مشاركة الأندية السعودية في دوري المحترفين الأسيوي مهددة بالرفض من قبل اتحاد القارة، أو بالتعليق من قبل اتحادنا الكروي، وسواء كان القرار من هنا أو من هناك فالمبررات واحدة وهي أن اتحادنا الموقر بلجانه المختلفة لم يستوفِ الشروط المطلوبة لعدة أسباب أهمها غياب اللائحة والأنظمة التي تضمن سير برامجنا ومسابقاتنا وفق برمجة واضحة ومنظمة وعادلة بين الجميع.
ولهذه الأسباب تراجعت مسابقاتنا لتقبع في المركز التاسع عربياً خلف دول لا تمتلك عشر ما لدينا من إمكانات فنية ومادية، ولكنها تتفوق علينا تنظيمياً وعدالة في برامجها ولوائحها.
** مسابقاتنا تعجز عن برمجتها ولو لشهر واحد في حين غيرنا يبرمج مسابقاته لخمس مواسم وأحياناً لعشر، ولدينا فقط تتوقف المسابقات كل أسبوعين أو ثلاثة، وتطول فترات التوقف مما يؤثر على إعداد الفرق ولياقة اللاعبين، هذا عدا تداخل المسابقات لدرجة يحتار معها المدرب في طريقة الإعداد، وتتشتت أذهان اللاعبين بين المسابقات مما يفقد المباريات إثارتها وقوتها.
** أما اللوائح فالحديث عنها يطول، ففي حالات تكون اللائحة ناقصة وتستكمل بطرق ارتجالية على طريقة رد الفعل، فعندما تحدث حالة معينة تشكل لجنة لدراستها ثم إضافة ما يتخد من قرارات إلى اللائحة، وإن وجدت اللائحة فقد تفتقد للتطبيق ويتم اللجوء هنا إلى لائحة (تصالحوا) وهي اللائحة التي أنقذت لجان اتحادنا من الكثير من المواقف ولعل آخرها توجيه لجنة الاحتراف لناديي الهلال والوحدة للاتفاق على حل مشكلة انتقال لاعب الوحدة أسامة هوساوي للهلال (ودياً) رغم وجود لائحة (تجدد) بشكل دائم، ولكن عدم تطبيقها جعلها عديمة الجدوى أمام لائحة (تصالحوا) التي وإن حلت مشكلة معينة فأنها لن تكن مجدية متى أردنا التطور ومجاراة الآخرين!.
** عدم العدالة في تطبيق اللوائح والأنظمة بين الأندية بل وتجاوزها تترجمه بشكل لا يقبل الشك لجنة الانضباط التي شكلت من أجل ضبط ما يحدث من تجاوزات داخل الملاعب وبعيداً عن أنظار الحكم أو سلطته، فإذا بها نفسها تتجاوز اللوائح وتؤكد أنها هي من يحتاج للانضباط أولاً!.
** تغيب اللجنة عن أحداث مثيرة وخطيرة كما في حالات الليزر التي تكررت في أكثر من مباراة وأكثرها في لقاءات طرفها النصر، كما غابت عن أحداث لقاء الشباب والنصر وما أعقبه من تهجم على شخص ونزاهة حكم المباراة وشغب الجماهير كما غابت عن اعتداء جماهير الاتحاد على شباب الهلال وحكم لقاء الفريقين الذين أقيم على ملعب الاتحاد، وهي التي حضرت ليلة المباراة وأوقفت لاعبين من الهلال اشتبكا فيما بينهما عقب خسارة فريقهما أمام الشباب، وأنا هنا لا أتحدث عن الإيقاف ومدى أحقية اللاعبين له، ولكن استغرب توقيت إصدار القرار ليلة المباراة وغياب اللجنة عما حدث عب لقاء شباب الهلال والاتحاد الذي أعقب قرارها بيوم واحد؟
** عقب مباراة نجران والهلال وما صاحبها من أحداث لم يكن الهلاليون ينتظرون الإنصاف من اللجنة لمواقفها السابقة، ولكنهم أيضاً لم يتوقعوا أن تتجاوز في قرارتها عدم الإنصاف إلى الظلم وبهذه الطريقة المكشوفة!.
** فاللاعب (ليلو) الضحية والذي تعرض ل(عضة) في حادثة يندر أن تحدث سوى في ملاعبنا عوقب بمثل عقوبة اللاعب المبادر بالخطأ.
** حركة اللاعب الهلالي وإن كنا لا نقرها ولكن هل كان عليه التحمل والانتظار حتى تتدخل لجنة الانضباط لإنقاذه ، خاصة وأن (العضة) حدثت بعيداً عن أنظار الحكم وماذا لو وضع أي من أعضاء اللجنة نفسه مكان اللاعب وتعرض ل(عضة) غير متوقعة هل سيتعامل بهدوء ويربت على كتف المدافع.
** أنا لا أبرئ لاعب الهلال من الخطأ ولكن من الظلم أن يساوى خطؤه بخطأ المعتدي .. وعلى أي لائحة عدا لائحة المجاملة أو المزاح اعتمدت عليها اللجنة عند اتخاذها هذا القرار؟
** وليت أن القرار اكتفى بإيقاف اللاعب لمباراتين كما جاء في مضمونه، حيث اتبع بشرط أن لا يشارك فريقه في أي لقاء وفي أي مسابقة قبل أن يستكمل إيقافه لمباراتين من مسابقة الدوري، وهنا يصبح اللاعب موقوفاً لست مباريات أو خمس على أقل تقدير وقد يزيد في العقوبة على من بادر بالخطأ!.
** القرار رغم ظلمه وقسوته فيه مخالفة صريحة لقرار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد القاضي بفصل عقوبة الإنذار والوقف بين المسابقات المختلفة، ولكنه قد يبدو مقبولاً إذا رأت اللجنة في مثالية الهلاليين وعدم تصعيدهم للأحداث فرصة لتجربة القرارات والعبث باللوائح!.
mohd2100@hotmail.com