انضم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى (جمعية الدفاع عن إسرائيل) وهذه الجمعية التي وإن لم تشهر وتعلن مثل باقي الجمعيات التي تدافع عن موضوعات يرونها جديرة بالدفاع كجمعية الدفاع عن حقوق الحيوان وغيرها من الجمعيات إلا أن جمعية الدفاع عن إسرائيل، تضم العديد من الدول والشخصيات، بعض هذه الدول واقعة تحت الهيمنة الصهيونية والباقي واقع تحت تأثير الخوف من اليد الطولى للصهاينة التي استطاعت بفضل سيطرتهم على المال والإعلام ومراكز البحث خصوصاً في أوروبا وأمريكا من أن تجرد مفكرين من ألقابهم بل وتسجن بعضاً منهم من خلال تهمة معاداة السامية، فسجن مؤرخ بريطاني شكك في تضخيم محرقة اليهود التي أقدم عليها النظام النازي بتوجيه من هتلر، وحورب المفكر الفرنسي جارودي، وفصل العديد من أساتذة الجامعات في أمريكا وأوروبا، بل منع رئيس دولة وأمين عام سابق للأمم المتحدة (كورت فالدهايم) من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لاتهامه بمعاداة السامية قياساً على أدائه عندما كان أميناً عاماً للأمم المتحدة، فنبشوا في تاريخه ووجدوا أنه كان ضابطاً في جيش بلاده التي كانت جزءاً في ألمانيا عندما كان هتلر مستشاراً لها..!!
جمعية الدفاع عن إسرائيل وإن لم تشهر فإنها أكبر وأكثر انتشاراً من جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان.. فأعوان إسرائيل والخائفون منها منتشرون وموجودون في كل مكان حتى وصلوا إلى اتحادات كرة القدم القارية مثل الاتحاد الإفريقي الذي ارتعدت فرائص أعضائه حينما رأوا اللاعب المصري محمد أبوتريكة يرفع قميصه بعد تسجيله هدفاً في المرمى السوداني أثناء مباريات بطولة إفريقيا، ويظهر تحت القميص، قميصاً آخر كتب عليه (تعاطفاً مع غزة) فما كان من الحكم الإفريقي من بنين كوفي كودجا إلا أن يشهر (الكرت الأصفر) لمعاقبة اللاعب المصري أبوتريكة.. وقبل مباراة المنتخب المصري ضد منتخب زامبيا جرى تفتيش أبوتريكة لمنعه من تكرار ما قام به في مباراة مصر والسودان.
وجاءت واقعة التفتيش بعد أن صدرت التعليمات لمراقب المباراة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لمنع أية إشارة للتعاطف مع أهل غزة، رغم أن غزة جغرافياً جزء من إفريقيا، وكان الاتحاد الدولي يفكر في ضم اتحاد كرة القدم الفلسطيني إلى الاتحاد الإفريقي من خلال إطلاق اسم غزة على اتحاد كرة القدم الفلسطيني إلا أن المرحوم الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم بذل جهوداً كبيرة تكللت بحصول الاتحاد الفلسطيني على عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم ويسمح للشباب الفلسطيني أن يمارس نشاطه ضمن المسابقات الآسيوية.
المهم غزة جزء من إفريقيا وقوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت فيما دمرت ملاعب كرة القدم وقتلت عدداً من لاعبي كرة القدم، ومن باب المشاركة والتعاطف رياضياً ولا نقول إنسانياً في عصر غابت فيه الإنسانية وطغى الخوف والمال على مواقف الأفارقة مثل غيرهم، فنسوا واجباتهم وما يمليه عليه عملهم كمشجعين لنشر رياضة كرة القدم والتعاطف مع جزء من إفريقيا، وعندما ذكرهم بهذه الواجبات اللاعب أبوتريكة منحوه كرتاً أصفر، وأخضعوه للتفتيش.
jaser@al-jazirah.com.sa