Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/02/2008 G Issue 12915
الخميس 01 صفر 1429   العدد  12915

شعر
طار الحمام
فيصل سليم التلاوي

 

طار الحمام وراعني عجبا

كيف استقل طريقه سرَبا

ولمحته في أوج نشوته

يطوي الفجاج ويمتطي السُحبا

وأجلتُ طرفي صوب وجه

فارتد مني الطرف منقلبا

وسألت أهل الحي كلهم

من شطّ منزله ومن قربا

يا من رأى سربا على عجل

من فوره قد فارق الزَغبا

فيبثه نجوى (مُطوقةٍ)

تهدي إليه الشوق والعتبا

لم تبتئس لشراك صائدها

بل ربما التمست له سببا

ما غالها إلا يد وجَفت

ما لوحت من وجدها طربا

مقرورة أبدا وخائفة

وتخالها في يبسها حطبا

ذو المحبسين يقض مضجعها

ويبث في أعماقها الريبا

والنفس توغل عبر ظلمتها

كم أوقدت من مشعل فخبا

جرح يسابقني ويسبقني

مهما تراني ممعنا هربا

هذا هو الجرح الذي أمِلت

أشواكه أن تثمر العنبا

لكنه من غيظه نغرَت

جنباته وتدفقت عربا

فوق الرمال على مطيهم

لا يسأمون الغزو والحربا

يتفاصحون بملء شدقهم

كل يلمع عجله الذهبا

وعلى تخوم القرن خيمتهم

قد ركزوا الأعواد والطنبا

تزهو بحادي العيس منتشيا

قد فاخر الأقوام وانتسبا

إني ابن ذاك الحي من (مُضَر)

وعلى الأباعر أشدد القتبا

الماء فوق الظهر أحمله

لا أشتكي ظمأ ولاسغبا

عذراً بني عمي ومغفرة

إن خفّ ركبي نافراً خَبَبا

ومضيت لا ألوي على أحد

أماً نبذت بربعكم وأبا

هذا العقوق ورثته حِقبا

فاستوطن الأنساغ والعصبا

وحدي أعانق نخلة جنحت

وأحز من سعفاتها صُلبا

لما أظلتني غدائرها

وهمت عليَّ قطوفها رطبا

أقسمت هذا الجذع جذع أبي

ما كان يوما جذعه خشبا

وصرخت من وجدي ومن لهفي

فليبقَ هذا الجذع منتصبا

ليقال يوما كان شاهدهم

لما حنوا الهامات وهو أبى

ولتعذروا إن مت من عجبي

هل مات قبلي ميت عجبا؟!


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد