أُعلنت النتائج النهائية لتقرير فينوغراد، والذي لا يعرف عن فينوغراد، فنوضح بأن الدولة العبرية شكلت لجنة برئاسة قاضٍ متقاعد وضمت عدداً من المختصين منهم أستاذ جامعي وخبراء عسكريون ومدنيون لدراسة أسباب الفشل الذي منيت به إسرائيل في حرب الصيف عام 2006 في جنوب لبنان.
نتائج التقرير كلٌ حاول توظيفها لصالحه، فزعيم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو اعتبرها تأكيداً على فشل الزعامة الإسرائيلية السياسية متمثلة في أولمرت وطالبه بالاستقالة أسوة برئيس هيئة الأركان الذي هو رأس المؤسسة العسكرية.
أولمرت اعتبر التقرير تبرئة له من المسؤولية المباشرة، وإن ناله بعض من التقريع إلا أن المسؤولية الكبرى وجهت للقيادات العسكرية.
في الجانب الآخر اعتبرت أوساط حزب الله بأن (الحزب) هو المنتصر لأنه أثبت فشل نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
كلٌ نظر للتقرير من زاوية مصالحه، أما ما مصير الخسائر التي لحقت بالشعب اللبناني الذي فقد 1200 إنسان أغلبهم من المدنيين، وتدمير البنى التحتية خصوصاً محطات الكهرباء والمساكن، وتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت والتدمير لكل مظاهر الحياة، فلا أحد يتكلم عن هذه الخسائر، ولا عن المسؤول في اندلاع هذه الحرب، وهل حققت مكاسب إن كانت الحرب تحقق مكاسب..؟!
يحسب للإسرائيليين، وهم أعداؤنا الذين جلبوا الحرب والإرهاب والأزمات إلى منطقتنا، أنهم واضحون، وشفافون في معالجة أخطائهم، يشكلون اللجان لبحث أسباب القصور وتحديد الأخطاء وكشف مرتكب الخطأ الذي يتحمل نتيجة أخطائه، فيترك منصبه لغيره لمعالجة ما ارتكبه من أخطاء. هكذا فعلت جولدا مائير عندما هُزمت إسرائيل في عام 1973م. أما نحن العرب فلا تزال أسرار هزيمة (نكسة حزيران 1967م) لا يعرفها أحد، بل قائد النكسة عومل كزعيم منتصر وأعادته الجماهير للسلطة بعد أن قدم مسرحية الاستقالة..!
حرب صيف 2006م التي اندلعت بعد خطف جنديين إسرائيليين كان ثمنها لبنانياً مقتل 1200 لبناني وتدمير كل الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. من المسؤول عن اندلاعها، هل شكلت لجنة تحقيق لدراسة الأسباب والنتائج، وخطورة اتخاذ قرارات الحرب من قبل حزب يتلقى تعليماته من خارج لبنان..؟!
تقرير فينوغراد يستعرض أسباب عدم تحقيق إسرائيل (نصراً) هو في رأيهم سحق مقاتلي حزب الله وإعادة الجنديين، ويصف مقتل 160 جندياً إسرائيلياً بأنه كارثة. أما نحن في الوطن العربي واللبناني خاصة نعتبر مقتل 1200 لبناني وتدمير نصف لبنان انتصاراً، لأن حزب الله لا يزال باقياً وعناصره لا زالوا يتلقون الأوامر من خارج لبنان لإبقاء لبنان في دائرة الفوضى!!.
jaser@al-jazirah.com.sa