الذي يتابع المشاريع الخاصة التي تنفذ على الطرق.. وبالذات محطات البنزين وملحقاتها.. من غرف واستراحات وبقالات ومساجد وأحواض زهور وسائر الخدمات المرافقة الأخرى.. سواء مطاعم أو بقالات.. حتى دورات مياه.. يجدها فور التنفيذ نظيفة جميلة متناسقة.. اعتُني بها عناية كبيرة.. تعطي مظهراً رائعاً جميلاً.. تشدك من الظاهر.. وتتمنى لو أن كل المحطات على الطرق.. صارت كمثل هذه المحطة الجديدة.
** تتحدث عن هذه المحطة الجديدة في كل مكان.. وتعتبرها المحطة المثالية.. ويُضرب بها المثل في كل مناسبة.. ولكن.. ماذا لو زرتها بعد ستة أشهر وليس سنة أو سنتين؟
** عندما تقترب منها لن تعرفها؛ لأن كل شيء يكون قد تغير.
** الزهور.. اختفت..
** والأعشاب والشجيرات حولها.. كلها ماتت..
** وأحواض الزهور والشجيرات.. تحولت إلى مزابل.. وكومة جوالين زيوت فارغة وبقايا كفرات ولساتك..
** والمرافق الأخرى.. كلها تحولت إلى خرائب مدمرة.. وكأنما مضى على تنفيذها خمسون سنة.. وصاحب المحطة لا يهمه سوى عائد المحروقات وعائد المحلات والخدمات الأخرى فقط.
** لا يهمه.. سوى جيبه فقط.. أما المظهر العام.. والشكل العام.. فليس شأنه.
** هو اهتم بهذا المظهر السابق.. واعتنى بإخراج محطته بهذا الشكل.. لمجرد الحصول على ترخيص فقط.. وبمجرد الحصول على الرخصة وإدخال الخدمات.. والحصول على إذن بالعمل ومزاولة التجارة.. نسي كل شيء.. وتحولت المسألة إلى تجارة فقط.
** تدخل الغرف.. فتجد الفرش والأثاث فيها وقد تحول إلى مزبلة.. يُرمى في الشوارع ما هو أحسن منها..
** تدخل المسجد فتتألم.. أن يتحول المسجد إلى هذا الوضع..
** تدخل دورات المياه.. فتخرج مسرعاً ويدك على أنفك من شدة الروائح..
** أين الجهات المسؤولة من هذا التحايل وهذا التلاعب وهذا الغش؟
** فالذي يفرض عليهم هذا الشكل قبل أن يمنحهم الرخصة.. قادر على فرض استمرار هذا الشكل.. عندما يحدد مدة معينة لانتهاء الرخصة.. لا تجدد إلا وهي في شكلها المطلوب..
** وهذا أيضاً.. قادر على إرسال مفتشين بين وقت وآخر؛ لضمان تقيد المحطات بالمواصفات المطلوبة وإلا.. تعرضت للإغلاق..
** هذه المحطات يقصدها المسافرون من كل اتجاه.. ليس من أبناء هذا الوطن فقط.. بل جميع المسافرين من الداخل والخارج.. وهي أحد وجوه الوطن التي يفترض أن تظهر بالشكل اللائق المطلوب..
** إننا ندرك جميعاً.. أن هذه الرقابة وهذه المتابعة.. لا تُعجز الجهات المسؤولة.. سواء كانت البلديات أو غيرها.. لفرض التعليمات والنظم على هذه المحطات.. وإلزامها بالقوانين واللوائح بشكل مستمر وليس بشكل مؤقت يسبق الحصول على ترخيص..
** نعم.. يجب إلزام كل محطة بالأنظمة واللوائح ومعاقبة كل متلاعب ومستهتر..
** في الدول الأخرى.. تشاهد هذه المحطات.. وهذه المحلات.. وهذه المطاعم بشكل رائع أنيق.. تخضع لمراقبة مستمرة..
** كما أن أصحابها والعاملين فيها.. لديهم إحساس بالمسؤولية.. وعندنا.. كل ما يهمه.. هو دخلها اليومي والشهري فقط.