تونس - (واس)
افتتح فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية أمس، الدورة الخامسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تتزامن هذا العام مع ذكرى مرور ربع قرن على إنشاء المجلس. ويرأس وفد المملكة إلى أعمال الدورة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية التي عقدت بالقصر الرئاسي في قرطاج بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
كلمة الأمير نايف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
صاحب الفخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية. أصحاب المعالي والسعادة.
أيها الإخوة الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يشرفنا يا فخامة الرئيس أن يرعى فخامتكم هذه المناسبة التاريخية التي ينعقد في ظلها اجتماع هذا المجلس متزامناً مع حلول عام هجري وميلادي جديد جعلهما الله عامي خير وبركة على أمتنا والعالم أجمع، كما يأتي هذا الاجتماع تتويجاً لمسيرة خمسة وعشرين عاماً من أعمال هذا المجلس في سبيل خدمة أمننا العربي والمحافظة عليه وفق ما يتطلع إليه قادة دولنا ويحقق مصالح أوطاننا. إنه ليشرفنا بهذه المناسبة أن نتقدم لفخامتكم بخالص شكرنا وعظيم تقديرنا لما يلقاه هذا المجلس وأمانته الدائمة من رعاية كريمة من لدن فخامتكم وما يحيطنا به الشعب التونسي الشقيق من حسن الضيافة ونبل التكريم. كما أخص بالشكر معالي الأخ والزميل رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية في دولة تونس الشقيقة على جهوده المخلصة في سبيل تهيئة عوامل نجاح اجتماعات هذا المجلس بمقره الدائم.
فخامة الرئيس: إن استتباب الأمن والاستقرار في أي دولة يمثل جوهر تقدمها وازدهارها.. ومن هذا المنطلق يعمل هذا المجلس بكل صدق والتزام على تحقيق الأمن والاستقرار في وطننا العربي ودعم مسيرة التعاون والتنسيق الأمني بين دولنا.. كل ذلك بهدف حماية مكتسباتنا وإنجازاتنا الحضارية الشاملة وتوطيد دعائم الأمن الداخلي في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة والحد من وسائل الجريمة والإرهاب والمخدرات وتطوير الإجراءات الأمنية وتعزيز الجهد الأمني وتنمية كافة جوانبه ومتطلباته وتبادل المعلومات الأمنية في ما بين دولنا وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات الأمنية وإعداد اللوائح والإجراءات المنظمة لجهودنا الأمنية.. لقد كانت هذه الأهداف ولا تزال المنطلق والغاية لمجلس وزراء الداخلية العرب.. ونحمد الله أن تحقق الكثير من هذه الغايات ولا تزال الإنجازات الأمنية على الساحة العربية تتوالى على الرغم من كل المتغيرات والظروف والطوارئ في بعدها العربي والدولي.. ولم يكن ذلك إلا بفضل الله - عز وجل - ثم صدق النوايا والالتزام بالمسؤولية وجودة العمل.
فخامة الرئيس: لقد عملنا جميعاً من خلال مسيرة هذا المجلس على الارتقاء بمفهوم الأمن الشائع بين الناس في بعده الشرطي ليصبح الأمن مفهوماً حضارياً شاملاً من حيث ارتباطه بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في أحوالها ومتطلباتها المتعددة. كما أصبحت قضية الأمن الداخلي في ظل مفهومه الشامل مرتبطة بقضية الأمن الخارجي لتأثر كل منهما بالآخر.. ولذا كان التعاون الدولي غاية أساسية لهذا المجلس من أجل تحقيق متطلبات الأمن والاستقرار للدول والشعوب أجمع.. وبهذا المفهوم أبرم مجلس وزراء الداخلية العرب اتفاقية مكافحة الإرهاب.. وكان ذلك قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م التي تعالت الأصوات حينها مرددة ما سبق وأن دعونا إليه من تعاون دولي صادق لمواجهة الإرهاب أياً كان نوعه أو مصدره.
