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) قسطنطين كوساتشوف أنه يتعين على سكان بولندا وتشيكيا أن يدركوا حقيقة أن عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في حال نشرها على أراضي هذين البلدين ستكون تحت مراقبة دائمة من قبل روسيا. وقال كوساتشوف في حديث للصحافيين (إذا قررت القيادتان البولندية والتشيكية الموافقة على نشر تلك العناصر على أراضي بولندا وتشيكيا فانهما ستتخذان خيارا استراتيجيا يمس أيضاً أمن هذين البلدين؛ لأن المواقع الأمريكية ستكون تحت مراقبة روسيا أو هدفا للمنظومات الدفاعية الروسية في أسوأ الأحوال).
وأكد البرلماني الروسي أن أية خطوات تتخذها روسيا في مجال نشر المنظومات الدفاعية في مقاطعة كالينينغراد ستكون ردا على تلك المخططات. وأشار إلى أن تلك الخطوات ستصبح زائدة عن الحاجة في حال تراجع الولايات المتحدة وبولندا وتشيكيا عن تلك الخطط.
كما أكد كوساتشوف أن إنشاء المنطقة الثالثة لمواقع المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ - في أوروبا (إضافة إلى المنطقتين في الأراضي الأمريكية) ليس موجها ضد إيران كما تعلن الولايات المتحدة بل لفرض رقابة على القدرات النووية لروسيا.
وكان وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيدورسكي قد أعلن في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس في واشنطن في الأول من هذا الشهر, أن الحكومة البولندية اتفقت مع الولايات المتحدة بشكل عام حول نشر عناصر من المنظومة الأمريكية على أراضي بلاده. وكانت روسيا وبولندا قد اتفقتا في ختام محادثات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك ونظيره البولندي فيتولد فاشيكوفسكي في وارسو في شهر كانون ثاني - يناير الماضي على أهمية مواصلة تبادل الآراء قبل اتخاذ قرارات بشأن مسائل الأمن الحساسة، بما في ذلك القضية المتعلقة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية على الأراضي البولندية.
وعلق مصدر في وزارة الخارجية الروسية على تصريحات وزير الخارجية البولندي قائلا (ليس مفهوما بعد ماذا يقف وراء هذه التصريحات وهل تعبر عن السياسة الجديدة للحكومة البولندية). أما بالنسبة لما جاء في تصريحات سابقة للمسؤولين العسكريين الروس فإن المصدر اعتبر أنه من المنطق أن يكون هناك رد فعل مناسب على أية تهديدات.
واعتبر ما قاله وزير الخارجية البولندي في واشنطن بمثابة المفاجأة. ذلك أن دونالد توسك رئيس الحكومة البولندية الجديد قال لدى تسلمه سدة رئاسة الحكومة في نهاية العام الماضي إن وارسو تنوي مناقشة الموضوع المتعلق بمشروع الدرع الصاروخي مع واشنطن وبروكسل وموسكو على نحو سواء. ومن ثم فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث لدى استقباله نظيره البولندي سيكورسكي قبل عشرة أيام حول عودة العلاقات الروسية البولندية إلى طبيعتها في وقت قريب.
وكان سيدورسكي, قد أعلن في خطاب ألقاه في أحد المعاهد البحثية الأمريكية بواشنطن إن بلاده ترغب في استضافة قوات أمريكية، مشيرا إلى أن بولندا التي انتسبت إلى عضوية حلف شمال الأطلسي في عام 1999 لا توجد فيها قاعدة كبيرة للحلف حتى الآن في حين (تتعرض بولندا لضغوط بعض الجيران الذين يعارضون إقامة النظام الصاروخي الدفاعي الأمريكي في شرق أوروبا).