*عندما أردت الكتابة عن العم صالح وجدته هامة شامخة في كل شيء بمسيرة حياته وقد كتب زملاؤه أو من زامله أو عمل معه رحمة الله عليه بما لمسوا منه وما عرفوا عنه في سيرته العطرة رحمة الله.
وهنا سوف أكتب عن الجانب الإنساني في حياة الإنسان أبو خالد العم صالح العجروش رحمة الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع العلم أنني اجهل الكثير والكثير عن أعماله الخيرة التي كان رحمة الله حريصاً كل الحرص أن نكون بنيه وبين الله سبحانه وتعالى.
ذلك الرجل الذي لا نجد فيه الأضداد كثيرة إلا بالحق، الرجل الذي لم تفارق محياه الابتسامة المشرقة رغم ما تخفيه من معاناة، همه الأول والأخير هو جمع ولم شمل الأسرة الكبيرة وكم كان - رحمه الله - حريصاً كل الحرص على أن يكون للأسرة وأبنائها اجتماعاً سنوياً يكون ملتقى ثقافياً تعارفياً للأسرة، وهو رحمه الله كان صاحب الفكرة ودعمها حتى رأت النور وبفضل الله ثم بفضله - رحمه الله - أصبحت تلك الجمعية تقام سنوياً وهي في عامها الثامن هذا العام وساهم بشكل مباشر إسهامات فعالة في استمرارها ودعم أنشطتها ورصد الجوائز المالية المحفزة لكل متفوق من الأسرة يتم تكريمهم من خلال الاجتماع السنوي.
إنه صاحب الأيادي البيضاء في عمل الخير من خلال حرصه على تلمس احتياجات الأسرة الكبيرة بشكل خاص وحبه للعمل الخيري بشكل عام من خلال تتبع أخبار الأسرة والحرص على قضاء حاجاتهم بشكل سري لا يمس كرامتهم أو ينتظر ان يسألونه، مبادراً إلى كل خير سباقاً بالسؤال عن الآخرين والاطمئنان عليهم متابعاً كل صغيرة وكبيرة متابعاً لأحوال الجميع زائراً كل مريض على الرغم من مشاغله وأعماله وكثرة التزاماته - رحمه الله - شديد الحرص على حضور أي مناسبة تخص العائلة في أرجاء المملكة.
انه الرجل الذي له الموقف من يتكلم عنه وهنا سوف أذكر بعض أعماله في الجانب الإنساني وأول هذه المواقف عندما حصل لوالدي - أمد الله في عمره - وأنا في الثالثة عشرة من العمر عندما أتينا - إليه أنا وعمي شقيق والدي إلى مكتبه نطلب فزعته لفك والدي من التوقيف بسبب دهسه شخصا توفي - رحمه الله - فأمر فوراً بكتابة خطاب يكفل به والدي بالحضور عند طلبه وكم كانت المفاجئة عندما أرفق - رحمه الله - مع الخطاب شيكا بكامل الدية مع السؤال عن أهل المتوفى وقام بإرسال كثير من المواد الغذائية وغيرها إلى منزل ذوي المتوفى رحمهم الله جميعاً.
وعندما هممنا بالخروج من المكتب قالها رحمة الله عليه لي باللهجة العنيزاوية: يا بيي قل للوالدة تطمن وما هي إلا ساعات ووالدنا أطال الله في عمره بيننا انه أبو خالد انه صالح العجروش.
بهذا الموقف عرفت ان الرجال مواقف لا ينتظرون ان يسألوا بل المبادرة هي ديدنهم ومنه تعرفت على معنى الرجال مواقف، ومن مكارم الرجل وحبه لعمل الخير كان يسأل عن من لديه الرغبة في أداء فريضة الحج من أفراد الأسرة أو من الجيران ومن لا يستطيع تحمل تكاليف الحج كان يوفر لهم جميع ما يلزم من وسائل النقل وتحمل تكاليف نصب الخيام في منى وعرفات واقامتهم في مكة المكرمة حتى عودتهم، إلى ديارهم سالمين غانمين انه أبو خالد انه العم صالح العجروش لقد كنت كبيراً بهامتك بسيطاً بتواصلك مع الآخرين احببتهم فأحبوك، جابراً لكل خاطر ساعياً لكل خير أشغلتك هموم غيرك وقضاء حاجاتهم عن نفسك وصحتك وراحتك متواصلاً مع الجميع حتى مع من اختلف معك بشفافيتك وصدقك رحمك الله يا أبا خالد.
كنت سباقاً دوماً في الأعياد وفي المناسبات في الأفراح معنى سعيداً يسعدنا وفي الأحزان ماسحاً لكل دمعة موجوداً مع الجميع.
عندما سألت عنك الجميع وجدتك هامة كلها شموخ عنوانها البساطة والمحبة للجميع والسعي الدؤوب لعمل الخير وهذا سر محبة الناس لك، لقد ذكرك يا أبا خالد الجميع بكل خير ويعلم الله أن كل شخص سألته عنك رحمك الله ذكر لي واحدة من مناقبك الحميدة وموقفاً مغايرا للآخر واتفق الجميع على حبهم لك وحرصك الدائم على تقريب وجهات النظر والتسديد من أجل لم شمل الأسرة.. رحمك الله يا أبا خالد لقد كنت الرجل الذي يفتح باب بيته بالرياض والطائف وكل مكان موجود به، رغم مشاغلك الكثيرة مستقبلاً كل زائر ملبياً حاجة كل محتاج وعوناً لكل ملهوف كنت تنفق وتنفق ولا تخشى الفقر.. رحمك الله يا أبا خالد انه صالح العجروش.
رغم انك تكره الواسطة إلا أنك تؤمن بمنح الفرصة للآخرين ولن أنسى لك ذلك الموقف عندما قلت لي لن أتوسط لأنك ولدنا ولد العجروش ولكن سوف أساعدك لتأخذ فرصتك وتثبت جدارتك بالعمل، هذه هي نظرتك وهذا سر نجاحك رحمك الله أبا خالد.
لقيت الحزن في عيون الجميع عند عودتي إلى أرض الوطن وزيارتهم، لما لا وهو الأخ الأكبر للجميع والصديق الوفي مع الجميع لم يبخل يوماً لا بجاهه ولا بماله ولم يتوانى عن مساعدة الآخرين وكم مرة تسهلت لنا أمور كثيرة بصيته وجاهه دون تدخله وبمعروفه مع الآخرين ودماثة الأخلاق التي يتحلى بها.
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته..
انه فقيد الجميع انه فقيد كل النبلاء.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.