تعتبر المكانة الاستراتيجية التي يحظى بها كثير من المسؤولين في مناصبهم تمنحهم السبب المقنع من وجهة نظرهم الخاصة بالانشغال عن حياتهم اليومية؟
أدى هذا السلوك الانشغالي المبرر لكثير ممن ينالون بهذا السبب.. إلى خلق جوّ من الاتكالية على الغير في تسيير الأمور الحياتية؟ وتمكين البعض من البروز الذاتي الذي ربما يخل بالواقع المأمول؟
وكلما تعمقت قليلا في حياتنا اليومية.. تجد الكثير ممن وثق بهم العمل قد أشغلتهم مناحي الحياة.. وهذا النمط ترك فرصة للغير أن يغزو بفكره ما يعبر عن ذاته ورأيه الخاص تجاه من يقصد؟
ولأن الإعلام وسيلة مباشرة للتأثير على الغير.. يصبح فرصة لكل منتمٍ إليه أن يعبر عن الرأي بتوسع كبير.. لأن الفرصة متاحة له.. خاصة إذا كان يحتل مكانة أدبية أو فكرية في تلك الوسيلة الإعلامية التي ينتمي إليها.. وكل تلك المبررات التي سيقت للطرفين؛ المسؤول والإعلامي.. جعلت الفجوة واسعة في النقد الإعلامي.. وتحوّل الأمر إلى عراك بين الإعلام والمسؤول الصغير.. الذي يقاتل بطلقات فارغة من المعلومات الحقيقية.
هذه الأيدلوجية من الأساليب المنتهجة في كثير من القطاعات.. وتهرب أعلى سلطة فيها من المواجهة التبريرية.. خلقت أجواء مشحونة من الحساسية والتوجس.. فكلما بعد المسؤول وتهكم ببعده وتهميشه لما يطرح ازداد الأمر سوءا بالنقد اللاذع والطرح اليومي.. لعل المسؤول أن يفيق من شغله الشاغل؟
* العكس تماما حينما تنظر إلى شخصية حملت هم الوطن في كل مناحي الحياة جلها.. ويتزعم ريادة الحكم الإداري في أكبر منطقة.. ويتأمر واحدة من كبرى العواصم العربية.. لا يعفيه هذا الكم الكبير من الانشغال الدائم على مدار الأربع والعشرين ساعة يوميا بما فيها يومي الخميس والجمعة حتى وهو على فراش الراحة لا يعفيه أن يعطي جل الوقت للتقارب مع الناس في همهم وسلواهم.
هذه الشخصية إن سمح لي المقام أن أورد سلوكه اليومي في طريقته الفذة في برمجة الحياة اليومية ومنهجه في المتابعة الدقيقة عما يدور في كنف الإعلام الصحفي والمرأي والمسموع.. فلم يدعِ هذا الإنسان الفريد بعمله انشغاله عن الناس.. بل تجده بين الفينة والأخرى.. يذكرنا بوجوده عبر ردوده المحلية والدولية.. فيما يطرح؟ وتجده ممسكا بالقلم لا ليوقع فحسب.. بل يصوغ الكتابة بما يعلمه عن هذا الموضوع أو ذاك.. بما حباه الله من علم وخبرة حياتية طويلة وفقه الله.
المكانة الاستراتيجية الواسعة التي تشغلها هذه الشخصية لم تغنه عن الوفاء والعمل الجاد.. وإعطاء كل ذي حق حقه وتعديل المفاهيم الخاطئة والدفاع عن وجهة النظر الصحيحة وتصحيح المعلومة للناس قريبهم وبعيدهم؟
(الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز) أمير منطقة الرياض - لست ممن يعرف به.. لكن هو من يحمل الشخصية النموذجية الفريدة في كل مسلمات الحياة اليومية.. وإذا كانت شخصية مثل شخصية الأمير سلمان.. يتابع بدقة ويرد ويصحح المفهوم.. فهذا هو نبراس الذكر والافتخار للتاريخ.. فكلما ذيل سلمان اسمه في الرد الصحفي المناسب.. نتذكر مكانتنا كإعلاميين عنده واهتمامه بنا.. في وقت نفتقد حتى المتابعة من مسؤولين كثر؟؟ في تهميشهم لما يطرح من قضايا إنسانية أو وطنية؟
ومتى ما مسست منصب ذاك المسؤول استشاط غضباً!! وتجسدت فيه روح المقاتلة والدفاع عن النفس الخاصة؟
سلمان.. أو كما يحلو له أن ينادى بتواضعه (أبوفهد) نادر من نوع اللآلئ الصعبة والثمينة.. فسلمان والإعلام صداقة محببة ككفين في جسد واحد.. لا تعالي ولا غرور ولا توهم بالانشغال..
لله درك يا أبا فهد.. فقد أعطيت الإعلام والإعلاميين مكانة العمل الجاد في إثراء الوطن بالإعلام الصادق النزيه.. دمت سالما معافى..
فماذا أنا ومقالي في هذه الجريدة القريبة إلى قلبك من (اطلاعك وقراءتك)..