فخامة الرئيس: إن ما تحقق - ولله الحمد والشكر - من نجاح لجهود مؤسساتنا الأمنية في مواجهة ما أحاط بأمننا العربي من تحديات ومتغيرات عالمية ومحلية قد أسهم في تعزيز العلاقة التكاملية بين أجهزة الأمن والمواطنين ورفع من مستويات إدراكهم وتفهمهم لدور أجهزة الأمن في حياتهم وتعاونهم معها.. وهو ما يجعلنا نشيد بكل اعتزاز بدور المواطنين فيما تحقق من إنجازات أمنية.. ونتطلع إلى تنامي هذا الدور وتعزيز علاقة المواطنين بأجهزة الأمن التي تعمل من أجل سلامتهم واستقرارهم. وفي الختام أشكر لفخامتكم رعايتكم الكريمة لأعمال مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة وإتاحتكم فرصة الالتقاء بفخامتكم في هذه المناسبة الكريمة من تاريخ هذا المجلس. والشكر الجزيل لكل من شارك في نجاح مسيرة هذا المجلس عبر تاريخه.. ويسرني أن يقدم مجلس وزراء الداخلية العرب لفخامتكم درعاً تذكارياً عرفاناً وتقديراً؛ لما تقدمونه لهذا المجلس من رعاية وإسهام كريم.. سائلاً الله العلي القدير أن يوفقنا لإنجاز ما يحقق توجيهات قادتنا وتطلعات شعوبنا وما ذلك على الله بعزيز... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس التونسي يتسلم درعاً تذكارياً من الأمير نايف
بعد ذلك قدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز باسم المجلس درعاً تذكارياً لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي عرفاناً وتقديراً لما يقدمه للمجلس من رعاية ودعم.
كلمة الرئيس التونسي
ثم ألقى فخامة الرئيس التونسي كلمة رحب في مستهلها بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس ورزاء الداخلية العرب، معرباً لسموه عن تقديره للرعاية الدؤوبة التي ما انفك يحيط بها المجلس بكل حكمة وبعد نظر، وتوجه إلى سموه بالشكر الجزيل على تقديمه درع مجلس وزراء الداخلية العرب وعلى ما تضمنته كلمة سموه من نبل المشاعر نحو تونس وشعبها وقيادتها. كما توجه فخامته بالتحية إلى أصحاب المعالي وزراء الداخلية العرب والوفود المرافقة لهم، مرحباً بكل المشاركين وضيوف الدورة التي تنعقد على أرض تونس، مؤكداً وفاء تونس لقيم الأخوة والتضامن العربي وحرصها الدائم على تعزيز العمل العربي المشترك وترسيخ دعائمه.
وهنأ فخامة الرئيس زين العابدين بن علي أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بمناسبة الاحتفال بمرور ربع قرن على إنشاء مجلسهم الموقر، معرباً عن تقديره لإنجازات المجلس الرائدة في مجال تعزيز مقومات الأمن والاستقرار داخل المجتمعات العربية. وعبر عن ثقته بقدرة المجلس الذي وصفه ب(المؤسسة العربية العتيدة) على تحقيق المزيد من الإنجازات في إطار أهدافه المرسومة بفضل التطوير المستمر لوسائل عمله ومواكبته للحاجات الأمنية المستجدة، معبراً عن اعتزاز بلاده باحتضان المقر الدائم للأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وحرصها الدائم على دعم المجلس إيماناً منها بدوره الحاسم في إثراء العمل العربي المشترك وبإسهامه الفاعل في تحقيق الأمن العربي الشامل ومواكبة التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.
وتطرق الرئيس التونسي إلى المكانة المرموقة التي يتبوأها مجلس وزراء الداخلية العرب ضمن مجمل آليات العمل العربي المشترك حيث يجمع بصورة دورية منتظمة المسؤولين عن الأجهزة الأمنية في الدول العربية لتوحيد الجهود المبذولة في مجال الوقاية من الجريمة وترصد مظاهرها والتصدي لمخاطرها ومعالجة أسبابها. وأعرب عن ارتياحه لحرص المجلس على دعم التقارب والتعاون بين أجهزة الشرطة والأمن في البلدان العربية من خلال وضع الاتفاقيات والاستراتيجيات والخطط الأمنية والمدونات والقوانين النموذجية في الكثير من المجالات الراجعة له بالنظر، منوهاً بالمساعي المتواصلة لأصحاب السمو والمعالي الوزراء لتقويم ما يحققونه من إنجازات لتأمين النجاعة والجدوى الدائمة لعملهم وملاءمته مع حجم ومستوى المسؤوليات الجسيمة الموكولة إليهم.
ونوه فخامة الرئيس ابن علي بحرص الأمانة العامة للمجلس على متابعة تنفيذ مختلف القرارات الصادرة عن المجلس وعلى تفعيل مكاتبها الفرعية المتخصصة وتطوير أدائها وبما تقدمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للأمانة العامة في ميدان البحوث والدراسات واللقاءات العلمية والدورات التدريبية، معرباً عن تقديره للدور البارز الذي تضطلع به الجامعة في ترسيخ مقومات الوظيفة الأمنية العربية. ورأى فخامة الرئيس التونسي أن وضع المجلس لصياغة حول الأداء المتميز للشرطي في ضوء معايير الجودة الشاملة في العمل الأمني يؤكد أهمية المثابرة على تأهيل الأجهزة الأمنية العربية لمزيد من الارتقاء بوظيفتها خدمة للمواطنين وتكريساً للشعور بالأمان والطمأنينة في نفوسهم وحفاظاً على مكاسب المجتمعات العربية وتأمين مسيرتها التنموية الشاملة على درب المناعة والتقدم والرفاه، معرباً عن يقينه بأن قيادات الأجهزة الأمنية العربية لن تدخر جهداً في المواكبة الدائمة لتطورات العصر واعتماد أحدث الوسائل العلمية والتقنية في مكافحة الجريمة بجميع مظاهرها وأشكالها.
وتحدث فخامته عن معالجة بلاده لملف التطرف والإرهاب فأوضح أن تونس التي أدركت مبكراً مخاطر التطرف والإرهاب كانت سباقة منذ تسعينيات القرن الماضي إلى التحذير من عواقب هذه الظاهرة وتبعاتها الوخيمة على استقرار الشعوب وأمنها وتنميتها واعتمدت في مجال معالجة ظاهرة التطرف والعنف مقاربة شاملة متعددة الأبعاد تجمع بين احترام القانون وحقوق الإنسان وبين البعد الوقائي والبعد الأمني وذلك بتهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية الملائمة من جهة وترصُّد الظاهرة والتصدى لها والقضاء عليها من جهة أخرى. كما ذكر بدعوة بلاده إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل اعتماد مدونة سلوك دولية لمكافحة الإرهاب تلتزم بها جميع الأطراف، مشيراً في هذا السياق إلى استضافة تونس للمؤتمر الدولي حول (الإرهاب الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة) الذي عقد في نوفمبر الماضي بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة المؤتمر الإسلامي تجسيداً لحرص تونس على مساندة كل المبادرات الهادفة إلى ترسيخ التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة الظاهرة العالمية الخطيرة. وبعد أن بارك الجهود الإيجابية التي يبذلها المجلس في إطار اختصاصه وفي متابعة تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتقويم ما تم تنفيذه في المجال أكد فخامة الرئيس التونسي ضرورة العمل على حشد الطاقات العربية والدولية لرصد ظاهرة الإرهاب والحد من تحرك العناصر الإرهابية بين البلدان وتفكيك شبكات الإرهاب وخلاياه ومنع تمويله ودرء أخطار مختلف الممارسات الإجرامية التي تغذيه، تقليدية كانت أو مستجدة. وأبدى فخامة الرئيس التونسي ارتياحاً لتنامي وعي المجموعة الدولية بمخاطر الإرهاب داعياً إلى عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام وإلى إبراز الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف باعتباره دين الوسطية والحوار والتسامح بما يتميز به من قيم كونية مشتركة مثل الوفاق والتعايش والسلام والاحترام المتبادل. وشدد فخامة الرئيس التونسي على أهمية الحوار بين الحضارات معرباً عن اعتقاده بأن العلاقات الدولية لا تنمو إلا في ظل الحوار البناء بين شتي الثقافات والحضارات والأديان ونبذ التعصب والتطرف والاحتكام إلى الشرعية الدولية وتكريس التعاون المتكافئ بين الأفراد والمجموعات والشعوب.
وجدد دعم تونس الثابت للقضية الفلسطينية ومساندتها الكاملة لحق الشعب الفلسطيني المشروع في استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة، كما أعرب عن تضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق داعياً الأطراف اللبنانية كافة إلى الاحتكام إلى خيار الحوار والوفاق ضماناً لوحدة بلدهم ومناعته واستقراره. كذلك أعرب عن أمله في أن يجد الشعب العراقي الشقيق طريقه إلى تكريس وحدته الوطنية في كنف الوئام والأمن والاستقرار.
وأثنى الرئيس التونسي على تعاون مجلس وزراء الداخلية العرب مع مجلس وزراء العدل العرب في مجال تعزيز المواكبة العربية للتطورات المستجدة في ظواهر الإجرام والانحراف بمختلف أنواعها واستخدام أحدث الأساليب في الوقاية منها وذلك بالنظر في إطار لجنة مشتركة منبثقة عن المجلسين في مشاريع اتفاقيات عربية تتعلق خاصة بمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ومقاومة الفساد وجرائم الحاسوب والتصدى لغسل الأموال وتمويل الإرهاب. ورأى في اهتمام المجلس بموضوع مكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية اعتماداً على الاستراتيجية العربية وخطتها المرحلية الخامسة في مواجهة الظاهرة ما يجسد حرصه الثابت على حماية المجتمعات العربية وتحصينها من مختلف الآفات ووقاية الشباب العربي من تبعاتها باعتباره قوام الأمة ومصدر ثروتها المتجددة وعماد مستقبلها. وحث المجلس على المثابرة على بذل الجهود الأمنية بما يحقق المزيد من الجدوى لأعماله ويقي الشباب من التيارات الهدامة التي تستهدفه.
وقدر فخامة الرئيس التونسي عالياً عناية المجلس بموضوع السلامة المرورية اعتباراً لأهمية الحفاظ على حياة الإنسان والبحث عن أنجع الوسائل للحد من الفواجع البشرية والاجتماعية والخسائر الاقتصادية والمادية الناجمة عن حوادث الطرقات، معرباً عن يقينه بأن تبادل الخبرات والتجارب حول الموضوع ودعم التعاون مع أطراف المجتمع المدني المعنية بسلامة المرور سيساعدان على التحكم في هذه الآفة والتقليص من أخطارها في البلدان العربية. وسجل بارتياح التقدم الذي حققه المجلس في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية داخل الأجهزة الأمنية العربية والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها أعمال المؤتمر الأول لرؤساء الأجهزة المعنية بهذين القطاعين، منوهاً بما حظي به اقتراحه الذي تقدم به في هذا الصدد من اهتمام ومتابعة. وجدد حرصه على توفير متطلبات التوازن والاستقرار العائلي للعاملين في القطاع الأمني والنهوض بأوضاعهم الصحية والاجتماعية حتى تمهد لهم أفضل الظروف لتنفيذ المهام الموكولة إليهم بكل حزم وحماس. وأعرب عن يقينه في ختام كلمته بأن القرارات التي ستنبثق عن المجلس ستسهم في تعزيز التضامن العربي وتفعيل التعاون بين البلدان العربية بما يحفظ سلامة الأمة ويرسخ مقومات التماسك والأمان بين سائر أفرادها ويوفر أسباب المناعة والنماء لأقطارها، داعياً الله أن يكلل أعمال المجلس بالنجاح ومجهوداته بالتوفيق.
ويضم الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية إلى اجتماعات الدورة الخامسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس إبراهيم السعد البراهيم ومعالي المستشار الخاص لسمو وزير الداخلية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجماز ومعالي مستشار سمو وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومعالي المستشار الشرعي لسمو وزير الداخلية الشيخ سليمان بن عثمان الفالح ومدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي الدكتورعبدالرحيم بن مشني الغامدي ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداود ومدير إدارة العلاقات والتعاون الدولي بالمباحث العامة اللواء خالد بن علي الحميدان.
