استيقظت من نومي على رسائل وجدتها في جوالي، كل واحد ينعاه بطريقته الأولى تقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، (انتقل إلى رحمة الله والد الجميع الشيخ صالح العجروش)، الثانية تقول: (انتقل إلى رحمة ربه فقيد الأسرة والمجتمع)، والثالثة تقول: (فقيد الجميع في ذمة الله) والرابعة تقول: (فقدنا أخ من لا أخ له) وبكيت لهذه العبارة لصدقها، فقد كان الشيخ صالح العجروش -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- والداً وأخاً وصديقاً ومعلماً وموجهاً لكل من قصده بشيء، رجل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى يقف مواقف يعجز القلم أن يذكرها لكثرتها. يمد يداً كريمة لكل من يقصده بمساعدة، بقرض حسن، بوظيفة، بطلب علاج، يصل رحمه، يساعد أقاربه يتصل بهم في أي مدينة يكونون، كان له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في لم الأسرة وعمل جمعية خاصة بالعائلة يدعو لها حتى أقارب والدته يجتمعون سنوياً كل مرة في مكان، أنشأ مع إخوته استراحة يلتقون بها مساء كل أربعاء مع زوجاتهم وأبنائهم وأحفادهم وأنسابهم وكل واحد من الأخوة يولم للعائلة مرة وكان يحث الأقارب والأنساب لمن يأتي في زيارة للرياض أن يحضر ربوعيتهم ليرى الجميع وهم يرونه وبذلك يضرب عصفورين بحجر، كان له عادة منذ تسلم أولى وظائفه التي عمل بها أن يشتري كسوة العيد لشقيقاته وزوجات إخوانه وبناتهم وزوجات أبنائهم مع زوجته أم خالد وبناته وكان يشتري نفس القماش بألوانه جميعها وكان يقول أريدكم أن تلبسوها جميعكم في يوم العيد وكل يخيطها على ذوقه ويختار ما يريده من لون. وكان العيد كل سنة في بيته أو بيت أحد إخوته بعد أن استقروا جميعهم في الرياض وكانت الكسوة تذهب إلى الشقيقات المقيمات في مكة وجدة مع بناتهن وبداخل كل قطعة قماش مبلغ من المال (عيدية لهن) وفي كل هذا الحب والعطاء والخلق الطيب تقف معه تذكره وتساعده وتحتوي كل فرد من أفراد العائلة بكل محبة وحنان زوجته الأخت الغالية والصديقة الفاضلة أم خالد التي أشهد الله شهادة حق أنني خلال عشرتي الطويلة لتلك العائلة لم أجد يوماً على وجهها السمح سوى ابتسامة حب صادقة تحتوي بها كل من دخل بيتها العامر. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يمتعها بالصحة والعافية وأن ينزل عليها وعلى أبنائها وبناتها وعلى جميع الأقارب والأصدقاء العزاء والصبر، رحم الله أبا خالد العجروش رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته{ وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}