عرعر - فهد الديدب
دأب رجال البادية في منطقة الحدود الشمالية على تسمية الأعوام نسبة للمتغيرات المناخية المختلفة مثل سنة تكسر المواسير الشهيرة وسنة القحط وذلك لحفظ الأحداث المختلفة ولمعرفة أعمار أبنائهم. وليس جديداً أن تسمع جدلاً حامياً بين كبار السن للدلالة على حدث معين بالتذكير بسنة معينة (مثل سنة ربيع الدمنة أو سنة الغبار أوسنة ربيع الكرب أو سيلة عفيراء). ولقد أرخ رجال البادية في المنطقة الأحداث المهمة بمتغيرات المناخ الطبيعية أو تسمية الأحداث الكبيرة جداً بمسمياتها لتكون تاريخاً محفوظاً مثل حرب الست وغيرها. وقد ورثوا طريقتهم في حساب السنين للجيل التالي كحالة امتداد معرفي أكدتها نمط حياتهم الاجتماعية القبلية. وحتى في احتساب الأعمار فيقال مثلاً (أنا جيت قبل سنة تكسير المواسير بأربعة أعوام)، ثم يقوم بحساب الفارق وتحديد العمر بدقة متناهية.
ويقول أحد كبار السن الذين يحسبون التاريخ بربطها بالأحداث دون معرفته بحساب التاريخ: الحساب بطريقتي أدق لأن أرقام التواريخ تتداخل ولا يمكن التمييز بين عام 1400 أو 1401 إلا بربط أحد العامين بحدث مهم. ويضيف هذا العام هو عام الثلوج ولو لم نسميه بهذا الاسم سوف تجد بعد زمن من يقول أتت الثلوج على عرعر في عام 2005م!
ويختم حديثه بقوله: أرقام السنيين تجري بسرعة رهيبة والخلط عند كبار السن وارد جداً إذا لم نربطها بأحداث معينة لا يمكن نسيانها.
أحد كبار السن قال متداخلاً معنا: أفضل شيء أنتم احسبوا بتاريخكم وحنا نحسب على طريقتنا وتعال نقارن من يحفظ الأعوام والأحداث. وقد رصدنا عدداً بسيطاً من الأعوام بمسمياتها الخاصة عند كبار السن ومنها وهي كما في الجدول.
وقد أذهلني أحد كبار السن (أبورويعي) الذي تجاوز عمره التسعين بحساب عمر كاتب هذه السطور بدقة متناهية معتمداً على الأحداث والمتغيرات المناخية دون أن يذكر أي رقم للتاريخ.
وبالتأكيد سوف نسمي نحن هذه السنة بسنة الثلوج والتي قد لا يحضر مثلها الجيل القادم إلا أن يكون هناك تغيير كبير في المناخ يحرق علينا هذه المناسبة النادرة لتصبح عرعر موسكو أخرى.. من يدري!!
*****
ربيع الكرب عام 1913
ربيع الطويل 1914
ربيع السمح 1915
القعرة 1917
خبراء الحصان 1924
ربيع الشامة 1926
الهزه 1927
سنة الغبار 1942
صقله 1948
الوعر 1932
سنة عرعر 1951
بيع الحلال 1960
كسر المواسير 1964
حرب الستة 1967
مقيض عرعر 1970
عفيراء 1979