Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/02/2008 G Issue 12915
الخميس 01 صفر 1429   العدد  12915
للرسم.. معنى
تصدع المجموعات التشكيلية
محمد المنيف

يكثر الحديث في الوسط التشكيلي عن الجماعات التشكيلية وتتنوع الأسئلة والاستفسارات حول جديد القائم منها وعن أسباب توقف البعض وماذا لدى الجماعات الحديثة الولادة، وقد يخرج الكثير بإجابات من بعض أعضاء تلك الجماعات، منها المقنع ومنها غير المقنع، أغلبها تبريرات للإخفاق والأخرى تلمس للأعذار، بعضها يأتي بدبلوماسية وذكاء والبعض الآخر يكشف واقعا مؤلما لما يدور في فلك المجموعة من مشاكل وقضايا واختلاف رأي وتذمر من أسلوب الإدارة المستبدة وصولا إلى الرغبة في الانفصال عنها. بينما لا تخرج من أعضاء جماعة أخرى بأي خبر أو أن تكتشف ما هي عليه نتيجة التفافهم حول بعضهم وتحديد مصادر أخبارهم واتفاقهم على أن لا يخرج أي تصريح أو خبر إلا بعد علم البقية.

هذه الإجابات ليست ظنا أو تخيلا لكنها حقيقية واقع يضعنا أمام الجزم بأن من بين تلك الجماعات من في ظاهره الرحمة وباطنه الانقسام، كما يؤكد هذا الواقع أن هناك مجموعة لم تؤسس لهدف معروف مشترك، بل من أجل أهداف فردية يسعى كل عضو للنيل منها على حساب البقية مع معرفة كل منهم مسبقا بنية الآخر، فمثل هذه المجموعات مهما تحركت أو حاولت إخفاء ظروفها وانقسامها لن تكون بحجم ما اكتسبته في بداية انطلاقتها من وهج ولمعان، خصوصا في حال عدم وجود سياسة إدارية واضحة تحكم العمل وتنطلق من مبدأ أن الأمر شورى، إضافة إلى الجهل بما يتعلق باتخاذ القرار في حال إقامة معرض أو إضافة عضو متى وكيف يتخذ هذا القرار، ومن المؤسف أن تتشكل وتؤسس جماعات تشكيلية دون وعي مسبق من مؤسسيها بما ستساهم به ومن المؤسف أيضا أن لا تصلح المجموعة الأخطاء الصادرة من بعض أعضائها.

هذه المواقف والقضايا والسلوكيات في بعض الجماعات مع أن الموجود منها قليل مقابل غياب الغالبية نتيجة عدم وعيهم بالهدف من قيامها تجعلنا نفقد الأمل بما كنا ننتظره من دعمها للساحة والخوف أن يكون فشلها لا سمح الله سببا لتفرق الشمل وبعثرة التشكيليين عودا إلى ما ستخلفه تلك المجموعات من خلافات أو منافسات حمل راياتها أعضاء لم يكن لهم وجود أو تجارب سابقة في مجال الفنون تحمل المجموعة وزر قبولهم وتتحمل أخطاءهم التي تسببت في إحداث شروخ وتصدعات في جدار الساحة بدل أن تضيف حلقة تواصل وتلاحم.

نعود للقول إن ما تطرقنا له لا يمكن تجاهله أو إخفاؤه ولهذا فمسؤولية تأسيس المجموعات التشكيلية ليس أمرا سهلا يتم بالارتجال وإنما العودة إلى تاريخ الجماعات على المستوى العالمي أو العربي ومعرفة الغرض من تأسيسها بعيدا عن ازدواجية العمل مع جهات أو مؤسسات أخرى في جانب التشجيع ودعم المواهب، فمثل هذه المهام تحتاج إلى برامج وخطط مدعومة بشكل نظامي يكفل لها الاستمرار ويتيح لمختلف المواهب الاستفادة منها.

خلاصة الموضوع أن بإمكان أي منا اكتشاف واقع أي مجموعة من خلال طرح سؤال لأحد أعضائها عن الحال التي هم عليها وسوف يسمع الفارق بين جماعة وأخرى.

وقفة

الأخت ريم: ما هكذا تورد الإبل فالفن وممارسته لا يحتمل سوى حل واحد وهو الصدق وتحمل مسافة التواصل واكتساب الخبرات، والبحث عن الحلول حينما يقف أمامك أي عائق في قضية التقنيات، تجربتك التي شاهدت نموذجا منها تؤكد قدرتك على تحقيق الكثير، لا تتراجعي أمام أول خطأ فالألف ميل تبدأ بخطوة.

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد