الرياض هي المدينة التي أحبها وأعشقها على الرغم مما فيها من متناقضات، فالذي يلمح هذه المجمعات التجارية الرائعة في تصميمها وما تزخر به من معروضاتها، ويسير في طريق الملك فهد ويرى عظمة المباني وهي تقف شامخة يعانق بعضها السحاب، أو يرى جمال وسط الرياض بما استجد فيه من عمار يحكي لكل الناس عن تاريخ هذه المدينة العظيمة، أو يتأمل شبكة الطرق النموذجية التي تربط أجزاء الرياض، لا يمكن أن يتصور أن غالبية بنات الرياض يتلقين تعليمهن في بيوت سكنية قديمة محشورة في أزقة صغيرة يصعب الوصول إليها طوعت قسراً لتكون مدراس، تفتقر لأبسط متطلبات فتاة يحدوها الأمل في أن تكبر مشاركتها في بناء مستقبل وطنها، والذي تسنح له الفرصة بالمرور على مدارس بنات الرياض خصوصاً في بعض الأحياء سيستغرب كيف تعيش الرياض في عمومها نهضتها الفريدة، وتبقى كثير من مدارس بناتها على هذه الصورة الهاربة عن مجال ما يحدث في الرياض من تطور ونهضة، ولا بد له أن يتساءل: كيف يجد أحدهم العزم والرغبة، ويطوع الظروف ليبني بناية تتعدى السحاب؟ أو كيف تتضافر جهود وتتحدى العقبات لتكون هذه المجمعات وهذه الطرق وهذا الجمال في الرياض، ثم تقف الأمور وتكثر المبررات عندما تتعلق المسألة بتعليم البنات؟. بعض مدارس البنات في الرياض بوضعيتها الراهنة لا توفر كمنشأة أبسط ما تتطلبه بنت في سن المراهقة تسعى لأن تكون شيئاً مضيئاً في مستقبل رياضها من نشاطات غير منهجية مؤثرة يمكن أن تساعد على ضبط سلوك البنت في هذه المرحلة الحرجة.. لكنها الرياض بتناقضاتها، فقد تصرف ملايين في مجالات كثيرة ومتعددة لكنها تستكثر أن تنال بناتها ما يتوفر لغيرهن..
استغفروا الله
يشتد البرد، ودفء الشمس تحجبه سحب عنيدة، لا هي جادت بما كتب فيها من خير ولا هي تركت لنا نور الشمس، لكنها سحب مأمورة يرسلها ربي لمن يشاء فينزل خيرها على من كتب له. عناد السحب التي تغطي سماء الرياض يفرض على أهل الرياض أن يراجعوا أنفسهم، وأن يعيدوا ترتيب اهتماماتهم، فلكل أمر علامة ولكل حال إشارة، ولعل الله يمنع خير ما نراه من سحب أراد بنا خيراً بأن نعود بصدق ونستغفره ونراجع ما نقوم به ونصححه ونسأله من فضله سبحانه تضرعاً وخيفة أن ينزل علينا من بركات السماء ما يروي عطش أرضنا وقلوبنا. نستغفرك اللهم ونتوب إليك فأنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين... أكتب هذا قبل أن ينزل المطر فإن أغاثنا الله فله الحمد من قبل ومن بعد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وإن لا، فله الحمد ونستغفره إنه كان غفارا..
الرياض اليوم
في الماضي كنا نتباهى أن الذي يسير في الرياض لا يرى إلا رجالاً غطت الشمغ رؤوسهم، ونساء لففن أجسادهن بعباءاتهن وهن يسرن في حياء، واليوم لا تعرف أهل الرياض بما يلبسونه، بل نرى شبابنا وبناتنا ونظنهم أجانب وخواجات قادمين من قارات لا نعرفها، فقد توارى ما كنا نتباهى به، وظهر في الرياض لباس لا يقف عند حد، حتى جلابية النوم أصبحت لباسا يخرج فيه الناس ليقضوا أعمالهم، لماذا نسي غالبية أهل الرياض ما كان يميز الرياض عن غيرها؟..
أنت الرياض
الحرف لشاعرنا المبدع الدكتور غازي القصيبي
وحين تغيب الرياض
أحدق في ناظريك قليلا
فاسرح في (الوشم) و(الناصرية)
واطرح عند (خريص) الهموم
وحين تغيبين أنتِ
أطالع ليل الرياض الوديع
فيبرق وجهك بين النجوم....
حفظ الله لنا الرياض وشقيقاتها.. والله المستعان.
naderalkalbani@hotmail.com