يدعي الغرب (معظم دول القارة الأوروبية، وخصوصاً الغربية منها ومعها الولايات المتحدة الأمريكية) حرصه الشديد على حقوق الإنسان والدفاع عنها في دول العالم الثالث (الدول النامية والفقيرة)، وفي الحقيقة فإن هذا الادعاء ما هو إلا أكذوبة واضحة قد يصدقها بعض الناس.
صحيح قد يحصل المواطن في الدول الغربية على بعض من حقوقه في دولته، ولكن قد تحجب وتمنع هذه الحقوق عن إنسان يختلف عن المواطن الأصلي الغربي من الناحية الدينية، أو القومية، أو اللون، رغم كون هذا الإنسان يعيش في بلاد الغرب إما للدراسة أو البحث عن لقمة العيش، أو لأسباب أخرى. إن أطروحة ما يسميه الغرب بالدفاع عن حقوق الإنسان ما هو إلا طريقة ووسيلة لترهيب وابتزاز واستغلال للدول الضعيفة الأخرى مدعوماً بخطاب سياسي وإعلامي وقوة تكنولوجية وعسكرية مخيفة. أين حقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب عما يحدث من تجويع وقتل للإنسان الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على يد صنيعة الغرب (إسرائيل) وأين حقوق الإنسان الغربية عما يحدث للشعب العراقي من قتل وتشريد على يد الآلة الأمريكية ومن معها رغم كون أمريكا في مقدمة الدول الغربية المنادية بحقوق الإنسان، وأين حقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب عما يحدث في الصومال، والسودان وأفغانستان، والشيشان، وغيرها من الدول الضعيفة والمستضعفة، وهل بعد هذا يوجد إنسان يصدق بهذه الأكذوبة؟!
الرياض: 11642 ص.ب 87416