* حوار: عبدالله المالكي
حارس فريق النصر محمد الخوجلي المعار حالياً إلى سدوس ظل صامداً - كما هي عادته في المرمى -، ولكنه هذه المرة، وهو يجيب عن أسئلة (الجزيرة)، يثبت أنه صمام أمان من الطراز الفريد.
الخوجلي الذي عاش مع الفريق النصراوي أكثر من عشر سنوات خرج منه غير نادم على أيامه التي عاشها بين أروقة النادي ولم يندم على الخروج أيضاً؛ ليروي لنا تجربته الجريئة مع فريق يقبع ضمن أندية الدرجة الأولى، ويرفع راية التحدي أمام عميد لاعبي العالم.
الخوجلي كان صريحاً إلى حد ما، على الرغم من تحفظه في الكثير من الأسئلة التي وجهت إليه حول نادي النصر، وخصوصاً المتعلق منها بالإدارة النصراوية، وذلك تحت شعار (ابعد عن الشر وغني له). الكثير الكثير من التفاصيل الشيقة نطالعها عبر هذا الحوار المثير.
* في بداية الحوار وبعد أكثر من عشر سنوات وأنت تعيش بين أسوار البيت النصراوي.. ما الفرق بين فريقك السابق النصر وفريقك الحالي سدوس الذي يلعب في الدرجة الأولى؟
- في بداية الأمر لن أكذب حينما أقول إني كنت متخوفاً من هذه (الإعارة)، وإنني فوجئت بعرض سدوس، ولكن فكرت بشكل جدي، وسألت أكثر من شخص واستشرت فوجدت أن هذا الشيء في صالحي، وحتى لا أفقد حساسيتي نحو الكرة. حتى أن الأمور المالية لم تختلف إطلاقاً، وبإمكانكم أن تسألوا رئيس النادي الأستاذ محمد المعمر؛ فقد وجدت كل سبل النجاح والراحة في هذا الفريق الصغير بحكم وجوده في الدرجة الأولى. وعندما لعبت معه أحسست بأنني ألعب في فريق كبير يملك عناصر شابة جيدة، إضافة إلى إدارة النادي، وإن شاء الله نصعد إلى الدوري الممتاز.
* كنت ضمن الفريق الأساسي في النصر واخترت فريقاً في الدرجة الأولى فكيف ترى هذا، خصوصاً أن طموح لاعبي أندية الدرجتين الأولى والثانية الانضمام إلى الدوري الممتاز؟
- أولاً أنا لم أخسر أي شيء بانضمامي إلى فريق سدوس، وهذا قدري فقد كنت في فريق كبير كالنصر والآن ألعب في فريق سدوس، وهذه (سنة الحياة)، وليس هناك إنسان مستمراً على وضعه؛ فلا بدّ أن تكون هناك تغيرات للأحسن وللأسوأ، ويمكن أن يكون انتقالي إلى سدوس خيرة. وقد قدمت إلى سدوس من أجل المادة ولم أبحث عن الشهرة والمادة؛ فأنا (شبعت) من الشهرة والمادة، وهذا أكبر رد على من قال إن محمد يساوم نادي النصر من أجل المادة، رغم أن المادة هي أصل الحياة، وكل شيء له حدود.
وحقيقة فإن ما قدمته من تضحيات وإخلاص في نادي النصر لم أجدها في بعض لاعبي الفريق الذين أخذوا أكثر من محمد خوجلي.
* هذا الشيء هل أصابك بالندم؟
- لم أندم على ابتعادي الموسم الحالي عن نادي النصر إطلاقاً، ولكن ندمي الوحيد فقط على الجمهور النصراوي، وهو عزائي الأول والأخير.
* بعد إعارتك هل تعتقد أنك ستفتح المجال أمام لاعبي النصر؟
- أنا لم أفكر في هذا الشيء، ولم أسمع هذا الكلام من قبل، وأتمنى أن أكون قد فتحت المجال أمام لاعبي النصر، وأتمنى أن يكون (وجهي خيراً) على أندية الدرجة الأولى، وأن يشاهدوا نجوماً تعرقلت مسيرتهم الكروية ليجدوا الفرصة في دوري الأولى، وأكبر دليل على أن هذا الدوري قوي وله متابعة جماهيرية الفارق النقطي البسيط بين الأول والأخير (فقط ثلاث نقاط).
* محمد خوجلي، عبدالله الجمعان، إبراهيم ماطر، عبيد الدوسري، خميس العويران... نجوم مثلوا الكرة السعودية في الكثير من المناسبات إلا أنهم الآن بعيدون عن أنديتهم؛ فما السبب؟
- أولاً هذا ليس طموحنا إطلاقاً، وسأكون أكثر صراحة فأنا إنسان تدربت مع نادي النصر شهرين أؤدي تدريباتي وحدي وعليك أن تتخيل لاعباً يأتي إلى النادي شهرين ويؤدي تدريباته منفرداً. هذا الأسلوب لا يتحمله أي إنسان، حتى لو في فرق الحواري. وفريق سدوس قدرني وكرمني وأعطاني حقي، وهو من الأندية الكبيرة، ويكفي أنه ناد سعودي، وبإمكاني تمثيل المنتخب من خلاله. وما حدث لي جعلني أفكر في الابتعاد، وما حدث لي كان بعد حديثي في قناة الإخبارية ومطالبتي بحقوقي.
* هل معنى ذلك أن كل لاعب يطالب بحقوقه لابد أن يكون له تدريبات انفرادية؟
- لا أدري؛ فالذي حدث أنا مقتنع به وراض ومؤمن بأن كل إنسان في هذه الدنيا لا يأخذ إلا نصيبه، وما حدث لي في نادي النصر في الفترة الأخيرة - إن شاء الله - يكون خيراً لي، وانطلاقة جديدة؛ لأنني ما زلت قادراً على العطاء.
* بعد رحيل الأمير عبدالرحمن بن سعود كثرت مشكلات محمد خوجلي؟
- برحيل الأمير عبدالرحمن بن سعود ذهبت الكرة، خصوصاً في نادي النصر، واسأل جميع النصراويين بمن فيهم الأمير فيصل بن عبدالرحمن رئيس النادي؛ فرحيل هذا الرجل أفقدنا الكثير في هذا النادي.
* كانت علاقتك بالأمير ممدوح أكثر من الأمير عبدالرحمن؟
- الأمير ممدوح هو من ينقل وجهات نظر اللاعبين إلى الأمير عبدالرحمن بن سعود، والأمير عبدالرحمن دوره في الملعب تماماً، وكان الأمير عبدالرحمن - رحمه الله - خارج الملعب ويمنع اللاعبين من الوصول إليه. ويظل الأمير عبدالرحمن الأب الروحي لكل منتم إلى النصر وإلى غير النصر.
* بما تقيّم نفسك بين حراس المرمى؟
- الحارس الدولي الذي لا يختلف عليه اثنان هو محمد الدعيع، وعلى الرغم مما سمعته عن هذا الحارس وأنه انتهى، ولكني لا أزال أرى أنه الحارس الأول في المملكة، يليه الحارس الشبابي وليد عبدالله، وأنا آتي مع الاثنين، ولا أعتقد أن هناك حارساً بحجم الدعيع ووليد عبدالله، وخصوصاً محمد الدعيع.
* كيف ترى الحراسة النصراوية؟
- حراس النصر ممتازون، ولكنهم يحتاجون إلى الصبر، وخصوصاً خالد راضي الذي أقول عنه إنه مشروع ناجح بكل المقاييس، وأتمنى أن تتاح له الفرصة بشكل أفضل وأن يمنح الثقة.
* هل تعتقد أن مستوى شريفي انكشف بعد ابتعاد خوجلي؟
- بالعكس؛ فشريفي أخ وصديق، ويظل من الزملاء الذين عاصرتهم كثيراً، ولكن أن يكون انكشف أو لم ينكشف فهذا أمر يعود إليه وإلى إدارة نادي النصر، وكل إنسان في هذه الدنيا سيعطيه ربي (على قدر نيته).
