Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/02/2008 G Issue 12910
السبت 25 محرم 1429   العدد  12910
دفق قلم
بين التنظير والتطبيق
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

لقد أصبح التنظير للقضايا والمواقف والأحداث طاغياً في عالمنا الإسلامي، وتأخر مقابل ذلك التخطيط الذي يقبل التنفيذ مباشرة، ولو أنَّ تطبيق الحلول والاقتراحات في قضايا الإصلاح العام واكب التطبيق في المجالات المادية والتقنية لكنا قد قطعنا شوطاً كبيراً في ميادين الإصلاح وحلِّ المشكلات ومواجهة الأحداث، ومواكبة الدول الغربية في بعض المجالات المهمة كالمجال السياسي مثلاً، ولكنَّ جانب التطبيق ما زال ضعيفاً أمام التنظير والتحليل والطَّرح النظري الذي لا يحمل مشروعاً واضحاً قابلاً للتنفيذ.

قال لي صاحبي: لقد كثر الحديث العاطفي عن (حصار غزَّة) وامتلأت نفوس عامة الناس قناعة بأهمية اتخاذ مواقف حاسمة لمواجهة هذا الحصار الظالم، وتهيأت القلوب للتفاعل القوي مع الحدث وما يتعلَّق به، ولكنَّ المشكلة الواضحة في الأمر تتمثل في طرح خطوات عملية قابلة للتنفيذ، قلت لصاحبي: كيف؟ قال: الجدير بالعلماء والمفكرين والمحلِّلين السياسيين المسلمين أن يضعوا أسساً سليمة لأفضل وسائل التطبيق العملي للفرد المسلم بعد أن يضعوا هذه المسألة على طاولة المناقشة والحوار الهادف، وأن يضعوا أسساً مشابهة لأفضل وسائل التطبيق العملي للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كمراكز الدراسات والجمعيات والهيئات التي يمكن أن يكون لها دور في تنفيذ ما يتفق عليه من خطط وتعليمات.

إنَّ الأسئلة التي نسمعها من ألسنة كثير من الناس المتحمسِّين حينما تحدث بعض الأحداث الكبرى في الأمة هي: ماذا نصنع؟ وكيف نبدأ العمل المناسب؟ وما الموقف الملائم الذي يمكن أن نواجه به القضية المطروحة؟ وهي أسئلة مشروعة منتظرة، لا يليق بالأمة أن تتجاهلها، ولا يحسن بأصحاب الرأي وأهل الحلِّ والعقد في الأمة أن يهملوها.

هنالك آراء متعدِّدة يطرحها العلماء والمفكرون لمعالجة القضايا والنَّوازل، ولكنها لا تتجاوز الإطار النظري إلى الجانب العملي التطبيقي.

ثم قال صاحبي: لقد تابعت كثيراً من البرامج التي تناولت موضوع حصار غزَّة، فما حظيت في واحدٍ منها بخطة عملية قابلة للتنفيذ تقول لي بإمكانك أن تفعل للتعامل مع هذا الحدث ما يلي، ثم تعِّدد لي عدداً من النقاط التطبيقية، بل إنني خرجت من تلك المتابعة بصدر ضيِّق، ونفسٍ مشحونة، وشعور بالأسى عميق، ولولا أن أحد المتحدثين نصح بالذكر والدعاء المستمر مؤكداً أن هذا عمل يستطيع أن يقوم به الجميع، لفقدت الأمل في صلاح الأمور، ولقد نفَّذت نصيحة ذلك الرجل لأنها نقلتني إلى التطبيق مباشرة فوجدت منها خيراً كثيراً، وشعرت أنني سعيدٌ لأنني قمت بعمل مهم نقلني من الاستماع السَّلبي إلى التطبيق.

إشارة: المشروعات المدروسة وبرامج العمل هي الطريق الأمثل للإصلاح.

www.awfaz.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد