Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/02/2008 G Issue 12915
الخميس 01 صفر 1429   العدد  12915
أضواء
مرشح متعدد المواهب... فقط بشرته سوداء...!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في بلد كأمريكا يعتبر المسلم مشكوكاً في ولائه، وصديق العرب لا يحظى بالتأييد إلا في حدود، فإن باراك أوباما ابتعد عن الاثنين وأجرى طلاقاً بين أصله المسلم وواقعه الحالي، حيث يصر على أنه على دين أمه (كاثلوكي)، وحتى لون بشرته السوداء يحاول أن يحيدها من خلال التأكيد على أنه لا يمثل الأمريكيين السود فقط بل كل الأمريكيين. ومع هذا فإن الأمريكيين يطلقون عليه مسمى (جون كنيدي أسود). ولكي يسمو فوق الانقسامات العرقية يتحدث بقوة عن نسيان الماضي، وعن أمريكا موحدة (في نوع جديد من السياسة).

أوباما 46 عاماً - هو المرشح الأصغر سناً في السباق الرئاسي عام 2008، وفي حين أن منافسته هيلاري كلينتون منغمسة من قمة رأسها لأخمص قدميها في معارك (الثقافة المضادة) التي جرت وقائعها أواخر الستينات، فإن جذور أوباما واصلة لحقبة الثمانينات الأكثر وقاراً ورصانة.

قاعدة أوباما توسعت فضمت رموز اليسار مثل شقيق جون كنيدي والسنتاور المؤثر ديد كندي وابنة الرئيس الذي أُغتيل.

ويقف إلى جوار أوباما أيضاً مذيعة البرامج الحوارية الشهيرة أوبرا وينفري وجون كيري الديمقراطي الذي خسر السباق الرئاسي أمام الرئيس جورج بوش قبل 4 سنوات والذي قال إن زميله السيناتور الأمريكي (يعانق المستقبل لا الماضي).

وينقل توني تشو تشكا من وكالة الأنباء الألمانية عن إي جي ديوني في عموده بصحيفة واشنطن بوست يقول إن أوباما (خلق في القواعد الشعبية للحزب شعوراً بالتحرر من ترويع الجمهوريين والانقسامات القديمة بل والتاريخ نفسه).

وبينما يمكن أن يصبح أوباما أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، وبرغم أن نغمة خطاباته تحمل أحياناً أصداء بعيدة لزعيم الحقوق المدنية الراحل مارتن لوثر كنج، فإن أوباما يطرح نفسه كمرشح لفترة ما بعد الحزازات العنصرية.

وتنسجم هذه الصورة مع توق الأمريكيين لترك الانقسامات العرقية الطويلة خلف ظهورهم. كما أنها تعكس تراث أوباما نفسه كابن لأب كيني وامرأة بيضاء من كنساس، وهي خلفية جعلته يبحث عن جذوره السوداء وكيفية تجاوزها.

لقد عاش مع جديه لأمه في هاواي وأمضي جزءاً من طفولته في إندونيسيا عندما ذهبت أمه مع زوجها الثاني للعيش معه في بلاده. وعندما بلغ سن البلوغ ساعده سعيه لإيجاد مكان له في المجتمع الأمريكي والتواصل مع أبيه الأفريقي الذي لم يره تقريباً في تشكيل شخصيته وطموحه.

وقام خارج الكلية مطلع الثمانينات بتنظيم الأمريكيين من أصل إفريقي الفقراء في شيكاغو لرفع مظالم الحي إلى المسئولين المحليين. ثم ذهب إلى هارفارد ليصبح أول رئيس تحرير لنشرة هارفارد القانونية (لو ريفيو) صاحبة المكانة المتميزة، ثم عاد إلى شيكاغو لينظم الناخبين عام 1992م.

وبصفته سيناتور في مجلس شيوخ ولاية الينوي عزا مؤيدون له الفضل في الجمع بين الجمهوريين والديمقراطيين معاً لتوسيع نطاق الرعاية الصحية وخفض الضرائب للأسر العاملة. وقبل أربع سنوات اجتذب الانتباه على المستوى القومي بخطاب قوي ألقاه في المؤتمر الرئاسي الديمقراطي. وفاز بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2004م.

يحب البعض تشبيه أوباما بالرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي. لكن ثمة مشككين بينهم معسكر كلينتون يتساءلون عما إذا كان مستعداً لتولي منصب الرئيس.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد