القاهرة -الجزيرة
أكد معالي رئيس مجلس الشورى رئيس وفد المملكة في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد حاليا بالقاهرة الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن المملكة العربية السعودية تقف دائما في موقف الداعم لكافة القضايا العربية والإسلامية، كما تقوم بمكافحة الارهاب بكافة أشكاله وصوره أينما كان وتتعاون مع الأطراف الدولية للقضاء عليه ومحاصرته ومنع انتشاره. وقال معاليه في كلمته في المؤتمر: إن الهاجس الأمني كان ولايزال من الدوافع الأساسية للدول لاستحداث الكثير من الهيئات والمنظمات الدولية العالمية والإقليمية وأصبحت هذه المنظمات اليوم أدوات تعمل الدول من خلالها لتحقيق أمنها بشكل جماعي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر واعتبارا للأهمية المتزايدة التي باتت تحظى بها الدبلوماسية البرلمانية مدعو للبحث عن صيغ فاعلة لمزيد من التواصل بين المجالس والبرلمانات الأعضاء في الاتحاد لتوسيع دائرة التعاون والتنسيق لأداء دور فاعل في ترسيخ أسس السلام والأمن الشامل وتعضيد الجهود الرامية إلى هذه الغاية السامية النبيلة. وأضاف معالي رئيس مجلس الشورى قائلا: إن المملكة العربية السعودية تستشعر ما آلت إليه الحالة الانسانية والاقتصادية والامنية المتدهورة في الاراضي الفلسطينية بصفة عامة وفي قطاع غزة وبعض مدن وقرى الضفة الغربية بصفة خاصة جراء استمرار انتهاكات المحتل الاسرائيلي الخطيرة ضد المدنيين العزل وعمليات المداهمات والاجتياحات العسكرية والاعتقالات والاغتيالات وهدم المباني اضافة الى مايتعرض له اشقاؤنا في فلسطين من إجراءات قاسية على المعابر الحدودية، وكذلك استمرار الحصار الاقتصادي الخانق على قطاع غزة محذرا من تداعيات تغاضي مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي عن الانتهاكات الاسرائيلية وسياسة العقوبات الجماعية التي تمارسها اسرائيل بأبشع صور العقاب الجماعي في قطاع غزة والضفة الغربية.
وطالب معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن خاصة والمجتمع الدولي القيام بتحرك عاجل وفاعل لوقف تلك الانتهاكات الإسرائيلية الغاشمة والممارسات التعسفية فورا ورفع الحصار والإغلاق المفروض على قطاع غزة ووقف الاعتداءات والمداهمات والقتل العمد الذي يتعرض له أشقاؤنا في فلسطين وإلزام اسرائيل بقرارات مجلس الامن والقرارات الدولية والاحتكام الى لغة السلام والمبادرة العربية.وشدد معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد على ان استمرار تدهور الأوضاع الامنية في العراق مايزال يتسبب في معاناة أليمة وغير إنسانية للشعب العراقي الشقيق وبإعاقة جهود الدول المخلصة في سعيها لمساعدة العراق على تجاوز محنته وإعادة بناء اقتصاده وعمرانه وترسيخ وحدته مشيرا إلى ان المملكة العربية السعودية أكدت دوما أهمية دعم وحدة العراق والحفاظ على استقلاله وسيادته والامتناع عن التدخل في شئونه الداخلية. وحول الملف النووي الايراني أكد معالي رئيس مجلس الشورى أن مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية ليؤكد دوما في شأن المسألة النووية على أهمية اللجوء الى الحلول السلمية والمفاوضات الهادفة البناءة. ويطالب المجلس بالابتعاد عن الازدواجية في التعامل في سبيل جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وهذا لايمكن تحقيقة إلا عن طريق التعاون والشفافية معربا عن أمله في أن تواصل إيران تعاونها البناء والسير قدما في هذا الاتجاه مما يشكل خطوة بناءة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة الذي هو جزء من منظومة الأمن والاستقرار الدوليين. وجدد معاليه موقف المملكة العربية السعودية نحو الحوار بين الحضارات مؤكدا إدانة المملكة وبشدة لمفهوم الصدام بين الحضارات ودعت الى أن يحل مكانة مفهوم التعايش السلمي البناء بين الحضارات، وأن تكون المرحلة القادمة في العلاقة بين الحضارات والأمم مرحلة حوار حقيقي قائم على احترام كل طرف لمقدسات وعقيدة وهوية الطرف الآخر مبينا ان هذه الدعوة تأتي في إطار مواجهة ظاهرة الكراهية ومابات يعرف (بالاسلام فوبيا) وهي ظاهرة من المفترض الا تمت للعالم المتحضر بصلة ومع الأسف فإن هناك جهات متخصصة تتفنن بإثارة الصراعات الحضارية بين الأمم، ولابد لمكافحة هذه الظاهرة أن نسعى إلى إيجاد آليات دولية عبر الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها لتجريم ومعاقبة كل ما يسيء الى الإسلام ورموزه ومقدساته.
من جهة ثانية استقبل معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس وفد المملكة في مؤتمر اتحاد المجالس والبرلمانات للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي مساء أمس بمقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة معالي رئيس مجلس الشورى بجمهورية إيران الإسلامية الدكتور عادل حداد.