زين العابدين استقبل الوزراء قبيل اجتماعهم
وكان فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية قد استقبل بقصر قرطاج بالعاصمة التونسية أمس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. كما استقبل فخامته وإلى جانبه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أصحاب المعالي وزراء الداخلية بالدول العربية. وحضر المقابلة معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس إبراهيم السعد البراهيم ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود الداود. وبعد المقابلة توجه فخامة الرئيس زين العابدين بن علي يصحبه سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وأصحاب المعالي وزراء الداخلية العرب إلى قاعة الاجتماعات الرئيسية بالقصر الرئاسي لافتتاح أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
الجلسة المسائية
وقد عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء داخلية الدول العربية جلسة الليلة الماضية بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية في إطار أعمال الدورة الخامسة والعشرين للمجلس عقب الافتتاح الرسمي الذي رعاه فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية في وقت سابق أمس. ويرأس وفد المملكة إلى اجتماعات المجلس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. ويتضمن جدول الأعمال المطروح أمام أصحاب السمو والمعالي الوزراء تقريرا للأمين العام للمجلس عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين. ويتناول التقرير النشاط الذى قامت به الأمانة العامة خلال عام 2007م من حيث المؤتمرات والاجتماعات التى عقدتها لرؤساء وممثلى الأجهزة الأمنية العربية واللقاءات التى شاركت فيها على الصعيدين العربى والدولي.
ويعرض التقرير الدراسات والبحوث التى أعدتها الأمانة العامة ومكاتبها المتخصصة ونتائج متابعة تنفيذ القرارات التى اتخذها المجلس فى الدورة السابقة التى تسهم فى تحقيق رسالة العمل الأمني العربى المشترك. ويتضمن البند الثانى من جدول الأعمال تقريرا صاحب السمو الملكى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بصفته رئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أعمال الجامعة خلال عام 2007م.
ويقدم التقرير عرضا للإنجازات المهمة التى قامت بها الجامعة على صعيد تطوير الكفاءات العلمية والتدريبية للعاملين فى أجهزة الأمن العربية بما يسهم فى تطوير كفاءاتهم وتنمية خبراتهم ومعارفهم من خلال الدورات التدريبية واللقاءات العلمية والمحاضرات الثقافية التى نظمتها، وكذلك الدراسات والبحوث التى أجرتها بالإضافة إلى برامج الدراسات العليا التى تنفذها الجامعة بكفاءة ونجاح.
ويتضمن جدول الأعمال أيضا مجموعة من التقارير السنوية حول تنفيذ الخطط المرحلية ذات الطابع الامني ومن بينها الخطة الامنية العربية الخامسة والخطة الإعلامية العربية للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة وخطة مكافحة الارهاب وخطة مكافحة المخدرات فضلا عن الخطة المتعلقة بالسلامة المرورية وتلك الخاصة بالحماية المدنية.
وعلى جدول الأعمال كذلك بند يتعلق بتوصيات المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2007م للنظر في اعتمادها من قبل المجلس لكي تأخذ طريقها إلى حيز التنفيذ وتتناول هذه التوصيات مختلف جوانب العمل والتعاون الأمني بين الدول الاعضاء.
كما ستطرح توصيات صادرة عن الاجتماعات المشتركة التي انعقدت بين ممثلي وزارات الداخلية والعدل العربية والتي تكرس التعاون القائم بين مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب فضلا عن بعض الموضوعات ذات الطابع الاداري والمالي.