* محمد.. هل ظلمك النصر؟
- أتمنى ألا يكون النصر قد ظلمني. وسواء ظلمني أو ظلمت النصر فهناك العادل - سبحانه وتعالى - الذي يأخذ حق كل إنسان في هذه الدنيا. وفي النهاية سأعود نصراوياً، ومن سابع المستحيلات أن أقول إن النادي ظلمني أو طردني، وإذا أراد الله أن أعود إلى الفريق فسأعود، وإذا لم يكن لي نصيب في العودة فسأقول: الله يذكرهم بالخير.
* بعد نهاية إعارتك.. هل ستعود إلى النصر؟
- طبيعي أن أعود إلى النادي، وأتمنى أن تكون كل المشكلات قد حلت مع عودتي القادمة إلى نادي النصر.
* ما قصة منصور البلوي معك؟
- الحقيقة أنني اجتمعت مع منصور البلوي أكثر من اجتماعي مع الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله -، وأستغرب بعدما يجتمع بي؛ إذ لا أجد اتصالاً عما استجد بعد هذه الاجتماعات، بينما كان من المتفق عليه التحاقي بصفوف الاتحاد، وفي اليوم التالي للاجتماع تتغير الأمور. وحقيقة لا أدري من السبب هل هو نادي النصر أم منصور البلوي؟ لأنه لا يوجد أي تعليق على ما حدث في الاجتماع.
* النصر هذا الموسم خطا خطوة جيدة وهي البحث عن لاعبين جدد في الكثير من المراكز؟
- هذا حق مشروع لنادي النصر ولأي ناد آخر، ولكن أتمنى أن يكون هذا التجديد من أجل النصر، وأن يكون بعيداً عن الميول والعواطف، وأن نرى النصر في مقدمة الفرق، وأن يحقق الكثير من البطولات.
* لعب الهلال والنصر مباراتين ولم تكن حارساً لمرمى الفريق النصراوي؛ فهل تذكرت وتشوقت إلى أن تكون أنت الحارس؟
- بكل تأكيد تشوقت كثيراً وأنا أرى الحضور الجماهيري الكبير ودخول اللاعبين أرض الملعب. هذه أمور لها تحفيز كبير، ولكن شاء الله أن أكون بعيداً عن الفريق، وإن شاء الله يكون في الموجودين الخير والبركة.
* ماذا تتوقع للقاء الهلال والنصر في كأس ولي العهد؟
- صدقني الفوز للنصر، وأنا متأكد (بالثلاثة)، وعندي شعور بذلك، وأعرف مباريات النصر والهلال، ولدي إحساس بأن النصر سيكون الفوز حليفه، ولم أتوقع أي نتيجة لمواجهة بين النصر والهلال إلا وتحققت. ولا أقول هذا الكلام مجاملة بحكم نصراويتي، ولكن أنا أعرف مباريات النصر والهلال، وأعرف نفسيات لاعبيه، ولكني أخشى على راضي من حساسية اللقاء.
* وما علاقتك بلاعبي النصر السابقين، خصوصاً زميلك إبراهيم ماطر؟ وهل النصر ظلمه؟
- علاقتي جيدة بزملائي السابقين، وهناك تواصل مستمر، خصوصاً مع إبراهيم ماطر، والأشخاص القريبون من ماطر يعرفون هل هو مظلوم من النادي أم لا، والحقيقة أن إبراهيم مكانه الحقيقي في نادي النصر حتى في الوقت الحالي.
* على الرغم من حبكم وإخلاصكم لنادي النصر إلا أن أعضاء الشرف لا يحبونكم مثلما تحبون النصر؟
- الشي الذي يحز في خاطري هو ابتعاد أعضاء شرف نادي النصر؛ إذ لا نشاهد أعضاء شرف نادي النصر إلا إذا كانت هناك مباراة للنصر مع الهلال. وعندما سجلت في نادي النصر كنت أشاهد في كل مباراة للنصر من سبعة إلى ثمانية أعضاء يتابعون الفريق ويتواجدون في المعسكر، أما الآن فقد اختلف الوضع، وأصبحنا لا نشاهد سوى عضو أو عضوين، وهذا شيء حز في خاطري؛ إذ إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعل النصر يعود إلى منصات التتويج هو أعضاء شرفه أصحاب الدعم الحقيقي للفريق، والشيء الوحيد الذي كنت أفتقده هو الراحة النفسية.
