أنا من المؤمنين حقاً بأن الاعتراف بوجود المشكلة التعليمية والتعرف على حجمها وأبعادها هو الخطوة الكبيرة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو الحل. ولذا فقد كان أمراً رائعاً أن يخرج معالي وزير التربية في الفضاء ليؤذن في الناس بوجود مشكلة كبيرة في تعليمنا، ألا وهي ضعف وتدني قدرة طلابنا في العلوم والرياضيات، وهذا الخلل التعليمي كشفته اختبارات تمز الدولية.
وعندما يخرج مسؤول بحجم وزير التربية ليعلن للجميع بوضوح عن ضعف تعليمنا في جانب تعليم العلوم والرياضيات دون أن يمرر علينا عبارات المزايدة الهلامية المعروفة، فتلك دعوة صادقة من معاليه لكل القيادات التعليمية ولكل التربويين ليسهموا في حل تلك المشكلة الوطنية. العلوم والرياضيات هما عصب حضارة اليوم، ولذا فإن علينا أن ندرك أن بلادنا لن تحقق موقعاً رياديا في عالم يتقدم اليوم بصورة مذهلة طالما بقي هذا الضعف والهزال في أداء طلابنا في العلوم والرياضيات.
يقول الأمير خالد الفيصل (لقد مللنا البقاء في العالم الثالث)، وأنا هنا أود أن أعلق على حديث سموه الكريم بالقول: بقاؤنا في العالم الثالث سيطول يا سمو الأمير، إلا إذا سمعت أن طلابنا أصبحوا ينافسون طلاب الأمم المتقدمة في العلوم والرياضيات، ولعل هذا يكون قريباً.