وقد ألقى معالي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كلمة خلال الجلسة تقدم في مستهلها بالشكر لفخامة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لافتتاحه أعمال المجلس ونوه بالرعاية الكريمة التي يحظى بها المجلس وامانته العامة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز. ورحب كومان بأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب في هذه الدورة التي يسجل انعقادها ذكرى مرور خمسة وعشرين عاما على إنشاء المجلس وانقضاء ربع قرن من العمل الجاد المثمر. وأفاد أن المجلس اضطلع بالدور الرئيسي في تعزيز الامن العربي بمفهومه الشامل والتصدي الحازم الفعال لكل انواع الجريمة وأدوات الإجرام في الدول العربية. وتحدث عن التحديات والمستجدات الأمنية المتمثلة في تزايد الجريمة المنظمة بكل صورها وأشكالها في أنحاء العالم وخص بالذكر الارهاب الذي بات هاجسا يقض مضاجع الجميع.. وندد بما يقع من أعمال إرهابية في بعض الدول العربية.
وتوقف عند إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والانتهاكات الخطيرة التي تنفذها في الاراضي الفلسطينية المحتلة والحصار الخانق الذي تفرضه على قطاع غزة معرضة اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني لكافة انواع الأخطار.
وذكر أن الأمانة العامة للمجلس حريصة على تنفيذ توجيهات أصحاب السمو والمعالي الوزراء على درب تعزيز المسيرة الأمنية العربية المشتركة وتدعيم خطى التقدم والتنمية في الدول العربية.
واستعرض جانبا من أعمال وإنجازات ونشاطات الأمانة العامة طوال العام المنصرم ومشاركاتها الفعالة في مختلف الاجتماعات واللقاءات ذات العلاقة بمهامها على الصعيدين العربي والدولي. وقد تضمنت الجلسة عدة كلمات ومداخلات لأصحاب السمو والمعالي الوزراء وممثلي اتحاد المغرب العربي والأمم المتحدة عبروا فيها عن اعتزازهم الكبير للدور الذي اضطلع به مجلس وزراء الداخلية العرب في خدمة الأمن العربي المشترك وإرساء قواعد صلبة للتعاون العربي في هذا المجال.
كما أبدوا تقديرهم الجم لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب للدعم المتواصل والرعاية الدائمة من سموه للمجلس وكافة المكاتب المتفرعة منه بما أسهم في تحقيق العديد من الإنجازات على طريق التعاون الأمني العربي المشترك والارتقاء به لمواكبة المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم. وأعربوا عن أملهم في أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التعاون البناء لمواجهة التحديات والآفات الراهنة ومكافحتها والوقاية منها.
وأكدوا أن الهدف الاستراتيجي لمثل هذه الاجتماعات هو تعزيز التعاون والتنسيق الأمني بين الدول العربية بغية حماية مواطنيها من كل أشكال الجريمة والبحث عن السبل الكفيلة بالارتقاء بهذا التعاون إلى المستوى الذي يواكب التحديات المطروحة. وفي نهاية الجلسة ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز كلمة استهلها بالقول: (إن ما تفضل به الإخوة أصحاب المعالي الوزراء جعلنا في حالة تفاؤل وأمل.. إذا كان هذا متحققا فعلا في دولنا العربية).
وأعرب سموه عن أمله في أن يتحقق ما ذهب إليه الوزراء في كلماتهم من أمنيات بمستقبل أفضل للعالم العربي مشيرا إلى عدم وجود ما يمكن أن يضاف إلى ما تحدث به الوزراء. وأوضح سموه في تعقيبه على ما ورد في الكلمات والمداخلات التي شهدتها الجلسة أنه بمرور 25 سنة على إنشاء المجلس أراد كل واحد من الوزراء أن يشكر ويبين ما أداه المجلس.
وأضاف سمو وزير الداخلية يقول (لا شك أن ما سمعناه من مشاعر هي كلها متفائلة وصادقة وعربية وإسلامية). وأبدى سموه أمله مجددا في أن يتحقق ما يتمناه أصحاب المعالي الوزراء وأن تعالج كل قضايا الأمة العربية.. مضيفا القول (إن الأماني شيء والحقائق شيء آخر). وقال سموه: (ومع ذلك لا بد من تقدير مشاعر الجميع وأحاسيسهم وحسهم الأمني نحو الإنسان العربي ونحو التراب العربي).
وبعد أن أشار سموه إلى أن هناك اتفاقا حول جدول الأعمال اقترح إنهاء الجلسة على أن تتم مواصلة الاجتماعات يوم غد (اليوم) الخميس.