* هل هناك مشكلات بينك وبين النصر حتى وصل الحال إلى إبعادك؟
- ليست هناك أي مشكلة، ولكن الإعلام كان له دور في ذلك، والشيء الذي قلته في قناة الإخبارية طبيعي؛ كوني أطالب بحقي، ولكن - للأسف - كُبر الأمر وضخمه الإعلام؛ حتى انقلب ضدي وأثر في علاقتي بالنادي التي هي أكثر من علاقة أخ بأخيه.
* هل هناك تواصل مع الفريق النصراوي؟
- أكيد؛ فقد زرت النادي آخر مرة قبل أسبوع، وعلاقتي (سمن على عسل) مع زملائي اللاعبين، خصوصاً البيشي والحارثي.
* ومن الشخص القريب إليك في نادي النصر حالياً؟
- سعد الحارثي وعبدالرحمن البيشي، ومن الأعضاء الأمير ممدوح بن سعود والأمير ممدوح بن عبدالرحمن والأمير سعود بن عبدالرحمن والأستاذ حسام الصالح.
* وعلاقتك مع الرئيس الأمير فيصل بن عبدالرحمن ونائبه الأمير الوليد بن بدر؟
- علاقتي مع الأمير فيصل والأمير الوليد بن بدر لا تتجاوز النادي، وليست لي علاقة بهما خارج النادي إطلاقاً.
* هل ما زلت قادراً على العطاء؟
- الشيء الذي أستطيع أن أقوله لك هو أنني مستعد لأن ألعب لأي منتخب في الخليج في الوقت الحالي؛ لكي أؤكد قدرتي على اللعب والعطاء.
* هل استفدت من الكرة؟
- بكل تأكيد استفدت مادياً ومعنوياً، وكل إنسان لا يريد أن يضيع حقه إطلاقاً، ومثلما أعطي فأعطني حقي، وهذا ربما يكون السبب الذي سبب لي بعض (الحزازيات) في النادي. وأقول: انتظروا خوجلي بعد أربعة أشهر.
* لماذا بعد أربعة أشهر؟
- ستكون هناك مفاجأة لن أتحدث عنها إطلاقاً، وستكون مفاجأة قوية في الأيام المقبلة.
* كلمة أخيرة؟
- بصراحة.. لقد أعدتني في هذا الحوار إلى الماضي، وقلبت عليّ المواجع، ولكن أشكرك كما أشكر هذه الصحيفة على الاستضافة وحضورها؛ إذ ليس بغريب عليكم التواصل. كما أتمنى التوفيق لفريق النصر، وأن يحقق إحدى البطولات هذا الموسم. هناك أشخاص قد يستغربون هذا الكلام من محمد خوجلي وأنني أتمنى التوفيق لفريق النصر، ولكن هذه هي الحقيقة، كما أتمنى من كل شخص أخطأت بحقه أن يسامحني.
نقاط من اللقاء
* الأستاذ محمد المعمر رئيس نادي سدوس سمح لنا بإجراء هذا الحوار بعدما أخذنا الإذن منه.
* الأستاذ علي الحسينان حرص كثيراً على إجراء هذا الحوار وكان متواصلاً معنا بالحضور في الوقت المحدد.
* محمد الخوجلي ظهر مع زملائه في فريق سدوس كأنه منذ سنوات وهو يلعب في هذا النادي مع زملائه محمد النزهان وعبدالعزيز الجنوبي وبندر تميم وعبدالرحمن الميني.
* محمد خوجلي فضل أن يكون الحوار في سيارته الغريبة التي لا تتسع سوى لشخصين.
* قال إن علاقته مع شقيقه عادل علاقة أشقاء وهو القائم بكل ما يخصه.