غزة - رام الله - بلال أبو دقة
أكدت أربعة أجنحة عسكرية فلسطينية في مؤتمر صحفي عقدته أمس بمدينة غزة (أن أي اتفاق سابق بشأن معابر غزة هو اتفاق مع الاحتلال، ولن نسمح بأن يكون هناك طرف ثالث علي معبر رفح (غير الطرف الفلسطيني - المصري)، وأن الاتفاقيات السابقة هي شيء من الماضي ولن نقبل بعودتها.. وقالت الأجنحة العسكرية الأربعة: (إنها لن تسمح بإعادة الشعب الفلسطيني إلى العيش في سجن كبير عبر إعادة الاحتلال وإغلاق معبر رفح, مؤكدين استخدامهم كل الوسائل المتاحة لرفع الحصار عن قطاع غزة.. واستهجنت الأجنحة العسكرية الفلسطينية تصريحات الرئيس محمود عباس التي أدلى بها في القاهرة أول أمس وطالب فيها بإعادة تشغيل المعبر وفق الاتفاقيات السابقة.
وثمنت الأجنحة العسكرية الأربعة (ألوية الناصر صلاح الدين، المجلس العسكري الأعلى حركة فتح الياسر, وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش (سيف الإسلام), وحركة مجاهدي بيت المقدس) الموقف المصري للعمل على كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني, مؤكداً أن فصائل الشعب الفلسطيني وأمة الإسلام عامة تقف معهم ولن تتركهم.
في غضون ذلك، رفض (فهمي الزعارير) المتحدث باسم حركة فتح رؤية حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران الماضي في تعميق الانفصال السياسي والاقتصادي بين قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال: إن هذا سيجابه برفض شعبي ووطني.. وقال الزعارير، تعقيبا على تصريحات صحفية متواصلة لقياديي حركة حماس، الداعية لاعتماد غزة اقتصادياً على مصر عبر معبر رفح، وتجاهل الحديث عن ممرات آمنة متفق عليها سابقا، توصل بين الضفة وغزة، إن هذه جريمة تمرر بهدوء، لتحقيق أحلام إسرائيل التاريخية في سلخ غزة عن الضفة وتقسيم الوطن إلى كانتونات..
وسبق أن قال الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية: إن حماس تسعى لإنهاء التبعية الاقتصادية لقطاع غزة بإسرائيل وإلحاقها بمصر والعمق العربي والإسلامي.
وقال يوسف في حديث صحافي: (إن هذه الخطوة من شأنها أن تفصل الاقتصاد الفلسطيني وتنهي تبعيته للاحتلال الإسرائيلي وتفتح أمامنا الآفاق لبذل كل جهد مستطاع لتعزيز عمقنا العربي والإسلامي).
وأضاف يوسف أن وفد حماس المتواجد في القاهرة منذ الأربعاء يحمل ملفات مهمة سيضعها على طاولة البحث من ضمنها تزويد قطاع غزة بالكهرباء والوقود من قبل مصر حيث أعربت بعض الجهات العربية عن استعدادها لتمويل تلك المشاريع في حال وافق الجانب المصري عليها؛ لكنه أشار إلى أن كل المشاريع التي يحملها وفد حماس مرهونة بموافقة وتعاطي المصريين معها, وقال: (نحن في حماس نصر على أن يكون لنا دور في إدارة معبر رفح إلى جانب الحرس الرئاسي التابع للرئيس (أبو مازن) على الطرف الفلسطيني وفي الطرف الآخر هناك مصر ولا حاجة لوجود أوروبيين).
ولفت مستشار هنية إلى أن مصر لن تسمح بأن تبقى قضية المعبر معلقة من دون حل ولذلك لن يعود الوفد من دون رؤية سيتم الاتفاق عليها لإدارة المعبر وتحديد مدى حجم دور حماس ودور الرئاسة في إدارته.